قنا - أبوالمعارف الحفناوي: الخلافات عائلية والإصرار على اتباع العادات والتقاليد في الزواج، وفشل محاولات الإقناع، دفعت 3 أشخاص بقنا للانتحار خلال أسبوع واحد فقط، هم فتاة وربة منزل تناولتا صبغة شعر، وشاب عُثر على جثته مشنوقًا في شجرة كافور. تقاليد قبلية وخلافات عائلية البداية كانت من مركز أبوتشت، شمالي المحافظة، عندما أرادات الفتاة التي لا تتعدى 17 عامًا، التخلص من حياتها بعد إرغامها الزواج من ابن عمها، لتطبيق العادات والتقاليد القبلية في الزواج، فاشترت "صبغة شعر" وتناولتها للانتحار، ولم تستغرق بضعة دقائق حتى فارقت الحياة. وبعدها عثرت الأجهزة الأمنية بدشنا على جثة طالب بمدرسة الصنايع، مشنوقًا على فرع شجرة "كافور"، ووفقًا لمصادر أمنية فإن هناك تحريات مكثفة لوحدة مباحث دشنا، لكشف ملابسات الواقعة، ومن المرجح أن تكون بسبب خلافات عائلية. وفي نفس المركز أقدمت ربة منزل، لم تتجاوز العشرين من عمرها، على الانتحار، بعد تناولها صبغة شعر قضت على حياتها في الحال؛ بسبب خلافات عائلية، وتم التحفظ على زوجها لاتهام أهلها له بتدبير الواقعة، إلى حين كشف ملابسات الواقعة. رخص مادة الانتحار وقال فوزي فرج، الطبيب بمستشفى قنا العام، إن إقبال الفتيات أو السيدات لتناول صبغة الشعر، محاولة سريعة منهن للتخلص من حياتهن، لرخص المادة المستخدمة في الانتحار وتوافرها. وأضاف أن صبغة الشعر مادة سريعة تعمل على حدوث تضخم وورم في الحنجرة، ما يتسبب في عدم القدرة على التنفس، وفي حالة عدم إسعاف المريضة في مدة لا تتجاوز نصف ساعة تفارق الحياة. وقال سيد عوض، أستاذ ورئيس قسم الاجتماع، بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، إن إقبال الشخص على الانتحار، يأتي بسبب الفشل في الاقناع أو التفاهم مع الآخرين، فضلًا عن وجود خلافات وتقاليد قبلية تسيطر على الجميع، فربما تكون الفتاة على سبيل المثال لم توافق على هذه التقاليد والسيطرة فتقدم على الانتحار في محاولة للهروب من الفشل. وأضاف أن الانتحار هو فقدان الأمل، ويعتبره المنتحر "جنة أو روضة" خصوصًا بعد أن تنتابه مشاعر قوية لا يستطيع التعبير عنها أو تنفيذها، فضلًا عن وجود خلافات عائلية أو مرور بحالة مادية سيئة. وأشار عوض إلى أن العجز عن تحقيق الأحلام، يعد أحد دوافع الانتحار، فهناك موت معنوي وهو أن يلجأ الشخص للابتعاد عن هذه المشكلات بعد فشل حلها، ويصبح تائهًا أو معتوهًا، وآخر مادي وهو أن يكون سبيله الوحيد الانتحار، مطالبًا بضرورة أن يكون لوزارة الثقافة دور في توعية المواطنين، خاصة الكبار في القرى. كُفر ويأس بينما قال الشيخ خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إن الانتحار "كُفر" وأن المنتحر يأتي يوم القيامة مكتوب بين عينيه "آيس من رحمة الله"، لافتًا إلى أن المنتحر يُكفّن ويصلى عليه ويدفن في مدافن المسلمين بشكل عادي. وأشار خضر إلى أنه قرر أن تكون جميع القوافل الدعوية في القرى لمدة أسبوع كامل عن توعية المسلمين بالابتعاد عن الانتحار لأنه كفر، فضلًا عن توعيتهم بالالتزام بأمور دينهم.