وافق أكراد سوريا وحلفاؤهم، اليوم الخميس، على خطة لإقامة نظام حكم فيدرالي في شمالي البلاد، ما أثار انتقادات فورية من الحكومة والمعارضة على حد سواء. وقال مسؤول كردي رفيع، إن الفصيل الكردي الرئيسي، حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)، وقادة جماعات دينية وعرقية حليفة أقروا النظام الفيدرالي، للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في مؤتمر عقد في بلدة رميلان في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا. وقال إدريس نعسان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "كانت هناك موافقة ساحقة على الوثيقة"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وفي مشهد نادر للوحدة، عارضت الحكومة السورية والمعارضة هذه الخطوة. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية لم تسمه، قوله إن " أي إعلان يتعلق بالفيدرالية لا قيمة له، ولن يكون له أي تأثير قانوني، أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي". وحضر المؤتمر الذي عقد في رميلان نحو 200 ممثل عن جماعات عرقية ودينية مختلفة تمثل حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه. وأفادت وكالة أنباء "هاوار" الكردية بأن الممثلين أنشأوا جمعية تأسيسية، انتخبت السيدة الكردية، هادية يوسف، والرجل العربي منصور سلوم، كرئيسين مشتركين للجمعية. ووفقا للوكالة ،فسيتم تشكيل هيئة من 13 عضوا لتطبيق النظام الفيدرالي في غضون ستة أشهر. وقالت هاوار إن هذه الخطوة دفعت الأكراد الذين يعيشون في مدينة رأس العين شمالي سوريا للنزول إلى الشوارع للاحتفال. وقال عمر علوش، ممثل كوباني (عين العرب) وهي إحدى ثلاث مقاطعات كردية سيشملها النظام الفيدرالي إن "هذه خطوة تاريخية". وذكر علوش لهاوار "شددت الآراء التي أثيرت في الاجتماع على أن الفيدرالية الديمقراطية هي الحل المناسب لأزمة سوريا". وهناك مخاوف من أن تؤدي الخطوة إلى مزيد من التشرذم والتقسيم في سوريا، لاسيما مع تصريح الائتلاف الوطني، كيان المعارضة الرئيسي، بأن هذه الخطوة "تصادر" إرادة السوريين. وقال بيان للائتلاف المدعوم من الغرب إن "تحديد شكل الدولة السورية، سواء كانت مركزية أو فيدرالية، ليس قرارا يتخذه فصيل واحد فقط". ومن المنتظر أن تثير الخطوة أيضا كدر الجارة تركيا، التي يتزايد قلقها من خطوات الأكراد السوريين الرامية إلى الاستقلال. وتحارب تركيا المتمردين الاكراد على أراضيها، حيث تطالب هذه الأقلية بمزيد من الحقوق والحكم الذاتي. وفي أواخر عام 2013، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الحكم الذاتي في مقاطعتي كوباني وعفرين في محافظة حلب السورية ومقاطعة الجزيرة في محافظة الحسكة. ومنذ ذلك الحين تم ربط مقاطعتي كوباني والجزيرة في شرق ووسط شمالي سورية، خاصة بعد استرداد الأراضي من ميليشيات الدولة الإسلامية الإرهابية"داعش" بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية. وتبقى مقاطعة عفرين معزولة مع سيطرة داعش على الأراضي التي تفصلها عن المناطق الأخرى الخاضعة للسيطرة الكردية. ومع ذلك، فإن الجماعة المتطرفة تخسر الأرض في المنطقة وسط الهجمات المستمرة عليها. جدير بالذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي تم استبعاده من محادثات السلام الجارية برعاية الأممالمتحدة في جنيف بين الحكومة والمعارضة. ويقدر أن الأكراد ، أكبر أقلية عرقية في سوريا، يشكلون نحو 15-10 في المئة من تعداد السكان قبل الحرب البالغ 23 مليون نسمة.