روايات كثيرة ترددت في الفترة الأخيرة عن انتشار لحوم الحمير في السوق المصري بعد ارتفاع أسعارها، وزيادة سرقتها وانخفاض أعدادها، وضبط عدد كبير من هياكلها بمناطق نائية وصحراوية بمحافظة بني سويف، إلا أن مديرية الطب البيطري ومباحث التموين والوحدات المحلية بالمحافظة، يؤكدون على أن السبب الرئيسي في ذلك هو استيراد الصين لجلود الحمير بأسعار مرتفعة وصلت إلى 12 ألف جنيه لجلد الحمار الواحد، ما دفع عدد كبير من المواطنين إلى ذبح الحمير وسلخ جلدها وبيعه. قال الدكتور طارق الوكيل مدير عام مديرية الطب البيطري ببني سويف، إن الحملات التي تشنها المديرية بالتعاون مع مباحث ومديرية التموين، لم تسفر عن ضبط أي لحوم حمير بحوزة الجزارين داخل المحافظة، لكن ما تم ضبطه حمير مذبوحة فقط، وأعدادها محدودة لا تتعدى العشرات خلال الفترة الماضية، ويتم ضبطها في مناطق نائية أو صحراوية. وأرجع مدير الطب البيطري ارتفاع أعداد الحمير المذبوحة مؤخرا إلى تصدير جلودها إلى دولة الصين، حيث يقومون باستخدام الجلود في صناعة المنشطات الجنسية أو غيرها من الأدوية، حتى وصل جلد الحمار الواحد لأكثر من 600 دولار ما يعادل 12 الف جنيه مصري حاليا، على الرغم من أن سعر الحمار لا يتعدى ألفان جنيه بالسوق المصري، ما يضطر معدومي الضمير من سرقة الحمير من الفلاحين وذبحها بمنطقة نائية وبيع جلدها، ليتم تصديرها بطريقة غير شرعية". وأضاف" الوكيل" أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تدرس حاليا تصدير الحمير حية إلى دولة الصين، والاستفادة من ارتفاع أسعارها، وفي نفس الوقت ضمان عدم انتشار لحومها في الأسواق، متابعا إن الهيئة تقوم بتصدير جلود الحمير حاليا إلى الصين بعد تجميعها من الحدائق بطريقة رسمية، لافتا إلى توقعه باختفاء الحمير من مصر إذا استمرت تلك الظاهرة على نفس الحال في خلال 4 أو 5 سنوات. ويقول العقيد محمد محفوظ رئيس مباحث التموين ببني سويف، إن عملية حصر أعداد الحمير المضبوطة ليس بالكثير بمحافظة بني سويف مقارنة بعدد من المحافظات الأخرى، مؤكدا على عدم إرتفاعها عن 10 حمير خلال أخر 3 شهور بالمحافظة، لأن أغلب عمليات الذبح تتم في مناطق صحراوية أو نائية يقومون خلالها بسلخ الجلد وترك الهيكل مكان الذبح ويفرون بعدها مباشرة، من أجل بيع الجلود والإستفادة من إرتفاع أسعاره، مؤكدا على أن حملات مباحث التموين بالمحافظات لم تسفر عن ضبط اي لحوم حمير بحوزة جزارين خلال العام الماضي. من جانبه أكد المحاسب محمد بكري رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمسطا على عثور أهالي قرية كوم الرمل التابعة لدائرة المركز خلال شهر نوفمبر الماضي، على جثث 8 حمير مذبوحة ومسلوخة الجلد، بطريق القرية، وأعدمتها مديرية الطب البيطري بمعاونة إدارة التموين بالمركز، حيث تبين أن مجهولون ذبحوها ليلا بطريق الطريقة بعد سرقتها من حظائر المواشي الفلاحين وحصلوا على جلودها وفروا هاربين.
