قال المهندس حسام الطوخي مدير عام الإدارة العامة لمشروعات التعاون الفني مع دولة جنوب السودان، أن هناك 10 مشروعات مشتركة بين مصر ودولة جنوب السودان. وأضاف الطوخي - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط في جوبا - أن العلاقات المصرية الجنوب سودانية علاقات أزلية، حيث يرجع تاريخ الري المصري إلى عشرينات القرن الماضي في ملكال، والتي كانت تساهم في توفير كافة الخدمات التنموية لأهالي جنوب السودان. وأوضح أنه كان هناك حرص مصري على التواصل وتقديم كافة أنواع الدعم الفني في كافة المجالات الصحية والتعليم والكهرباء والموارد المائية، حيث تم إنشاء 3 مراكز صحية، و3 مدارس فنية، و4 محطات كهرباء ديزيل، بالإضافة إلى الموارد المائية والري، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال الموارد المائية في 8 أغسطس 2006، والتي على أساسها يتم تنفيذ عدد من المشروعات بمنحة مصرية قدرها 26.6 مليون دولار. كما أشار إلى أن تلك المشروعات تشمل تطهيرات المجاري المائية لحوض "بحر الغزال"، وإنشاء بعض الأرصفة النهرية لتسهيل الملاحة النهرية بين المدن الرئيسية في بحر الغزال، ومكافحة الفيضانات والحد من غرق القرى الواقعة على ضفاف الأنهار والروافد نتيجة انسداد المجاري المائية. وأكد الطوخي أنه تم الانتهاء من إنشاء المرسى النهري بمدينة "واو"، كما يجرى حاليًا إنشاء المرسى النهري بمدينة جوجريال - عن طريق إحدى الشركات المصرية - وجاري الترتيب لبدء أعمال الرفع المساحي للمرحلة الأولى لبحر الغزال من مدينة واو حتى مدينة جوجريال، تمهيدًا لبدء أعمال التطهيرات لتأهيل المجرى المائي للملاحة النهرية. وقال إن هناك دراسات جدوى حول إنشاء سد "واو" متعدد الأغراض، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من كافة الدراسات الفنية والاقتصادية وجاري حالياً التنسيق مع حكومة جنوب السودان والمؤسسات الدولية لتمويل إنشاء السد، والذي سيساهم في تخزين حوالي 2 مليار متر مكعب سنوياً لتوفير الاحتياجات المائية طوال العام، وتوليد الطاقة الكهربائية والتي تقدر بحوالي 11 ميجاوات للاحتياجات المستقبلية لمدينة "واو". وأضاف أنه تم حفر وتجهيز 30 محطة مياه شرب من خلال حفر آبار جوفية لتوفير مياه الشرب النقية لحوالي 100 ألف نسمة، والانتهاء من إنشاء 6 محطات مياه شرب، كما أنه جاري العمل في 12 محطة أخرى. وفي مجال التدريب وبناء القدرات البشرية في المراكز البحثية المصرية لرفع قدرات الكوادر الفنية في مجال إدارة الموارد المائية، قال الطوخي إنه تم تدريب ما يزيد عن 200 متدرب بالإضافة إلى تقديم منح دراسية في الدكتوراه والماجستير. وحول تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات الرئيسية بجنوب السودان لتوفير كافة البيانات الهيدرولوجية اللازمة للمشروعات التنموية - والتي توقفت منذ أربعينيات القرن الماضي -، قال إنه تم الانتهاء من تأهيل وتطوير 4 محطات في ملكال، وجوبا، وواو، ومنجلا، وتجهيزهم بأحدث أجهزة رصد المناسيب والتصرفات ليتم تشغيلهم، كما أنه جاري تأهيل محطة نيمولي على الحدود الأوغندية ومحطة بور على بحر الجبل. كما أضاف الطوخي أنه تم إنشاء معمل مركزي لتحليل نوعية المياه بجوبا بتكلفة 300 ألف دولار، حيث تم الانتهاء من إنشائه وتجهيزه لإجراء كافة أنواع التحليلات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والمعادن الثقيلة للحد من مصادر التلوث والأمراض المتعلقة بالمياه. وأوضح أنه تم رفع مستوى التعاون بين حكومتي مصر وجنوب السودان، حيث تم توقيع اتفاقية للتعاون الفني والتنموي في مجال الموارد المائية في 23 نوفمبر 2014، وتم إنشاء محطة مياه الشرب بمدينة "واو" لتوفير الاحتياجات المائية ومياه الشرب النقية لحوالي 10 آلاف نسمة، وكذلك للثروة الحيوانية، وتم الانتهاء منها بتكلفة حوالي 2.1 مليون دولار. بالإضافة إلى إنشاء 4 سدود لحصاد مياه الأمطار سعة الخزان الواحد 40 ألف متر مكعب لتوفير الاحتياجات المائية في المناطق النائية للأهالي والثروة الحيوانية، وسيتم فيها استخدام الطاقة الشمسية بتكلفة 5 ملايين دولار. وأضاف أنه تم الانتهاء من مشروع إنشاء وتشغيل مزرعة نموذجية على مساحة 100 فدان مجهزة بنظم الري الحديثة (الري بالرش، والري بالتنقيط بتكلفة 5 ملايين دولار)، وفي القريب العاجل سيتم الانتهاء من تطوير وتأهيل المجرى الملاحي لبحر الجبل للملاحة النهرية بين وزارتي الموارد المائية والري بمصر ووزارة النقل والطرق والكباري بجنوب السودان. وأشار الطوخي إلى أنه جاري الترتيب لتوقيع مذكرة التفاهم في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى التنسيق لقيام بعثة مساحية مشتركة لأعمال الرفع المساحي للمرحلة الأولى لبحر الجبل من مدينة جوبا وحتى جميزة بطول حوالي 105 كيلو متر، تمهيداً لبدء أعمال التطهيرات للمجرى المائي. وأكد مدير مشروعات التعاون الفني أن ما تحقق من إنجازات يرجع إلى التعاون والتفاهم الوثيق بين القيادات السياسية فى البلدين، وأن هناك زيارة قريبة لوزير الري المصري حسام مغازي لدولة جنوب السودان، وهي الزيارة الرابعة له خلال عامين لافتتاح عدد من المشروعات بإجمالي تكلفة حوالي 3.9 مليون دولار.
