دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن كل المواقف الروسية بالنسبة لأوكرانيا وتوسع حلف شمال الاطلسي "ناتو" وشبه جزيرة القرم في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية نشرت اليوم الاثنين، واصفا عقوبات الاتحاد الأوروبي بحق بلاده بال "سخيفة". وقال بوتين خلال المقابلة مع الصحيفة الأكثر شعبية في ألمانيا إن "ما يفعله الاتحاد الأوروبي بتلك العقوبات ما هو إلا مجرد مسرح عبثي". وقال إن استفتاء شبه جزيرة القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا في عام 2014 كان يمثل " الديمقراطية ، و إرادة الشعب". واضاف بوتين إن "اعادة التوحيد بين شبه جزيرة القرم وروسيا أمر عادل. ولا تهدف عقوبات الغرب إلى مساعدة أوكرانيا، ولكن هدفها دفع روسيا إلى الوراء على مستوى الجغرافيا السياسية، إنهم أغبياء ويضرون فقط بالجانبين". وأعرب بوتين عن رفضه لانتقاد الدور الروسي في الانتفاضة الانفصالية في شرق أوكرانيا، قائلا ان اتفاق السلام بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا لم يجر تنفيذه على نحو سليم. وقال بوتين :" من المفترض أن يحقق الإصلاح الدستوري حكما ذاتيا لشرق أوكرانيا، وكان من المفترض أن يتم تبنيه بحلول نهاية عام .2015 وهذا لم يحدث، وانتهت السنة. وهذا ليس خطأ روسيا". وكانت اشد انتقاداته موجهة إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذي قال إنه المسؤول عن التوترات المستمرة مع روسيا بسبب توسع الحلف ليشمل دولا سوفيتية سابقة في أوروبا الشرقية. وقال الرئيس الروسي إن "الناتو والولاياتالمتحدة أرادا تحقيق نصرا كاملا على الاتحاد السوفيتي. إنهم يريدون الجلوس على عرش أوروبا وحدهم، ولكنهم يجلسون هناك الآن، ونحن نتحدث عن كل هذه الأزمات التي كانوا السبب فيها". ورفض بوتين فكرة أن الانضمام إلى حلف الأطلسي ناتج عن طلب هذه الدول، وبالتالي لم يكن من الممكن رفضها . وتابع "لقد استمعت إلى هذا ألف مرة ولكن كان بإمكان الدول الأعضاء بالفعل في الناتو ايضا اتباع مصالحها الخاصة والامتناع عن التوسع شرقا". وقال بوتين "كل ما كان مطلوبا للامتناع عن القيام بذلك هو الإرادة السياسية، ولكن المسؤولين لم يرغبوا في ذلك ". وأشار إلى أن خطط الولاياتالمتحدة لوضع نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية لمواجهة أي هجوم نووي من إيران ما زالت مستمرة على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف برنامج ايران النووي. وعندما سئل عما اذا كانت روسيا قد ارتكبت أخطاء في الماضي، أجاب "نعم، لقد ارتكبنا أخطاء، وتأخرنا كثيرا جدا. ولو كنا قد قدمنا مصالحنا الوطنية بصورة أكثر وضوحا منذ البداية، لكان العالم ما زال في حالة توازن اليوم ". وقال ردا على سؤال حول العلاقات الروسية الألمانية إن كلا الشعبين تربطهما علاقات جيدة. وتابع بوتين " حتى بمساعدة الدعاية المعادية لروسيا لم تنجح وسائل الإعلام في إلحاق أضرار بهذه العلاقة". لكنه اعترف بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي أدت إلى تقليل قيمة التجارة الثنائية بين الدولتين بمقدار النصف من 80 مليار دولار في عام 2005 إلى 40 مليار دولار فقط حاليا. وكان للعقوبات الاقتصادية تأثير على الاقتصاد الروسي، لكن بوتين قال إن روسيا تعمل حاليا على "استقرار الاقتصاد بصورة تدريجية". لكن الولاياتالمتحدة تشير مرارا وتكرارا إلى مدى الضرر الذي تلحقه العقوبات بالاقتصاد الروسي، حتى وإن بدا أنها لم تفعل الكثير لتغيير موقف موسكو تجاه أوكرانيا. وقال بوتين إن الناتج المحلي الإجمالي لبلاده انخفض بنسبة 8ر3 في المئة خلال عام 2015، في حين أن نسبة التضخم وصلت إلى حوالي 7ر12 في المئة. وأضاف" رغم ذلك فإن الميزان التجاري ما زال إيجابيا .فلأول مرة منذ سنوات كثيرة، نقوم بتصدير المزيد من البضائع بصورة كبيرة مع تحقيق قيمة مضافة عالية، ولدينا أكثر من 300 مليار دولار في شكل احتياطي ذهب". وقال بوتين" يجري الآن تنفيذ العديد من البرامج لتحديث الاقتصاد".