جاء قرار البنك المركزي الأخير بتحرير صرف سعر العملة بالبنوك، بمثابة حافز قوي للمتعاملين في البورصة المصرية، خلال تعاملات الأسبوع الحالي. واستطاع السوق في 5 أيام فقط تحطيم الأرقام القياسية وتحقيق البورصة لمستويات لم تسجلها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث سجل المؤشر الرئيسي للبورصة "إي جي اكس 30" أعلى مستوى له منذ 2008 وتخطى مستوى ال10 آلاف نقطة. كما ربح رأس المال السوقي خلال الأسبوع نحو 90.7 مليار جنيه، ليرتفع من 428.7 مليار جنيه ويغلق على 519.4 مليار جنيه بنسبة صعود 21.2 بالمئة، مقارنة بالأسبوع الماضي - بحسب تقرير للبورصة المصرية، اطلع مصراوي عليه. وبحسب مراقبون في السوق -استطلع مصراوي رأيهم - كان لتحرير سعر الجنيه أثر السحر على حركة المستثمر الأجنبي الذي تحول للشراء بشكل هستيري وأدى إلى تسجيل البورصة للأرقام القياسية بالإضافة إلى إعادة الثقة في البورصة وفتح الباب لدخول أموال جديدة، حيث وصفوا الأسبوع الحالي بأن الأفضل منذ سنوات للمستثمر في بورصة مصر. وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة ''إي جي إكس'' 30 بقوة خلال الأسبوع بنسبة 21.30 بالمئة ليسجل 10.688 نقطة، كما ارتفع مؤشر ''إي جي إكس 70'' الذي يقيس أداء الشركات المتوسطة والصغيرة، ليسجل 404 نقطة بنسبة 15.05 بالمئة، كما ارتفع المؤشر الأوسع نطاقًا ''إي جي اكس 100'' ليغلق على 981 نقطة بنسبة صعود 19.29 بالمئة. شراء هستيري من الأجانب من جانبه، أكد حسام حلمي المستشار الفني لشركة بايونيرز القابضة، أن تحرير سعر صرف العملة بالبنوك، كان العامل الأساسي في إعادة الثقة لدى المستثمرين في البورصة المصرية، خصوصًا الأجانب. وقال حسام حلمي، - خلال اتصال هاتفي مع مصراوي - "قبل تحرير سعر صرف العمل كان السوق الموازي حاجز كبير للأجانب لدخول البورصة المصرية، بسبب عدم قدرتهم على تحويل أموالهم الأمر الذي أدى بدوره إلى خروج استثمارات كثيرة من السوق حيث كان المستثمر الأجنبي المتضرر الأكبر من وجود سعرين للدولار، ولكن بعد تحرير سعر الصرف تم فتح الباب لدخول استثمارات جديدة للبورصة". وسجل المستثمرون الأجانب، - بحسب تقرير للبورصة المصرية - صافي شراء بقيمة 1.889 مليار جنيه في 5 أيام، مستحوذين على 18.94 بالمئة، من تعاملات السوق، ليصل إجمالي شراء الأجانب في بورصة مصر منذ بداية 2016 إلى 2.675 مليار جنيه. وأكد المستشار الفني، أن تحرير سعر الصرف فتح شهية المستثمر الأجنبي للشراء، فقد كان المؤثر الأكبر في تحقيق البورصة لمستوياتها القياسية خلال الأسبوع الحالي، واصفًا "بأنه كان ثاني أفضل أسبوع مرت به البورصة المصرية منذ ثورة 25 يناير 2011". وأضاف "كان هناك شراء هستيري من الأجانب في البورصة خلال تعاملات الأسبوع الحالي، الأمر الذي أدى للتحرك القوي لمؤشرات البورصة، وتخطي المؤشر الرئيسي ال10 آلاف نقطة". وعن عدم تفاعل العرب بقرار تحرير سعر الصرف، ووجود شراء ضعيف من جانبه، يرى حسام حلمي، أن العرب لديهم بعض التخوفات من الأوضاع السياسية بالإضافة إلى القلق من أحداث اليوم الجمعة، متوقعًا دخول قوي للعرب خلال الفترة المقبلة مع استقرار الوضع السياسي. وجاءت مشتريات العرب بالبورصة ضعيفة مقارنة بالأجانب، حيث سجلت نحو 25.15 مليون جنيه فقط بنسبة استحواذ 9.97 بالمئة من تعاملات السوق، حسب تقرير البورصة. وفيما يتعلق بتوقعاته عن تحرك مؤشرات البورصة خلال الأسبوع المقبل، توقع المستشار الفني، حدوث جني للأرباح خلال تعاملات الأسبوع بعد الأرقام القياسية التي سجلتها الأسهم خلال الأسبوع، وهدوء في الارتفاع. وتسعى الحكومة إلى طرح أسهم عدد من الشركات المملوكة للدولة في البورصة لجذب الاستثمارات من الداخل والخارج، في إطار برنامجها الاصلاحي الذي أعلنته، الأمر الذي يفتح الباب أمام دخول أموال جديدة للبورصة ويرفع من سيولة السوق. صعود حاد من جانبه، قال إيهاب سعيد خبير سوق مال، إن البورصة المصرية شهدت أسبوع تاريخي، حيث نجح مؤشرها الرئيسي "EGX30" في مواصلة صعوده الحاد محققًا أعلى نسبة صعود أسبوعي منذ عام 2003، أي نحو 13 عامًا بنسبة قاربت على 14.4 بالمئة، وذلك من مستوى 9350 حتى مستوى 10688 نقطة. وأضاف إيهاب سعيد - خلال تحليل له تلقى مصراوي نسخة منه - أن المؤشر الرئيسي للبورصة أغلق مع نهاية جلسة أمس الخميس على أعلى مستوى سعري له منذ 2008 لتصل بذلك إجمالي مكاسبه منذ تحرير سعر الصرف يوم الخميس قبل الماضي إلى قرابة 25.4 بالمئة. كما شهدت قيم وأحجام تعاملات البورصة أعلى مستوياتها منذ سنوات، وأوضح "سعيد" أن البورصة نجحت في تحقيق أعلى قيم تعاملات يومية بجلسة الاثنين الماضي والتي قاربت على 2.2 مليار جنيه وهو الأعلى منذ 2009، بالإضافة إلى أعلى متوسط قيم تعاملات أسبوعي بلغ قرابة 8 مليار جنيه وهو الأعلى أيضًا منذ 2009. ووفقًا لتقرير البورصة، بلغت قيم تداولات البورصة خلال تعاملات الأسبوع نحو 13.7 مليار جنيه، مقارنة بإجمالي قيم تداولات بلغت 9.9 مليار جنيه خلال الأسبوع الماضي، وتم التداول على 3.2 مليار ورقة منفذة على 225 ألف عملية خلال الأسبوع، مقارنة بإجمالي كمية تداول بلغت نحو 1.4 مليار ورقة منفذة على 123 ألف عملية خلال الأسبوع الماضي. وأشار "سعيد" إلى بلوغ صافي مشتريات المستثمرين الأجانب قرابة 1.9 مليار جنيه أي ما يجاوز 110 مليون دولار في 6 جلسات فقط. وأكد خبير سوق المال، أن كل هذه الأرقام القياسية التي سجلتها البورصة دليل على صحة ما كان يطالب به على مدار السنوات الماضية، من ضرورة تحرير أسعار الصرف. وقال "بالفعل منذ اتخاذ المركزي لتلك الخطوة والبورصة المصرية تواصل تحطيم الأرقام القياسية سواء على مستوى المؤشرات أو قيم التعاملات، أو حتى الأسهم التي تراجعت قيمتها بشكل كبير أمام بقية العملات مما شكل عامل جذب كبير للمستثمرين العرب والأجانب". القطاعات وعلى صعيد القطاعات، تصدر قطاع العقارات الأكثر نشاطاً من حيث كمية التداول بحجم بلغ 960.3 مليون ورقة وقيمة تداول تقدر 2.5 مليار جنيه، وتلاه قطاع الاتصالات بكمية تداول 882.9 مليون ورقة وقيمة تقدر بنحو 1.6 مليون جنيه. وجاء قطاع خدمات مالية (باستثناء البنوك) في المرتبة الثالثة بكيمة تداول 787.1 مليون ورقة وقيمة تبلغ 1.5 مليار جنيه، وتلاه خدمات ومنتجات صناعية وسيارات 98.6 مليون ورقة وقيمة تداول 372.7 مليون جنيه. أفضل الأسهم من جهة أخرى، جاء على رأس أنشط الشركات من حيث كمية التداول، سهم أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة بحجم تداول 288 مليون ورقة وقيمة تداول 167.1 مليون جنيه، وتلاه سهم مجموعة بورتو القابضة - بورتو جروب بكمية 182.4 مليون ورقة وقيمة تداول بلغت 44 مليون جنيه، وفي المرتبة الثالثة مجموعة عامر القابضة بحجم تداول 159.3 مليون ورقة وقيمة تقدر ب40.7 مليون جنيه.