انتظروا قريبا مفاجأة من أكبر المفاجآت في الوطن العربي وهي مسابقة لجائزة نوبل لمتحدي الإعاقة وستنظمها مصر تحت سفح الأهرامات وستكون هذه المسابقة تحت رعاية المجلس القومى لشؤون الإعاقة، كل أربع اعوام وهذا للحرص الدائم من الدولة المصرية على دمج متحدي الإعاقة في الحياة العامة وتقديرا لدورهم وكفاءتهم في كافة المجالات، وسيشارك في هذه المسابقة اكثر من 20 دولة من مختلف دول العالم وتتراوح الجوائز من مليون دولار إلى مليون ونصف المليون دولار وهذه الجائزة بالكامل مقدمة من الحكومة المصرية، وسيكون هناك تغطية إعلامية من وسائل الإعلام العالمية بمختلف أنواعها المسموع والمقروء والمرئي لأهمية الحدث وقوته في المنطقة. بالتأكيد جميعنا نحلم أن نرى هذا الخبر في مصر لكن مع الأسف هذا من الخيال، فلدينا الكثير من المسؤولين يحترفون إعاقة الكوادر والكفاءات لتحطيمهم نفسيا ومعنويا بدلا من مساعدتهم في التفوق والنجاح وتهيئة البيئة المحيطة بهم وأكبر مثال على ذلك هو عميد الأدب العربي د. طه حسين الذي كثيرا ما حاولوا أن يقفوا أمام آماله وطموحاته ولكن إرادته كانت أقوى منهم كثيرا وحقق الكثير من الانجازات في ظل تعنت وحسابات سياسية وغيرها من العواقب التي كانت تواجهه، تغلب عليها وحقق الكثير من الانجازات التي تحسب له. وعلى الرغم من كل ما عاناه عميد الأدب العربي إلا أنه تغلب عليها جميعا ومازال الجميع يستعين بملفاته والكثير من المكفوفين يستعينون به قدوة لهم. وعلى العكس تماما في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة نرى تهيئة البيئة المحيطة والاجواء ومساعدة المسؤولين لأي شخص عكس ما يحدث في وطننا الحبيب ومن ضمن الامثلة الرائعة هيلين كيلر التي تخرجت من الجامعة عام 1904، وهي حاصلة على بكالوريوس علوم والفلسفة في سن الرابعة والعشرين. واستمرت هيلين في انجازاتها ونجاحاتها في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية. استمرت الرائعة وحققت نجاحًا غير مسبوق بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوم والدكتوراه في الفلسفة. وكان من المستحيل او الصعوبة البالغة ان تحقق هيلين كيلر هذا الانجازات وكل هذا بمساعدة معلمتها التي كانت تجلس بجوارها وتنقل لها بأصبعها كل ما يحدث في المحاضرات ولم تنس هيلين فضل معلمتها وألفت لها كتاب وسميته (Teacher) . كان لهيلين جولة حول العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي قامت برحلات دعائية لذوي الاحتياجات الخاصة للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم، وانهالت عليها الدرجات الفخرية والأوسمة من مختلف دول العالم وقامت بزيارة 35 دولة من مختلف دول العالم غير زيارة الجرحى والمصابين. وهذا غير انشطة هيلين السياسية واصبحت متحدثة وكاتبة مشهورة حول العالم وغير انها اصبحت محامية للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كما انها كانت تنادي بحق المرأة في الاقتراع وأحد الدعاة إلى السلام بالإضافة إلى مألفاتها العديدة وألفت هيلين 18 كتابًا وفي عام 1915 قامت بإنشاء منظمة هيلين كيلر الدولية (HKI) وكما ساهمت في عام 1920 في تأسيس الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ACLU . وهذه بعض الانجازات الذي حققتها هيلين كيلير وليس جميع ما حققته. وهذا يعنى اننا لابد ان نغير نظرتنا لذوي الاحتياجات الخاصة ولابد أن ينظر الجميع إلينا على أننا من بني البشر ولسنا معاقين، ولابد ان الجميع يعلم أننا أصحاب حقوق مثل بقية المواطنين وواجب ولزاما على الدولة تسهيل حصولنا على حقوقنا المشروعة وان يكون هناك مساواة بيننا وبين الآخرين، كما جاء في الدستور ولابد أن الجميع يحترم امالنا وطموحاتنا المشروعة. وسنظل طامحين في ان تتغير العقليات والنظرة لذوي الإعاقة في مجتمعاتنا التي تصنف متأخرة جدًا.