حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس من أن الجيش الروسى يمكنه فى حالة الضرورة أن يعيد نشر طائرات «خلال ساعات» فى سوريا، وذلك عقب ساعات قليلة من تصريحات لسلاح الجو الروسى تؤكد أنه سيتم سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية منها خلال يومين أو ثلاثة أيام. وقال بوتين خلال مراسم تقليد عسكريين عائدين من سوريا أوسمة : «فى حالة الضرورة، يمكن لروسيا أن تعزز وجودها فى المنطقة إلى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك». وأضاف أن روسيا ستترك نظام صواريخ إس 400 الدفاعى الجوى فى سوريا، وستستمر فى مراقبة وقف إطلاق النار هناك. وذكر أن روسيا هيأت الظروف المواتية لعملية السلام فى سوريا، لكن المعركة ضد الإرهاب فى سوريا ستستمر، مشيرا إلى أن قرار الانسحاب الجزئى من سوريا تم الاتفاق عليه مع الأسد. وأكد الجنرال فيكتور بونداريف قائد القوات الجوية الروسية أمس لصحيفة كوسمولسكايا برافدا اليومية الشعبية «أعتقد أن كل شيء سينتهى بسرعة كبيرة خلال يومين أو ثلاثة أيام سنكون قد نفذنا المهمة التى حددها» الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرجى شويجو. يأتى ذلك فى الوقت الذى أبلغ فيه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى نظيره الروسى سيرجى لافروف أن الحاجة ماسة إلى تحقيق تقدم نحو انتقال سياسى فى سوريا وأكد أهمية الحفاظ على وقف العمليات القتالية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان إن المحادثة الهاتفية بين كيرى ولافروف جاءت عقب إتصال هاتفى بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين وقبل زيارة يعتزم وزير الخارجية القيام بها إلى موسكو الأسبوع القادم. من جانبه، أعلن مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لن تعترف بمنطقة موحدة وتتمتع بحكم ذاتى تعلنها المجموعات الكردية فى سوريا. وقال «كنا واضحين جدا لدرجة أننا لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتى فى سوريا». وأضاف «هذا أمر ينبغى أن تتم مناقشته والموافقة عليه من جميع الأطراف المعنية فى جنيف ثم من الشعب السورى نفسه»، فى إشارة الى مفاوضات السلام الجارية فى سويسرا بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريتين برعاية الأممالمتحدة، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أمس الأول أنها لن تقبل بتفكيك سوريا، وأن أى نموذج للفيدرالية ينبغى أن يستند إلى محادثات جنيف. وفى تطور مهم، أعلن الأكراد فى سوريا أمس النظام الفيدرالى فى مناطق سيطرتهم فى شمال البلاد خلال اجتماع عقد فى مدينة رميلان فى محافظة الحسكة. وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة فى حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردى الأهم فى سوريا،«تم إقرار النظام الفيدرالى فى روج آفا - شمال سوريا»، مشيرا إلى أنه «تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسى للنظام ونظام رئاسى مشترك». وفى أول رد فعل من جانب الحكومة السورية على هذا الإجراء، قالت وزارة الخارجية السورية أمس إن الإعلان الكردى «لا قيمة قانونية له». وعلى صعيد متصل، أعلنت «مجموعة حميميم» للمعارضة السورية «المعتدلة» أنها تنوى إعداد مشروع دستور سورى جديد، مؤكدة أن لديها برنامجا لإخراج البلاد من الأزمة. وأوضح إليان مسعد أمين عام حزب «المؤتمر الوطنى من أجل سورية علمانية»، الذى يترأس وفد «مجموعة حميميم» فى مفاوضات السلام الجارية بجنيف، أن المجموعة ستقدم لستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا حزمة من الوثائق، ومنها البرنامج المذكور. من ناحية أخرى، ظهر تسجيل مصور أمس يبدو أنه لصحفى يابانى مفقود - ذكرت تقارير أنه محتجز لدى جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة فى سوريا - وهو يتلو رسالة إلى أسرته وبلده.