لأول مرة يُقام بالقاهرة ملتقى يخص الطب في الأعمال السينمائية، وعلى مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين كان مُحبو الأفلام على موعد مع الأعمال التي تتعلق بالصحة النفسية، حيث اختار القائمون على الملتقى أن تكون الدورة الأولى عن هذا النوع من الطب تحديدًا، كما يقول دكتور مينا النجار، مُنظم "ميدفست القاهرة". وأُعلن عن الملتقى الأول تحت اسم "ما وراء الجلد: رحلة سينمائية في الصحة النفسية". يرجع تدشين المُلتقى إلى وجود النُسخة الأصلية منه ببريطانيا بكليات الطب، كما يذكر النجار. حب الشاب للتمثيل، الذي عمل فيه على مدار سنوات، بجانب تخصصه الأساسي في الطب، دفعه لإقامة نسخة أخرى للملتقى، تعاون النجّار مع دكتور خالد على، المنسق الدولي، لإخراج الدورة الأولى ل"ميدفست"، وقررا الطبيبان ألا تقتصر الفكرة على أهل الطب كما في بريطانيا، بل تحوّلت إلى نقاش مفتوح مع الجمهور المحب للسينما. أقيم "مدفست القاهرة" بمركز الإبداع الفني ومسرح الفلكي. خلال اليومين تمّ عرض عدة أفلام قصيرة، تخللت بينهم الجلسات النقاشية التي حضرها عدد من المتخصصين في الطب وصناع السينما، من بينهم دكتور "هاني شعيب"-ممثل المملكة المتحدة-، والمخرج "أمير رمسيس"، ودكتور "طارق دياب"، استشاري الطب النفسي للأطفال، كما قدمت الممثلة "صفية العمري"، والسيناريست "مريم نعوم". هدف "ميدفست القاهرة" إلى اتساع حالة الوعي المجتمعي لدور الطب في السينما "وإنه مش علم مُجرد". ويرى النجار أن هناك اهتمام حقيقي في السنوات الأخيرة من السينمائيين نحو مجال الطب "زي مسلسل تحت السيطرة"، وخُصصت أفلام الدورة الأولى للصحة النفسية، كما في الفيلم المصري "خمسة جنيه"، للمخرج محمد أديب، والإماراتي "ممسوس"، الحائز على جائزة المهر لأفضل فيلم قصير، بمهرجان دبي 2016. اختير برنامج الملتقى القائم على الأفلام القصيرة بعناية. يقول النجار إنهم حاولوا مُخاطبة جهات سينمائية عديدة لعرض أفلامهم، ووافق مهرجان دبي على عرضهم للفيلم الإماراتي، الذي يحكي عن ثلاثة أشخاص يروون رحلتهم مع مرض الاكتئاب ونوبات الهلع، كما تم تقديم أفلام من "ميدفست انجلترا". يقول النجار إن النقاش الذي تخلل يومي العرض كان ناجحًا، يتذكر منظم الملتقى تعليق المخرج رمسيس عن تناول الأفلام للطب وإنها معادلة صعبة إنتاجيًا، لكنها ليست مستحيلة، كما أشار المنظم أن عرض الأعمال الدرامية والسينمائية تنويه لتناولها معلومات طبية غير دقيقة، سيكون مُفيدًا للمتلقي، كما يرى أن هنالك تطور في الدراما المصرية، مع ازدياد حالة الوعي بأهمية الطب. ذكر النجّار أن الإقبال على الملتقى جيد، كما تنوّعت فئات الجمهور الموجود "وفيه ناس جت من المحافظات"، ويضيف المنظم أنه سيتم إقامة نُسخة أخرى بالإسكندرية هذا العام، بحضور صناع أفلام من المدينة نفسها، كذلك أطباء نفسيون. يحلُم النجّار بالحصول على دعم لصناع الأفلام أنفسهم، حتى يتمكنوا من عمل سينما مهتمة بشكل حقيقي بالطب، ويُؤكد على أن الملتقى لا يعنيه الأفلام التعليمية، بل الدراما التي تُناقش حياة الإنسان بكل ما فيها، ومن بينها الأمراض التي يتعرض لها.
