معبد إسنا واحدًا من المعالم الأثرية الشاهدة علي الإهمال الذي يرقي ليصنف ضمن المرتكبة في حق التراث الإنساني والتي يعاقب المتسببين فيها بالسجن. المعبد الواقع جنوب محافظة الأقصر ويعود تاريخه لآلاف السنين ما زال مطمورا بلا سور أو حرم يحميه من يد اللصوص وعبث العابثين فضلا عن أن المنازل العشوائية تحاصره من كل ناحية حتي تداخلت مع حوائطه وجدرانه . يقع معبد إسنا على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 100متر تقريبا من نهر النيل ويتعامد رأسيا على محور واحد وتنخفض أرضية المعبد بعمق 10 أمتار تقريبا عن مستوى الأرض الحديثة لمدينة إسنا وينزل إليه بسلم حديث. وخصص هذا المعبد لعبادة الإله خنوم مع كل من زوجته منحيت نيبوت اما الآلة خنوم فقد مثل برأس كبش وجسد إنسان ويعرف باسم الإله الفخرانى أو خالق البشر من الصلصال وباسم خنوم رع سيد إسنا. صرخات الأثريون لإنقاذ معبد إسنا الذي لا يزال جزء كبير منه تحت سطح الأرض لم تلقي آذانا صاغية من مسئولي وزارة الآثار . في عام 2010 خصصت الدولة ميزانية لترميم المعبد وإزالة البيوت المجاورة لحرم الأثر العظيم الا أن شيئا لم يحدث بسبب قيام ثورة 25 يناير ودخول البلاد في سلسلة من الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية التي أعاقت تنفيذ المشروع. وقال الباحث الأثري عبدالعظيم محمد كامل إن معبد إسنا واحد من أجمل المعابد في مصر ومحتفظ بجماله حتي الآن وله سقف ويتميز بجمال أعمدته وأشكاها الزاهية البديعة ويوجد علي جدرانه بعض النصوص عن أسرار الحياة وخصص لعبادة الإله خنوم وهو جسم إنسان ورأس خروف مؤكدا أن المعبد جذاب ويتم النزول إليه بسلم حديث بني في الثمانينيات ويرقد أعلي المعبد الحمام الجبلي حيث يوجد بالمعبد مكان مخصص لوقوفه كما يوجد في محيط المعبد بعض التماثيل والقبور الخاصة بالفراعنة. تابع :" ومعبد اسنا عبارة عن صالة مستطيلة الشكل ذو واجهة ذات طراز معمارى خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة في العصرى اليونانى والرومانى ويحمل سقفها 24 اسطوانة بارتفاع 13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة وتعتبر هذه القاعة (الصالة) من أجمل صالات الأعمدة في مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقائها في حالة جيدة من الحفظ. وأضاف: تتميز واجهة المعبد بحوائط نصفية أو ساترية لكى تستر المعبد وتحافظ على أسرار الطقوس التي كانت تؤدى بداخله وقسمت جدرانه الداخلية والخارجية إلى سجلات أو صفوف أربعة بكل سجل منظر متكامل بذاته وتمثل مناظر المعبد بصورة عامة الملوك البطالمة في الجدار الغربي والاباطرة الرومان في هيئات فرعونية وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لالهة المعبد". يضيف كامل :"ويعد معبد إسنا من أهم المعالم السياحية بمدينة إسنا الواقعة في جنوب المحافظة حيث أنه المعبد الوحيد الباقى من أربعة معابد ثلاثة منهم في شمال غرب إسنا بقري "أصفون، وكوم الدير، وغرب إسنا" أما الرابع فيقع في شرق المدينة وتحديدا في قرية "الحلة" وفى عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر في "كومير" جنوب غرب إسنا بحوالي 10 كم إلا أن هذه المعابد قد تعرضت خلال العقود الماضية للسرقات والإهمال وتلف معظم حوائطها وجدرانها بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية".