مصطفى المنشاوي وياسمين محمد: تحت شعار "مصر أحلى" أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مبادرة لتنشيط السياحة الداخلية بالتعاون مع وزارتي السياحة والنقل، من خلال تنظيم رحلات ترفيهية للمعلمين وأسرهم، في مختلف محافظات مصر، بأسعار رمزية. وانطلق أول فوج من المعلمين، أمس الجمعة، شاملًا قيادات وزارة التربية والتعليم، في مسيرة تجوب مدينة شرم الشيخ، يرأسها الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، وتضم نحو 1500 معلم. وأكد الوزير أن هذه المباردة تؤكد على حرص الوزارة على تعريف المعلمين بالمناطق السياحية للترفيه عنهم، واهتمام الوزارة بدعم السياحة الداخلية في مصر، إلى جانب الترويج للمدن السياحية عن طريق نقل انطاباعات المعلمين للطلاب. وتأكيدًا على اتجاه الوزارة، قررت نقابة المهن التعليمية كذلك تنظيم رحلات ترفيهية للمعلمين وأسرهم من خلال النقابة العامة ونقاباتها الفرعية، موجهة لكل من شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، خلال إجازة نصف العام الدراسي ولمدة 15 يوماً. وعلى الرغم من أهمية تنشيط السياحة الداخلية، خاصة بعد فرض حظر السفر من قبل 5 دول كبرى هي " روسيا – انجلترا – فرنسا – بلجيكا – هولندا"، مما ادى إلى انخفاض نسبة الإقبال على المدن السياحية المصرية لتصل النسبة إلى 50% فقط، إلا أن بعض الآراء ترى أنه لا غنى عن السياحة الوافدة من الخارج. زهران: ما تفعله الوزارة لن يجذب سائح واحد يقول الدكتور محمد زهران مؤسس تيار استقلال المعلمين، إن مبادرة الوزارة لتنشيط السياحة، من خلال إرسال نحو مليون ونصف معلم وسبعمائة وخمسين ألف عامل وإداري، لن تنجح في استقطاب سائح واحد، مؤكدًا أن تنشيط السياحة ليست مهمة وزارة التربية والتعليم. وأكد زهران، عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، أن السياحة الأجنبية لا تتعامل مع الموقف بالمسيرات والأعداد، ولكنها تتبع دول لديها أجهزة مخابرات وأجهزة أمنية لا تعترف بشعارات "أحلف بسماها وبترابها و مشربتش من نيلها"، قائلًا "الأجانب لا يشربون من النيل لأنهم يعلمون حجم تلوثه". ولفت إلى عدم وجود ضمانات كافية لتأمين سلامة هذا العدد الكبير من المعلمين. وأضاف زهران أن مهمة تنشيط السياحة تقع على عاتق وزارتي السياحة والخارجية، أما وزارة التربية والتعليم فمعنية بتربية وتعليم ابناء مصر. واقترح زهران على الوزارة، توجيه المسيرة التي تجوب شرم الشيخ، إلى مسيرات بين محافظات الجمهورية لتبادل الأفكار للنهوض بالعملية التعليمية، إذا ارادت أن تسدي لمصر خدمة جليلة. خطوة إيجابية لكن الأولى بها الطلاب قال أيمن البيلي الخبير التربوي، إن فكرة تنشيط السياحة لا يجب أن تأتي بشكل مفاجئ كرد فعل لانخفاض نسبة إقبال السياحة الأجنبية، مؤكدًا أنها لا بد أن تكون مدرجة ضمن أجندة وزارة التربية والتعليم، لتنمية الانتماء لدى الطلاب. واستنكر البيلي أن يتم تنظيم الرحلات للمعلمين، مؤكدًا أن الطلاب أولى بذلك، فمن الناحية التربوية تساعد تلك الرحلات على تنمية الانتماء لدى الطلاب، ومن الناحية العلمية تساعدهم على فهم بعض المواد الدراسية من خلال الواقع. ولفت البيلي إلى أن الوزارة لا تنظم مثل تلك الرحلات للطلاب على الرغم من تصريحاتها المتتالية قائلًا: " الوزارة بقالها 34 سنة بتطلع تصريحات ونتيجة التعليم صفر". ورأى البيلي أن فكرة إرسال المعلمين إلى المدن السياحية لن تعوض السياحة الوافدة من الخارج، ولكنها قد تكون خطوة في سبيل تحسين الاوضاع، إلا أن الأولى بها هم الطلاب. الغرف السياحية: لا غنى عن السياحة الوافدة من الخارج أكد إلهامي الزيات رئيس الغرف السياحية، أن السياحة الداخلية والمبادرات التى أطلقتها العديد من القطاعات الاستثمارية والحكومية؛ لن تحقق 10% من نسبة اقبال السياحة الروسية و الانجليزية، قائلًا "نأمل أن يتم إلغاء حظر السفر إلى مصر في وقت قريب". وأضاف الزيات ل"مصراوي"، أنه لا بديل عن السياحة الأجنبية لأنها تسهم بتغطية جزء كبير من عجز موازنة الدولة؛ من خلال تعظيم الدخل من العملات الأجنبية وزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي بالبنك المركزي، ولذلك نعمل على استعادتها في القريب العاجل. هيئة تنشيط السياحة: نبحث عن حلول قال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن السياحة في شرم الشيخ تشهد نسبة إقبال يقدر ب50 % فقط، بعد فرض حظر السفر من "روسيا، إنجلترا، فرنسا، بلجيكاوهولندا"، ونسعى إلى تعويض انخفاض تلك النسبة من خلال تنشيط السياحة الداخلية، وذلك من خلال المبادرات التى تم اطلاقها. وأوضح سامي ل"مصراوي"، أن المبادرات التي يتم اطلاقها من الجهات الحكومية في الوقت الحالي تعطي بريق من الأمل؛ ولكنه من الصعب أن نعتبرها بديل عن السياحة الوافدة من الخارج سواء روسيا أو إنجلترا. وأشار رئيس هيئة تنشط السياحة، إلى أنه يتم التنسيق مع الحكومة الآن على تقديم تسهيلات إلى المستثمرين في المناطق السياحية المتضررة حتى نعبر الأزمة الحالية، وذلك عن طريق تقسيط فواتير "الكهرباء، والمياه" وغيرها من الخدمات التي تشجع على الاستثمار بمصر. ولفت محمود إلى أنه كلما اقتربنا من عيد "رأس السنة الميلادية" ستزيد نسب الإقبال على المنتج السياحي المصري في القاهرة والأقصر وأسوان، موضحًا أن الحظر على مدينة شرم الشيخ فقط.