"ربنا أخد من نور عيوني وعوضني بالقرآن، فالقرآن ينور لي طريقي وقلبي، وحفظي له جاء بطريقة ربانية وهبها الله إياي وجعلني أحفظه بتيقن مع حفظ أرقام الآيات في ثلاثة أشهر ونصف فقط، بالإضافة إلى القراءات العشر، كما أن والدي ووالدتي ساعدوني كثيرا لكي أتم حفظه".. كانت هذه كلمات الطفل المعجزة "عبدالله عمار" ابن قرية تل الجراد التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية. يقول عبدالله، الطفل الكفيف، والذي لم يتم عامه العاشر بعد، طالب بالصف الرابع الابتدائي: "حفظت القرآن الكريم كاملًا في ثلاثة أشهر ونصف فقط، كما تمكنت من اتقان القراءات العشر في 6 أشهر، حيث كان جميع أفراد أسرتي يشجعوني على الحفظ، وكنت أراجع خمسة أجزاء يوميًا من كتاب الله وأداوم على قراءته حتى لا أنسى. وتابع عبدالله: استيقظ كل يوم في توقيت صلاة الفجر لأصلي، ثم أبدأ في مراجعة القرآن الكريم، قبل الذهاب إلى المعهد الأزهري، وحينما أعود أستريح بعض الوقت، ثم أعاود مراجعة القرآن والقراءات، وأحفظ الكثير من الأبيات الشعرية، كما أخصص بعض الوقت للعب مع زملائي الأطفال وإخوتي. واستطرد: كان نفسي أقابل الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حيث أنني أعشقه وأتابع أحاديثه التليفزيونية، والحمد لله ربنا حقق أمنيتي، وتقابلت معه ووعدني بتبني الأزهر لموهبتي ورعايتي علميًّا وتحمل كافة نفقاتي التعليمية حتى آخر مراحل التعليم، وأتمنى أن أكون في المستقبل عالمًا أزهريًا. وأشار الطفل المعجزة إلى أنه سيسافر إلى فرنسا لأخذ الدكتوراة، منوهًا بأن شيخ الأزهر، منحه ووالديه وشيخه الذي علمه القرآن، الشيخ محمد حسن، رحلة حج على نفقة الأزهر الشريف. من جانبه قال والد الطفل، والذي يعمل مدرس لغة إنجليزية بمدرسة ميت معلا الإعدادية بمدينة بلبيس، إن عبدالله، هو أكبر ابنائه، وهو مولود بإعاقة، حاول علاجه العديد من المرات لكي يستعيد نظره، ولكن دون جدوى. وأوضح عمار، أن آخر تلك المحاولات، عندما أتم عبد لله، عام ونصف من عمره، حيث أخذته وعرضته على دكتورة عيون بالقاهرة، إلا أنها وبعدما أجرت الكشف عليه، أعادت لي ثمن الكشف مرة أخرى وقالت: "ابنك مش هيشوف تاني". وأشار والد الطفل إلى أنه رأى ابنه في سنوات عمره الأولى ميالًا لسماع إذاعة القرآن الكريم، واقترحت والدته وقتها، أن نقوم بإحضار شيخًا لتحفيظه كتاب الله، وهو ما حدث؛ حيث وقع اختيارنا على أحد المحفظين إلا أن الأخير لم يكمل معه، فتوجهنا به للكتاب في أنشاص الرمل لدى الشيخ محمد حسن، وأكرم الله ولدي بأن يتعلم هناك، وأنعم عليه وحفظ كتاب الله في ثلاثة أشهر ونصف فقط. وأوضح والد عبدالله، أنه بعد ذلك اقترح شيخه، علينا أن يتم تحفيظه القراءات، حيث حفظها على يد الشيخ ناجي الخولي، من قرية البلاشون، وعندما حفظ العشرة الصغرى، والعشرة الكبرى. واستطرد: توجهنا به للشيخ عصام سلطان، بقرية قرملة، ودرس لديه تحريرات الشاطبية والتجويد والمقامات، وبعد ذلك توجهنا به لدراسة النحو وحفظ الأجرومية وحفظ آلفية ابن مالك على يد الشيخ منصور الشحات، شيخ معهد الفتيات بالبلاشون، كما حفظ متن ناظمة الزهر في عد آيات القرآن الكريم للإمام الشاطبي على يد الشيخ ناجي الخولي، ويدرس حاليًا الفوائد المعتبرة "الأربعة الشواذ في القراءات" على يد الشيخ عصام سلطان، وبذلك يكون عبدالله، قد أكمل ال14 قراءة الموجودة للقرآن الكريم.