"استحمل يا ابني.. و أنا هجبلك تأكل دلوقتي".. كلمات حاول بها ترزي الشرقية، تهدئة ابنه الذي ظل يبكي بسبب شعوره بالجوع.. وكانت شهادة أحد جيرانه الذي رآه قبل دقائق من انتحاره، والتي اختلفت عن رواية الشرطة. في مدينة أبو كبير بالشرقية، أقدم محمد السيد 45 سنة "ترزي" صباح الثلاثاء الماضي، على الانتحار بشنق نسفه، وسط روايات البعض بأنه انتحر بسبب "الفقر وظروف المعيشة"، فيما يرى آخرون أنه كان يعاني من أزمة نفسية. والتقى "مصراوي"، بأقارب وجيران "الترزي"، لتسجيل شهاداتهم حول ملابسات الواقعة، فقال إبراهيم الطاير، صاحب ورشة لصيانة السيارات أسفل العقار الذي يقطن فيه الترزي، إنه في تمام العاشرة صباح يوم الثلاثاء الماضي، فوجئ باستغاثة زوجة "المنتحر"، فصعد الى الطابق الثاني من العقار، فوجده ملقى على الأرض وحول رقبته حبل وبجواره كرسي خشبي. وأكد أنه شاهد الضحية قبل الواقعة بقليل يتجول فى الشارع، حاملا ابنه الذي ظل يبكي نتيجة شعوره بالجوع، و"كان بيحاول يهديه وقاله استحمل يا ابني.. وأنا هجبلك تأكل دلوقتي"، لافتا الى أنه طبيعي ولا يعاني من أي مرض نفسي. وأرجع سبب الانتحار الى مروره بظروف مادية صعبة، وقلة حيلته في تخفيف ما تعانيه أسرته المكونة من ابنه وزوجته، "قرر التخلص من همومه ومن حياته والذهاب الى خالقه". وأوضح الجار، أن "محمد" يعمل ترزي في إحدى ورش الخياطة وأنه مقيم في العقار منذ 4 أشهر فقط، إلا أن الورشة أنهت عملها قبل شهرين نتيجة بعض الظروف الصعبة لمالكها. بينما قال أحمد محمد، مفتش بأوقاف أبوكبير، وشقيق زوجة "المنتحر"، أنه كان يعاني من مرض نفسي، ويتردد على مستشفى الزقازيق الجامعي للعلاج، نافيا انتحاره نتيجة الفقر والظروف المادية. وكان اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية تلقى إخطارا من مركز شرطة أبوكبير، بانتحار محمد السيد محمد على 45 سنة، ترزي ومقيم بمنطقة سوارس بأبوكبير، بشنق نفسه بحبل مثبت في السقف بصالة الشقة التى يسكن فيها. وكشفت تحريات الرائد محمد فاضل، رئيس مباحث أبوكبير، أن المتوفى أقدم على الانتحار شنقا، نتيجة اصابته بأزمة نفسية، وأن زوجته قدمت تقارير طبيه تفيد تردده على مستشفى الزقازيق الجامعي. وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9412 إداري مركز ابوكبير لسنة 2016، وانتقل فريق من النيابة العامة، والبحث الجنائي، لمكان الحادث، وطلبت النيابة من المباحث تقرير الحالة الجنائية والتحريات حول الواقعة، و تبين من التقرير المبدئي لمفتش الصحة، أن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثة.