"وحوي يا وحوي ..إياحه" واحدة من الأغاني التراثية التي يستقبل بها المصريون شهر رمضان الكريم كل عام، تعبيرًا عن الفرحة والترحيب بشهر الصيام. ورغم تعاقب الأجيال والثورة التكنولوجية وتغير أسلوب الحياة عند الكثيرين إلا أن هذه الأغنية ما زالت تصدح في بيوت المصريين وفي المطاعم والمحال والشوارع وعبر شاشات التلفاز وأثير الإذاعات طوال الشهر الكريم. لايعلم الكثيرون أن كلمات مطلع هذه الأغنية تعود للعصر الفرعوني، حيث يقول الباحث الأثري عبدالعظيم كامل محمد إن "إياح حتب" هي زوجة الملك تاعا الثاني الذي حكم البلاد في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد، إذ كانت الدولة الفرعونية الوسطى قد تفككت واحتلها الهكسوس، فما كان من"إياح حتب" إلا تحريض زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاة، لكنه توفي قبل أن يتحقق ذلك فعمدت لابنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه ولكنه مات أيضًا ولم تهدأ عزيمة إياح حتب فدفعت بابنها الثاني "أحمس" الذي نجح فيما فشل فيه أبوه وأخوه وانتصر و طرد الهكسوس وحقق الاستقلال. يضيف كامل: "معنى إياح: قمر وحتب معناها: الزمان فيكون معني اسم السيدة قمر الزمان أما كلمة وحوي الفرعونية فمعناها: مرحبًا أو أهلاً". يتابع الباحث الأثري: "وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الملك أحمس على المحتلين وطرد الهكسوس من البلاد آنذاك خرج المصريون في استقبال والدته الملكة إياح حاملين المشاعل والمصابيح يتغنون ب "وحوي يا وحوي ..إياحه" والتي يكون معناها مرحبا يا قمر تقديرًا للتضحيات الكبيرة للملكة إياح التي قدمتها فداءً للوطن".