أكثر من 8 سنوات مضت علي تخصيص 1628 فدان لإقامة ثلاث مناطق صناعية بمحافظة الأقصر دون أن يتحقق شيئ علي أرض الواقع.. 5 محافظين تولوا زمام الأمور في المحافظة خلال تلك الفترة كلهم تحدثوا في حوارات صحفية عن التدفق القريب للاستثمارات لإقامة مصانع ضخمة في المناطق الثلاث الا أنها وحتي الآن ما زالت صحراء جرداء . فمحافظة الأقصر تمتلك 3 مناطق صناعية الأولي منطقة البغدادي التي خصص لها 220 فدان صدر قرار لاحق بزيادتها ل311 فدان لإقامة مجمع للصناعات الخفيفه المكملة ومواد البناء تحت إشراف هيئة التنمية الصناعية ووزارة الصناعة والثانية بمنطقة الرزيقات قبلي التابعة لمركز أرمنت وتم تخصيص 947 فدان لها بغرض إقامة مجمع للصناعات الثقيلة والثالثة في مدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر حيث تم تخصيص 370 فدان لإقامة صناعات خفيفة صديقة للبيئة مثل ( الصناعات القائمة على المنتجات الزراعيةو أعمال التعبئة والتغليف و الألبان و الأخشاب ) . الحكومات المتعاقبة تجاهلت تلك المناطق الثلاث رغم مواقعها المتميزة وقربها من نهر النيل وشريط السكة الحديد والطرق الرئيسية حيث تمتعت المنطقة الصناعية الأولي بعدة ميزات كان أهمها أنها تقع فى زمام مدينة الأقصر الجديدة (تحت الإنشاء) بمنطقة البغدادى بالقرب من محطة الكهرباء الرئيسيه ذات الجهد 50 ميجاوات كما أنها تقع بالقرب من الطريق الرئيسى لمدينة الأقصر الجديد بينما تمتعت المنطقة الثانية بمزايا أخري من أهمها أنها تقع على حدود مثلث الطريق الأقليمى الرزيقات الوادى الجديد، الاقصر- اسوان الصحراوي الغربي فضلا عن مجاورتها لمنطقة الإستثمار الزراعي المخطط إقامتها بمنطقة الرزيقات وقربها من مناطق توافر الأيدي العاملة بمركزي أرمنت وأسنا. أما المنطقة الثالثة فتم تخطيطها فى زمام مدينة طيبة الجديدة والتى تقع شمال شرق مدينة الأقصر بمسافة 12 كم - يقع مطار الأقصر " مستوى اول " على مسافة 3 كم تقريباً و تم الانتهاء من إنشاء الطريق الأسفلتى السريع على مسافة 2كم تقريباً ( الأقصر / أسوان–الأقصر/ الغردقة – الأقصر/ القاهرة ) و تبعد هذه مسافة 2كم تقريباً من المنطقة الزراعية المخطط فتحها بوادي المدامود مما يساعد علي إقامة صناعات تكاملية قائمة علي الحاصلات الزراعية. وتبدو حاجة محافظة الأقصر للاستثمار الصناعي والزراعي ملحة للخروج من مأزق تراجع الحركة السياحية فاعتماد المحافظة في اقتصادها علي المنتج السياحي فقط كان له تداعيات خانقة علي سكان المحافظة عندما تداعت هذه الصناعة خلال الأعوام التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث يعمل غالبية سكان المحافظة الذي يزيد عددهم عن المليون وال500 ألف نسمة في القطاع السياحي دون غيره مما نتج عنه زيادة معدلات البطالة بشكل كبير خلال الفترة الماضية ورغم حاجة المحافظة للإستثمار في تلك المناطق التي تم تخصيصها منذ عدة سنوات الا أنه لم يتم حتي الآن توجيه أي استثمارات من قبل الحكومة لها حيث أن التوجه الحكومي قاصر علي المناطق الصناعية القائمة في العاصمة ومحافظات الدلتا . رجل الأعمال محمد العماري يقول أن الأقصر تحتاج إلى توفير المناخ المناسب للاستثمار وإزالة العقبات التى تواجه المستثمرين حتى يتم توفير فرص عمالة حقيقية للشباب وتفعيل مواد الدستور الذي منح صلاحيات واسعة للمحافظين في هذا الإطار فضلا عن أن السبيل الوحيد لخروج الأقصر وغيرها من محافظات الصعيد من عنق الزجاجة يكمن في البحث عن آليات وحوافز غير تقليدية لتشجيع الاستثمار . المهندس أشرف النوبي مدير إدارة الاستثمار بمحافظة الأقصر يقول أن منطقتي البغدادي وأرمنت فقط هما التي تتبعان محافظة الأقصر أما منطقة طيبة فتتبع هيئة المجتمعات العمرانية. ويوضح النوبي وفيما يخص منطقة البغدادي فجاري حاليا استكمال ترفيقها للبدء في طرحها للمستثمرين بينما لم يصدر حتي الآن قرارا جمهوريا بتخصيص أراضي المنطقة الصناعية بأرمنت للاستثمار .