خبراء يقترحون اعتماد ''العصر البشري'' في التأريخ الجيولوجي للأرض

دعت مجموعة من خبراء الجيولوجيا لاعتماد عصر جديد عند كتابة التاريخ الجيولوجي للأرض، حيث يرى هؤلاء أنه أصبح من الضروري أخذ التأثيرات البشرية على الأرض في الاعتبار عند التأريخ لهذا الكوكب.
ودعت مجموعة خاصة من الخبراء كلفت ببحث هذه القضية لإدراج "العصر البشري" ليمثل العصر الأخير في سلسلة تطور الأرض.
وأعلنت مجموعة العلماء المكلفة بهذا الأمر خلال المؤتمر العالمي للجيولوجيا اليوم الاثنين بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا أنها اتخذت قرارا بإجماع أعضائها باعتماد مصطلح العصر البشري أو "الأنثروبوسين" والذي يعني "الجديد البشري" ليعكس هذه المرحلة.
غير أن العلماء أكدوا في الوقت ذاته أن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن يأخذ هذا التعبير مكانه في المؤشر الزمني للعصور الجيولوجية التي تصور مراحل تطور الأرض.
ويقسم علماء الجيولوجيا تاريخ الأرض إلى عدة حقب.
وحسب هذا التقسيم فإن البشرية تعيش الآن العصر الحديث أو "الهولوسين" والذي بدأ قبل نحو 12 ألف سنة عقب انتهاء العصر الجليدي الأخير.
ودعت مجموعة العلماء المؤلفة من 35 عضوا بإجماع 34 عضوا و تحفظ عضو واحد إلى اعتبار انتهاء عصر الهولوسين منذ منتصف القرن العشرين.
اشتق تعبير "الأنثروبوسين" لأول مرة عام 2000 على يد عالم الأحياء الأمريكي أويجن ستورمر وعالم الأرصاد الهولندي الحاصل على جائزة نوبل، باول كروتسن الذي كان في السابق مدير معهد ماكس بلانك للكيمياء بمدينة ماينس الألمانية.
ويستخدم هذا المصطلح بشكل دائم منذ ذلك الحين ولكنه لا يستخدم للتعبير رسميا عن مرحلة جيولوجية.
ومن بين التغييرات التي تسبب فيها البشر على الأرض إلى جانب التغير المناخي التغيرات الواسعة التي أحدثها الإنسان في دورات الكربون والنتروجين والفوسفور وصناعة البلاستيك والألومينيوم والجزيئات الخرسانية والرماد المتطاير وما يعرف بالتهاطل النووي والانتشار الكوني غير المسبوق للأنواع الحيوانية والنباتية "وكثير من هذه التغيرات دائمة وبعضها لا يمكن من الناحية العملية العدول عنه وإعادته لما كان عليه قبل التدخل البشري" حسبما أوضحت مجموعة الباحثين.