حوار- مؤلف "أرض جو": غادة عبدالرازق تهتم بالتفاصيل.. وشخصية "مضيفة الطيران" استفزتني

حقق العام الماضي نجاحا كبيرا بمسلسله "الأسطورة" بطولة الفنان محمد رمضان، والذي كان يحرص على متابعته عدد كبير من الجمهور، حتى أن الكراسي كانت تتراص ليجلس رواد المقاهي لمتابعة حلقاته في ظاهرة لا تحدث إلا مع مباريات كرة القدم، هو السيناريست محمد عبدالمعطي.
"مصراوي" التقى السيناريست محمد عبدالمعطي، الذي يخوض السباق الرمضاني الحالي بمسلسل "أرض جو" مع الفنانة غادة عبدالرازق، ليحدثنا عن تجربته الجديدة، إلى الحوار..
حدثنا عن كواليس كتابة "أرض جو"؟
بدأت العمل على الفكرة منذ شهر أغسطس العام الماضي، بعد عرض مسلسل "الأسطورة"، وكان يشغلني في هذه الفترة تقديم شخصية مضيفة الطيران، لأنها مختلفة وغريبة، نراها طوال الوقت مبتسمة ومتعاونة، وأشعر أن وراء كل شخصية حكاية، وهذا الأمر استفزني جدا، فرغبت في كتابة مسلسل يحكي قصة فتاة تنتمي لهذا العالم.
وحدوتة "أرض جو" تكونت من شقين الأول واضح وملموس ومتعلق بعالم شركات الطيران الخاصة، والثاني شق فلسفي ينقسم هو الآخر لقسمين، الأول نابع منه اسم المسلسل "أرض جو" عن فكرة رحلات الصعود التي يحلم كل الشباب بخوضها سريعا، لا أحد منهم يريد صعود السلم من أوله، يريدون الصعود من الأرض للجو بسرعة شديدة، والجزء الثاني متعلق بتقلبات النفس البشرية، فجأة نجد إنسان طيب اصطدم بظروف صعبة فيتحول لشخصية شريرة ثم يعود لحالته الأولى، وهو أيضا السبب في اختيار اسم المسلسل عكس اعتقاد البعض أن الاسم يشير لرحلات الطيران.
وكيف استقبل المخرج محمد جمعة والفنانة غادة عبدالرازق الفكرة؟
عرضت الفكرة على المخرج محمد جمعة والفنانة غادة عبدالرازق، التي رحبت بها وأحبتها وشعرت أن الموضوع مختلف وبه شيء جديد، خاصة وأنها والمخرج يثقان فيما أقدم بحكم "الأسطورة" و"سكر مر".
وهل تدخلت في النص؟
التدخل ليس بالمعنى الذي يظنه البعض، كل النجوم يشتغلون على تفاصيل الشخصيات التي يقدمونها، وغادة من النجوم الشاطرة في هذه النقطة، تهتم بكل تفاصيل الشخصية، وتسأل كثيرا عنها، وتركز في كل ما يتعلق بها حتى "كاب" المضيفة كانت تسأل عنه، ولها وجهة نظر بحكم خبرتها ونجوميتها، وكذلك المخرج بحكم أنه مخرج كبير، كنا نتناقش ونخرج بحلول في النهاية وهو الأهم.
الدخول لكواليس عالم الطيران شاهدناه في عدد من الأعمال السينمائية؟
العالمية فقط.
وهناك أعمال مصرية مثل "البداية" و"بريق عينيك".. ما الاختلاف الذي سيلمسه الجمهور في "أرض جو"؟
العمل مختلف تماما وحديث، موضوعنا يناقش قضايا تنتمي لعصرنا لعام 2017، وهو ما يجعله أكثر اختلافا. "أرض جو" عمل اجتماعي تشويقي يتحدث عن بنت من أسرة متوسطة تعمل مضيفة طيران، وتتعرض لظروف قاسية، لنرى هل ستقاوم أم لا؟.
من بين شخصيات المسلسل أيهم كان أكثر إرهاقا في كتابة تفاصيلها؟
هناك 30 شخصية حول غادة، وكل الشخصيات أرهقتني في كتابة تفاصيلها.
وهل كان لك يد في اختيار باقي أبطال العمل؟
تم اختيار الممثلين من خلال فريق تكوّن من غادة ومحمد جمعة وأنا وشركة الإنتاج، وتم اختيار كل شخصية لتكون مقنعة بنسبة 100% في الدور الذي ستؤديه.
في العام الماضي البعض انتقد مشهد "القميص" في مسلسل "الأسطورة"..
(مقاطعا) هذا مشهد يحدث من قديم الأزل في مصر، ولم أبتكره في الأسطورة، والدراما مرآة الواقع لا العكس.
أقصد هل سيكون في "أرض جو" ما يثير نفس الجدل؟
لا أعرف، أنا أكتب بقناعتي، ولا أعرف إذا كان ما كتبته سيثير الجدل أم لا، فأنا لا أتعمد إثارة الجدل.
رصيدك الفني أربعة أعمال .. أين ترى نفسك الآن؟
لا استطيع القول أين أرى نفسي الآن، هذا الأمر متروك للجمهور، النقاد والصحافة، لكن ما يمكنني قوله إنني أرى ما حققته جيد، خاصة وأنني أقوم بفعل ما أحب، ويصل للناس، فعندما أقيم نفسي اسألها: هل رهانك وحلمك وصل للناس أم لا؟، والحمد لله اعتقد أن النسبة الأكبر وصلت للناس.
قديما كنا نربط اسم المسلسل باسم مؤلفه.. فمثلا نقول مسلسل لأسامة أنور عكاشة، مسلسل لمحفوظ عبدالرحمن وهكذا عكس الآن المسلسل يرتبط باسم النجم أو النجمة.. ما السبب في رأيك؟
متطلبات السوق اختلفت، ولابد أن نجاري السوق، وهذا الأمر ليس عيبا في الزمن. ولا يهمني أن يُقال مسلسل محمد عبدالمعطي بقدر ما يهمني أن ينجح ويصبح اسمه مشهور ومحبوب، واعتقد أن السوق يعرف ترتيب كل اسم، ومكانه بالتحديد وكذلك المشاهد، وهذا ما يفرق معي.
كل عمل قدمته يدور في إطار مختلف تماما "المهرجان، سكر مر، الأسطورة وأرض جو".. هل قصدت هذا الاختلاف؟
والله أبدا صدفة، في كل مرة أجد نفسي أحب الكتابة في موضوع ويكون مختلف عن العمل السابق لي، وعامة أحب الكتابة فيما أفهم فيه، واعتقد أن عملي الخامس سيكون مختلف أيضا، وأرى أن الموضوع شطارة، والناس المتخصصة في المجال والنقاد يرونها شطارة أيضا، وهناك نقاد قالوا لي إن من النادر وجود مؤلف يجيد الكتابة في عوالم مختلفة بنفس الجودة، كما أنني أحب التجريب، ولا أخشى أن ينجح لي 3 أعمال ولا ينجح الرابع، فمهنتي نابعة من استمتاعي الشخصي بالكتابة وإذا لم استمتع المتفرج لن يستمتع أيضا، لذلك سأجرب وأختبر نفسي في مجالات مختلفة، المسألة بالنسبة لي لا تُحسب بالكيلو، هناك كُتاب تاريخهم الفني كله خمسة أعمال فقط، لكن مؤثرة ومحترمة، والجمهور يتذكرها.
تقول إن العمل الخامس سيكون مختلف.. فيما ستكتب؟
مختلف جدا، هو عمل سينمائي حكايته تقوم على بطولة جماعية مجنونة، خيالية وأسطورية، تقع أحداثها في المستقبل، وسيكون به خيال علمي.
ما هي طقوسك في الشهر الكريم؟
شهر رمضان عزيز على قلبي، وهو بالنسبة لي شهر العلامة الكاملة، في الشهور الأخرى قد ننشغل بالسفر والعمل، لكن لا يمكنني أن أقضي رمضان خارج القاهرة، أفضل أن أتواجد فيه مع أسرتي، ولا أقبل "عزومات" على الفطار أو السحور، وربنا يحفظلي أهلي فطاري معاهم بالدنيا، ويقدرني وأحصل على العلامة الكاملة هذا العام، من خلال أداء كل الصلوات والتراويح في المسجد، وأن أختم القرآن الكريم.