تتجه أحزاب كردية بعد انتهاء اجتماع بدأ الأربعاء شمال شرق سوريا، إلى إعلان النظام الفدرالي في المناطق الواقعة لسيطرة الأكراد، وفق ما قال مسؤولان كرديان. وقال مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديموقراطي سيهانوك ديبو، أن المشاركين "يبحثون اليوم شكل النظام في روج آفا غرب كردستان وشمال سوريا"، مؤكدًا أن "جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفدرالية". وبحسب ديبو، فإن "المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاثة، بالإضافة الى تلك التي سيطرت عليها مؤخرًا قوات سوريا الديموقراطية في محافظتي الحسكة وحلب"، والمقاطعات الثلاث هي كوباني وعفرين وجزيرة. ويشارك في الاجتماع الذي يعقد في رميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، بحسب ديبو، "أكثر من 150 ممثلًا عن تلك المناطق، وهم يقررون في هذه اللحظات مصيرهم في شكل سوريا المستقبل". وأكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان أن "الاجتماع الذي يحدث الآن هو لإيجاد حل للأزمة السورية"، مؤكدًا "نحن نرى أن نظامًا فدراليًا اتحاديًا هو طريقة الحل". وأضاف "الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان لبحث شكل الادارة في روجا آفا وشمال سوريا". وقال الصحفي مصطفى عبدي المطلع على الوضع في المناطق الكردية "يشارك في الاجتماع الموسع ممثلون عن كافة مكونات روج آفا، من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن". ولم يدع الأكراد للمشاركة في مفاوضات جنيف، بالرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديموقراطي، وترفض المعارضة السورية إشراكهم في المفاوضات وتتهمهم بالتواطوء مع النظام. ويؤكد عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديموقراطي الكردية الدار خليل أن "مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا، نحن متواجدون على الأرض ونحارب داعش ونحمي المنطقة وندير شؤونها وجغرافيتها". وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيًا من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية موقتة في 3 مناطق شمال سوريا. ويريد الأكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث من أجل إنشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق. ونجحت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية كردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، منذ تأسيسها قبل 5 أشهر في طرد تنظيم داعش من مناطق عدة أهمها في ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي ومن منطقة سد تشرين على نهر الفرات. واستغل المقاتلون الأكراد هجومًا نفذته قوات النظام السوري على مواقع لفصائل مقاتلة معارضة بينها إسلامية في ريف حلب، وتقدمها في المنطقة، ليهاجموا بدورهم مواقع هذه الفصائل القريبة منهم، ويتقدموا على مقربة من الحدود التركية.