قارئ يتلو آيات من القرآن.. بكاء وعويل للنساء.. ملابس سوداء .. هذا ما تتوقع أن تسمعه وتراه عند توجهك إلي المقابر القديمة في حي الزهور بمحافظة بورسعيد، لكن فور وصولك إلي البوابتين رقم (1 و2) المطلتين علي شارع كسري الشهير بالمدينة الساحلية، تفاجيء بأكوام من القمامة علي مداخل وأسوار المقابر وسوق عشوائي كبير. أما بين المقابر وأمام أبوابها فتجد الباعة الجائلين يفترشون الطرق في ظل غياب أمني غير مبرر واختفاء تام لمجهود قيادات ومسئولي حي الزهور للتصدي لهذا الانتهاك. أهالي المنطقة قال مصطفي عبد الرحمن، من أهالي المنطقة المقابلة للمقابر، موظف :"الوضع سيء للغاية..تحولت المقابر من مكان لدفن الموتي لسوق عشوائي كبير تحيطه القمامة والحشرات وتنبعث منه الروائح الكريهة، حتي طرقات المقابر من الداخل وأمام أبوابها امتلأت بالباعة الجائلين والمتسولين وتضررت جميع الأسر بالمنطقة من الوضع الحالي وأصبحت منازلنا لا تخلو من الحشرات والروائح العفنة، في ظل تجاهل من المسئولين بالحي واكتفائهم بحملات يومي الخميس والجمعة عقب ذهاب الباعة والمتسولين دون تدخل لمنعهم من البداية". البالة والباعة الوضوع كان مختلف مع الباعة أمام المقابر، "عم محمد"، بائع ملابس مستعملة "البالة"، يقول :"أنا أول مرة أعرف إن تواجدنا هنا ممنوع، أنا بحضر منذ شهور طويلة، ولم يخبرني أحد بأن نشاطنا هنا مخالفًا للقانون، أنتم عاوزين تقطعوا أرزاقنا، سيبونا في حالنا بقي، حرام عليكم، والقمامة والروائح دي مش مني، دي من تجار الفاكهة والخضروات والمواطنين الذين يتوافدون علي المقابر، أنا محافظ علي المكان، وياريت يعملولنا مظلة علشان أشعة الشمس إحنا داخلين على رمضان". حي الزهور .. يرد وقال المحاسب عادل عبد الفتاح، رئيس حي الزهور، إنه أصدر توجيهاته لشركة النيل للنظافة وإدارة تحسين البيئة بالحي بنظافة شارع دمشق أمام الجبانة القديمة بين بابي (1 و 2)، ونظراً لأن هذا السوق عشوائي خلال يومي الخميس والجمعة فتقوم ادارة تحسين البيئة بالدخول بعد الساعة الرابعة لإزالة المخلفات ونظافة المكان، مشيراً إلي أنه .جاري التنسيق بين الحي وادارة شرطة المرافق طبقاً للخطة الموضوعة للقضاء علي هذا السوق نهائياً.