قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن رجل أعمال فرنسي من أصول لبنانية كان قد أعلن عدة مرات من قبل عن مزاعم تمويل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بقيمة 50 مليون يورو (43 مليون يورو). وفي فيلم نُشر على موقع الأخبار الاستقصائية ميديا بارت، يُصر زياد تقي الدين الذي قدم ساركوزي للقذافي إنه سلّم عدة حقائب محشوة بالأموال للرئيس الفرنسي السابق ورئيس أركانه كلود جيان. وظهرت هذه الادعاءات للمرة الأولى منذ خمس سنوات، ولكن مزاعم تقي الدين يُحتمل أن تكون ضارة لأنها تأتي قبل أيام من سعي ساركوزي لدعم حزب يمين الوسط "حزب الجمهوريين". وستعقد الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية للحزب والتي يُنافس فيها ساركوزي آلان جوبيه رئيس بلدية بوردو يوم الأحد. وخارج تجمع المرشحين اليمينيين، فمن المتوقع أن يطلق إيمانويل ماكرون حملته الانتخابية يوم الأربعاء وهو وزير اقتصاد سابق في عهد فرنسوا هولاند. وكان ساركوزي وجيان أنكرا أخذ المال من القذافي مرارًا وتكرارًا. وقال جيان لميديا بارت: "أنا لم أتلق أيةً أموال نقدية من الحكومة الليبية أو أي دولة أخرى في هذا الشأن. كما أنني لم أرى أي عملية تسليم. كل هذت محض خيال وتشهير". ولم يقدم مكتب ساركوزي أي تعليقات حول هذه المزاعم. وفي 2013، فتحت المحاكم الفرنسية تحقيقًا في اشتباه حملة ساركوزي الانتخابية 2007 في حصولها على تمويل غير شرعي، وتوجيه اتهامات محتملة تشمل "الفساد الايجابي والسلبي وإساءة استخدام السلطة والتزوير وسواء استخدام المال العام وغسيل الأموال والتواطؤ والتستر على هذه الجرائم". ومع ذلك وعلى الرغم من عدة إفادات للشهود وسنوات من التحقيقات القانونية لم يتم توجيه أية اتهامات ولا إدانات. كان جيان قد ادعى في الماضي أن الوثائق التي حصلت عليها ميديا بارت تشير إلى أن الأموال التي دفعتها ليبيا وتصل إلى 50 مليون يورو هي وثائق غير صحيحة. وفي مايو، أعلنت محكمة فرنسية أن بعض الوثائق كانت أصلية وسمحت باستخدامها في التحقيقات طويلة الأجل. وتم وضع جيان قيد التحقيقات بتهمة التزوير المنظم في التحقيقات الخاصة بالقذافي بعد مزاعم حول تلقيه تحويل مصرفي بقيمة 500 ألف يورو والتي ادعى أنها جاءت من بيعه لوحتين. وظهرت المزاعم في مارس 2011، عندما قال نجل القذافي سيف الإسلام القذافي ليورونيوز: "على ساركوزي إعادة الأموال التي تلقاها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية، مولنا حملته ولدينا الدليل.. أول شئ نطالب به أن يقوم هذا المهرج بإعادة الأموال لشعب ليبيا". وفي وقت لاحق هذا العام، قال رئيس الوزراء الليبي الأسبق على المحمودي للمحاكم في تونس حيث يواجه جلسة استماع لتسليم المجرمين: "لقد أشرفت على تمويل حملة ساركوزي من طرابلس". وقال تقي الدين وهو رجل أعمال شديد الثراء ومقرب من نظام القذافي لميديا بارت أنه قام بنقل الأموال الليبية إلى وزارة الداخلية الفرنسية في قصر بوفو في باريس، والتي كان يترأسها ساركوزي في ذلك الوقت، في 3 مناسبات بين نوفمبر 2006 ويناير 2007. وفي مايو 2007، تم انتخاب ساركوزي رئيسًا.
