تصوير: أحمد دريم تختلف عادات الزواج كثيرًا من مكان لآخر خاصة في الصعيد، وترتبط كثيرًا بالأديان والمعتقدات السائدة والتي تحكمها أعراف العائلات، وتنتقل تلك العادات من جيل لآخر دون الوقوف على أصلها أو مرجعها حتى أصبحت طابعًا رئيسيًا يتحكم في عملية اتمام الزواج بداية من الخطبة والمهّر وحتى ليلة الزفاف وما بعدها. وفي بعض الأحيان لا يستطيع الشباب تلبية شروط أهل العروس والتي يتوجب عليه التفكير بها قبل الشروع في الإرتباط، إلا أن الزواج نفسه يعتبره البعض مشروع فاشل ويراه أخرون أنه "نص الدين" وأيضًا "شر لابد منه"... "ولاد البلد" ترصد عادات الزواج بمركز صدفا في أسيوط. زيارة العروس تبدأ عادات الزواج بزيارة الخاطب "العريس" للعروس التي تم ترشيحها له من خلال أحد معارفه أوأقاربه وفى بعض الأحيان تمر أمامه فى الطريق على سبيل الصدفة، وبالسؤال عنها ومعرفة أهلها يذهب للزيارة والتعرف عليهم، وتكون الزيارة عائلية مصطحبا معه أحد أقاربه. "فلوس الصينية" وهنا تدخل العروس حاملة صينية المشروبات والتى تعتبر الشيئ الأهم فى جلسة التعارف، لأنها وإذا نالت العروس إعجاب الخاطب يقوم بترك مبلغ مالى بسيط يطلق عليه" فلوس الصينية"، وهناك البعض الأخر الذي يذهب حاملا هدية ذهب كخاتم مثلا، ويبدأ المتقدم في الحديث عن نفسه وإمكاناته. إتفاق الشرط وبعد ترك "الفلوس" يذهب العريس منتظرا الرد، وبعد قيام أهل العروس بالسؤال عنه ومعرفة أصله وأخلاقه، وفى حال الموافقة، تبدأ جلسة إتفاق الشروط والتى يحضر بها والد العروس وأعمامها، والعريس وأقاربه، وهنا قد تقع بعض المشادات الكلامية بدءً من الإتفاق على الذهب والذى أصبح أقل مبلغ يشرط به 20 ألف جنيها ولا حدود لأخره، مرورا ب "القايمة" والتي تحتوى على كل شيئ بجهاز العروس وكذلك العريس، وتبدأ من 80 ألف جنيه حتى وإن كانت أغراضهم أقل بكثير من المبلغ الذي يتم الإتفاق، وفى حال الإتفاق تطلق النساء الزغاريد كتعبير عن الفرحة. الخطبة بعد الانتهاء من الإتفاق على الذهب و"القايمة" تبدأ مراسم الخطبة والتي تختلف على شاكلتها فمنها العائلية بحيث يحضرها أقارب كل من العروس والعريس، وأو قد تكون فرحا كاملا بمعزايم العائلتين وأصدقائهم وتكون مهرجانا صاخبا تعلوه الأغاني ودقات الطبول وتقديم العشاء والمشروبات لكل الحاضرين، وتكاليف هذه الليلة يتحملها العريس على نفقته الخاصة، وقد يتحملها والد العروس مناصفة مع العريس وذلك يكون بإتفاق مسبق بين الطرفين. التجهيز والفرش بعد الخطبة يبدأ كل من العريس والعروس في الإستعداد لمراسم الزفاف بحيث يبدأ العريس فى تجهيز مسكنه وفرشه كاملا، وتبدأ العروس فى شراء أشيائها ومتعلقاتها وجهازها الكامل ويطلق عليه البعض "شوار العروس". وفي الصعيد عامة ومركز صدفا خاصة يُجهز العريس المسكن بأكمله بداية من الخشب والأنتريهات والركن، وتتحمل العروس المطبخ بكافة محتوياته وكافة الأجهزة الكهربائية والسجاد والستائر. وبعد الإنتهاء من التجهيزات، يتم تحديد موعد الزفاف وقد يشتمل على عقد القران "كتب الكتاب"، أو يكون في اليوم السابق للزفاف، وفى الغالب يكون مسبق للحنة وقبل ذهاب "شوار العروسة" إلى منزل عريسها بحيث يصبح جهاز زوجته من وجهة نظر البعض. سيارات الجهاز في بعض الأحيان تظهر مشكلات أخرى بين الطرفين بسبب عدد السيارات التي يتم جلبها لحمل جهاز العروس والتى تتنافس من خلالها العائلات فى البلدة الواحدة، بحيث تقال عبارة " بنت فلان واخدة عربيات كتير"، فمنهم من يطلب 7 سيارات ومنهم من يطلب 8 وغيرها بحيث تكون سبب فى إثارة بعض الخلافات، وفي المقابل قد تكون السيارت كثيرة جدا بالنسبة للجهاز الذي يختلف من فتاة لأخرى. وبعد الإنتهاء من حمل الجهاز" الشوار" وذهاب أقرباء العروس وفرشه وتنسيقه، يبدأ التجهيز لمراسم الحنة التي دائما تكون منفصلة كل على حدة، أمام منزله وتكون ليلة كاملة بالأغانى والزغاريد و"الدى جى" وغيرها من مظاهر الاحتفال. يوم الزفاف وفى صباح اليوم التالى تبدأ مراسم الزفاف باستيقاظ العروس باكرا من نومها، ومجيئ العريس إليها وإصطاحبها إلى مركز التجميل "الكوافير" الذي يتم الإتفاق معه مسبقا على تزيين العروس، ويذهب العريس إلى مركز التجميل الرجالى أو "الحلاق"، على أن يعود لإصطحاب العروس مرة أخرى، والذهاب بها إلى منزل والدها لتقوم بتوديع والدتها والسلام عليها وتقوم والدتها برؤيتها بفستان زفافها. ثم يأخذها ويذهب إلى مكان الزفاف سواء أمام منزله أو إحدى القاعات والنوادى، وبعد الإنتهاء يصطحبها إلى منزله لتبدأ بينهما حياة أسرية جديدة. "الصباحية" هي اليوم الأول على زواج العروسين ويذهب فيها أهل العروس والعريس للمباركة، وهناك عُرف أخر قد يمارسه البعض حيث تدخل الناس مع العروس لغرفة نومها لرؤية "منديل الزفاف"، وهي عادة قديمة يمارسها بعض الأهالي في وقتنا الحالى، ومن ثم يعطى المباركين "النقوط" للعروسة وهى مبالغ مالية تقدر حسب المقدرة. عشاء العروسين وفى اليوم الثالث من الزواج وكذلك بعد مرور أسبوع على الزفاف، وبعد 15 يوما، وبعد 40 يوما تقوم والدة العروسة فى هذه الأيام بالذهاب إلى ابنتها حاملة معها عشاء العروسين ويتكون من " خبز شمسى وهو نوعا من الخبز متعارف عليه فى الصعيد عامة، وكذلك دواجن ولحوما وكافة أنواع الطيور المنزلية من حمام وبط وغيره"، وكذلك كافة أنواع الفواكه المتواجدة، وقد يذهب أقارب العروس بالتشاور مع أهلها.
صور.."فلوس الصينية وإتفاق الشرط وعشاء الأربعين".. أبرز عادات الزواج في صدفا