جاستن ترودو.. رئيس وزراء تجاهل العالم وفتح الأبواب للاجئين

صوت المدافع والرصاص لا يهدأ، رائحة الرماد والدم لا تخلو من الأجواء وتكاد تزكم الأنوف، الحزن على فقد الأحبة يوميا، يحاول كل رب أسرة أن يجد فرصة للنجاة بعائلته، ولكن الفرار من هذا الجحيم ليس بالأمر الهين، فرحلة الوصول إلى الحدود تكاد تكون أسهل المراحل، وسماسرة التهريب لا يرحمون أحدًا ويستغلون حاجة اللاجئين ويمتصون قوتهم.
رحلة تبدأ من عند أسلاك شائكة لتنتهي إما بالوصول إلى الحلم في أوروبا أو بالغرق كالمئات أو الالاف في مياه المتوسط، ومن يُكتب له النجاة يبدأ رحلة أخرى ما بين غابات وجبال وأنهار وبحيرات هربا من رجال الأمن في أوروبا وخوفا من الاعتقال عبر 6 دول أوروبية اليونان، مقدونيا، صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، النمسا.
Migrants and refugees, including women and children, wade across a freezing river at the Slovenian border. Over a...
Posted by Channel 4 News on Wednesday, October 21, 2015
جاءت هجمات باريس الإرهابية وجعلت أصابع الاتهام في الغالب تشير إلى اللاجئين في أوروبا رغم إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات، ولكن بولندا تعلن أنها لن تستقبل اللاجئين عبر برنامج الاتحاد الأوربي لاستقبال اللاجئين في الدول الأوربية، كما أعلن حكام عدد من الولايات الأمريكية أنهم لن يستقبلوا أي لاجئين سوريين جدد.
ولكن المشهد في مطار توريتو في كندا، كان على العكس، رئيس الوزراء تحدى الكل وتجاهل الاتهامات التي وجهت إلى اللاجئين والمسلمين، ووقف على رأس المستقبلين من مئات الكنديين الذين حملوا الورود والأعلام، ولافتات الترحيب بالعربية والإنجليزية، وحقائب صغيرة مليئة بلعب الأطفال في انتظار اللاجئين السوريين.
“You are here and you are safe. You are here and you are loved. You are here and you can stay.”Canadians greet the first group of Syrian refugees who just arrived in Toronto.
Posted by AJ+ on Friday, December 11, 2015
صوت الإذاعة الداخلية بالمطار يعلن وصول أول طائرة تقل نحو 163 لاجئاً سورياً فجر الجمعة، إلى مدينة تورونتو، لتعلن بذلك أول عملية لنقل آلاف اللاجئين السوريين إلى كندا، بل وإلى قارة أمريكا الشمالية بأكملها.
جاستن ترودو، تخلى عن ملابسه الرسمية، واكتفى بقميص وبنطال كاشفًا عن ساعديه، ووقف يسلم ويرحب باللاجئين والابتسامة لا تفارق وجهه، ويوزع الملابس الثقيلة عليهم يداعب أطفالهم.
"الليلة تصل أول رحلة طيران تقل اللاجئين السوريين، ولكن بمجرد خروجهم من صالة الوصول ستحولون إلى مواطنين كنديين، لديهم بطاقات هويتهم وتأمينهم الصحي.. أصبحوا مواطنين كاملين" – جاستن ترودو في كلمته للتحريب باللاجئين في المطار.
ويتابع رئيس الوزراء الكندي "هذه ليلة رائعة حيث جئنا ليس فقط لنري مجموعة من الكنديين الجدد كل شيء عن كندا، بل أيضا لنظهر للعالم كيف أننا نفتح قلوبنا ونرحب بأناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية."
رئيس الوزراء الكندي وقف أمام البرلمان قبل أيام مخاطبهم بالإنجليزية والفرنسية وقال "إعادة توطين اللاجئين تظهر التزامنا أمام الكنديين وأمام العالم بأن كندا تفهم بأننا قادرون وعلينا فعل المزيد"، مضيفًا " أول طائرة تقل لاجئين سوريين من مخيمات في الأردن ولبنان ستصل يوم الجمعة، وطائرة مماثلة ستصل إلى مونتريال يوم السبت".
أعضاء البرلمان وقفوا بأكملهم واستقبلوا كلمات ترودو بالتصفيق الحار.
Today in the House, I was proud to announce that Syrian refugees will begin arriving in Canada later this week:
Posted by Justin Trudeau on Wednesday, December 9, 2015
وتخطط الحكومة الكندية لإعادة توطين عشرة آلاف لاجئ من سوريا بنهاية العام الحالي و15 ألفا آخرين بنهاية فبراير. ويقول مسؤولون إن رحلة اللاجئين على متن أول طائرة سيكون أغلب تمويلها أو كله من خارج الحكومة.