تباينت ردود فعل السوريين الموالين والمعارضين اليوم الثلاثاء إزاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته الجوية من سوريا . وقالت فاطمة حسون "نحن نثق بقيادة الرئيس بشار الأسد ولا نصدق الإشاعات، ألف شكر لروسيا وهي ضامنة لدول محور المقاومة"، و شاركها الرأي مواطنها الموالي ميلاد رمضان قائلا "إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة وتأكدوا أن النصر حليف سوريا الأسد، وما هي غير خطوة نحو حل الأزمة السورية بعدما فشل أعدائنا العربان وغيرهم في هزيمة الجيش الأسطوري والشعب العظيم وقيادة الرئيس بشار الأسد هو أعظم قائد في الكون". وقالت صفحة الرئاسة السورية على الإنترنت "منذ إعلان الاتصال بين الرئيسين الأسد وبوتين وردتنا استفسارات وأسئلة عديدة حول ما تمّ الإعلان عنه، وروّجت بعض وسائل الإعلام الشريكة بسفك الدّم السوري وبعض مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت لمجموعة من الروايات والتفسيرات والتكهنات الغريبة والبعيدة كلّ البعد عن الواقع والحقيقة، جلّها تحدّث عن أنّ ما حصل يعكس خلافاً سورياًروسياً أدّى إلى قرار تخفيض القوّات، أو أنّه تخلّ روسيّ عن مكافحة الإرهاب في سورية". وأشارت الصفحة إلى أن " رئاسة الجمهورية العربية السورية تؤكّد أن الموضوع برمته تمّ بالتنسيق الكامل بين الجانبين السوري والروسي، وهو خطوة تمّت دراستها بعناية ودقّة منذ فترة، على خلفية التطوّرات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية " . وقال معارضون سوريون اليوم إن "أوساطا دبلوماسية غربية أبلغتهم استياء القيادة الروسية من عدم مصداقية بشار الأسد مع بوتين خلال اجتماعهم الأخير في موسكو والذي تعهد فيه الأسد امام بوتين بالمضي في حل سياسي وفق قرارات الأممالمتحدة التي تتحدث عن انتخابات رئاسية يسمح بها أن يكون الأسد احد المرشحين وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتقالية مع دستور جديدا للبلاد، إلا أن الأسد خذل بوتين ولم يوفِ بأي من التزاماته فجاء قرار الرئيس الروسي يوم انطلاقة جولة جديدة من مفاوضات جنيف حاليا وردا ايضا على كلام وزير الخارجية وليد المعلم الذي قال ان مقام الرئاسة والرئيس الأسد خط أحمر". وقال المعارض محمد سلوم إنه "برحيل القوات الروسية يخسر ثمن كتاب تعلم الروسية في خمسة ايام إنها سخرية القدر مكانة روسيا رخيصة"، بينما قال الكاتب السوري المعارض خالد خليفة "عاد الجنود الروس إلى بلادهم بعد قضائهم إجازة ممتعة تدربوا فيها واختبروا أسلحتهم واستمتعوا بدفء البحر المتوسط تاركين بيوتنا مهدمة وأهلنا قتلى ومفقودين تحت الأنقاض وفرحة أنهم لم يقتلوا منا أكثر ". اما رئيف محمد وهو من الموالين للنظام "طالما أن القائد بشار وبوتين اتخذا هذا القرار نحن على ثقه أنه قرار استراتيجي ومحسوب شكر لروسيا شعبا وحكومة وجيشا وقائدا على ما قدموه وما سوف يقدمونه في مكافحة الإرهاب ". ويشرح موالي أخر هو نبراس رمضان "أنه في التفاصيل ليس سحب (للقوات الروسية) بل تخفيض عدد القوات، وحجم القوة الروسية في سوريا قوي جدا وهل تتذكرون كم احتاجت القوات الروسية من الوقت لتصبح على الأرض السورية ليس صعبا تدخلها بأي وقت طالما قواعدها الجوية والبحرية من مهابط وحاملات طائرات موجودة في الخدمة، هل نتذكر ما جلبته روسيا لنا من منظومات قتالية حديثة" . وأضاف: "روسيا بتصرفها هذا تقول للعالم نحن من الداعمين للحل السياسي والحوار ولن نتخلى عن حليفنا وهذا اختبار لكل دول العالم عامة والسياسة الأمريكية خاصة صدقوا نحن على درب النصر". ورأى فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس إنه "في قراءتي المبدئية حول الإعلان الروسي عن سحب القوات فإن ذلك يدخل في نطاق الإعلان والبروباجندا الإعلامية سواء دولياً أو على نظام الأسد". وسخر أديب الشيشكلي حفيد الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي من الانسحاب الروسي قائلا "صفحات الشبيحة بعد الانسحاب الروسي من سوريا يقولون فيها يا بوتين يا جبان يا عميل الأمريكان" ووضع صورة كاريكاتورية لبوتين مبرزا إياه يقدم هويته الشخصية قائلا "هذه هويتي" وهو تقليد اتبعه الضباط الذين ينشقون عن جيش الأسد . أما الشرطي المنشق موسى النبهان فقد قال "اعتقد أن العصابة الأسدية القذرة ستقوم بتفجيرات تستهدف السفارة الروسية بدمشق أو بعض أماكن إقامة العسكريين الروس في الساحل السوري ، وذلك ردا على تخلي القيادة الروسية عن العصابة الأسدية المارقة، ومن المؤكد أن تنظيم داعش جاهز لتبني هذه التفجيرات ". وقال المحلل السياسي المعارض غسان ابراهيم إن "مظاهرة سريعة بالسيارات جرت في مدينة طرطوس ( الساحلية الموالية ) كانت تشتم الروس لانسحابهم من الحرب على الإرهاب وهذا إثبات إضافي ان النظام وشبيحته بلغ جنونهم ذروته من انسحاب القوات الروسية ". وأوجز الكاتب الصحفي الروسي يفجيني سيدروف أسباب الانسحاب بقوله إن أسباب القرار الروسي بالانسحاب من سوريا عديدة بينها "خلاف بين روسيا ونظام الأسد بسبب العملية السلمية خصوصاً بعد تصريحات الأسد بشأن رغبته في مواصلة الحرب، وهو ما لا تريده موسكو، ووجود اتفاق سري روسي أمريكي بشأن التسوية في سوريا، بالإضافة إلى نفقات الحرب التي لا يتحملها الاقتصاد الروسي، فضلا عن عدم التزام الأسد بتعهداته أمام بوتين".