أكثر من عشرة أعوام مضت على تطوير سلخانة قرية طبهار، التابعة لمركز إبشواي، بمحافظة الفيوم، دون أن يتغير الحال كثيرا، وبات أمر الذبح بالسلخانة مدعاة للخوف، بسبب الفساد الصحي بها.. "ولاد البلد" ترصد في التحقيق التالي أوجه انتشار الفساد بالسلخانة، وما أفاد به مسؤولو الطب البيطري بالمحافظة. يقول محمد السيد حلالة، جزار بالمنطقة، " لا يوجد ضرر لنا من الذبح ، ولكن حفاظا علينا وعلى أهل البلد نذبح فى الشارع على أعين الجميع، حتي نثبت للجميع صلاحية اللحوم، ونحن أول من ناكل من هذه اللحوم، وسوء حالة السلخانة تمنعنا من الذبح فيها ". ويضيف محمد الجعودى، جزار بالمنطقة، أنه كان يذبح فى السلخانة ولكنه أحجم عن الذبح فيها بعد فترة، لانخفاض الطلب علي ابلحوم التي يقوم بعرضها، بعد ذبحها بالسلخانة، خافوا من اللحوم المذبوحة فى السلخانة، لذلك اضطررت إلى الذبح فى الشارع ، ومستعد إلي أي مسائلة من قبل مراقبى الطب يقول محمد حمودة، أحد أهالي القرية، "للأسف منزلي بجانب السلخانة، شكل المكان ورائحته الكريهة يؤثران بشكل سلبي على الأهالي المجاورين للسلخانة، فهناك روائح كريهة مستمرة معظم الوقت، وتناثر نفايات الذبح بها، وسيول دماء الذبائح، التي تغرق الطريق العمومي، كل مرة". ويضيف محسن معوض، أحد أهالي القرية، أن السلخانة لا تصلح للذبح بها، والحال يزداد سوء يوما بعد يوم، والأهالي تقدموا بشكاوى موقعة من أهل المنطقة بأكملها إلى رئيس الوحدة المحلية بالقرية، ومرت شهور ولم نتلق أية استجابة، فتقدمنا مرة أخري بشكاوى عدة إلى رئيس مجلس مدينة إبشواي، ولم يكترث للشكوى. ويعلق محمد حامد، أحد أهالي القرية، "إحنا بقالنا سنين في المشكلة دي، يعني طالما الوحدة البيطرية والوحدة المحلية، ومديرية الطب البيطري، عارفين إن السلخانة لا تصلح، ليه محدش فكر، إنوا يطورها ويرفع كفاءتها، أو يخصصوا لها جزء من ميزانية المديرية أو الوحدة، إزاي الناس تأكل اللحمة التي تذبح في السلخانة، وهما عارفين إن السلخانة مفيهاش، أدني معايير النظافة، وبعدين نشتكي من التلوث الصحي". ويوضح ثروت سليمان، رئيس الوحدة البيطرية بالقرية، قائلا "السلخانة لا تصلح بأي حال من الأحوال للاستخدام الآدمي، لخروجها عن معايير الجودة الطبية، وعدم وجود أي مراعاة للنظافة، وبالتالي قل تردد الجزارين الفترة الماضية، وإحجامهم عن الذبح في السلخانة، وأصبحوا يذبحون على أرصفة الطرق وفى الشوارع العامة، دون اعتبار لأية مخالفات ولا سلطة المحليات، وقد قمنا بشن حملة أكثر من مرة لمتابعة مخالفي الذبح، وكانت حجتهم لا يوجد مكان أفضل وأوسع من الطريق للذبح، وسلخانة القرية لا تصلح للذبح، والناس بتشجع الجزارين على الذبح في الشارع، رغم كون ذلك مخالفاً، وبالتالي لا نستطيع كوحدة بيطرية أن نسيطر على عملية الذبح في القرية والتصدي لأي تجاوزات، قبل رفع كفاءة السلخانة". ويستكمل صوفي إبراهيم، رئيس الوحدة المحلية بقرية طبهار، قائلا إن "الوحدة أرسلت أكثر من مذكرة بالمشكلة ، وقمنا بالتصرف في حدود الإمكانيات المتاحة للوحدة، خاصة بعد إرسال إخطار بالمشكلة إلى رئيس المجلس المحلى بمركز ابشواى، ولم يتم الرد حتى الآن، وأكد أن الوحدة تقوم من حين لأخر بدفع الدماء بعيداً، عن الطرق، ورفع بقايا الذبائح والتخلص منها بشكل صحي". ويرد أسامة مخلوف، مراقب من مديرية الطب البيطري بالفيوم، بأن "السلخانة فعلا لا تصلح للذبح بها، لتدني معايير النظافة والصحة العامة بها، التي تنطبق على أي سلخانة مؤهلة للذبح، فسلخانة طبهار لا يوجد بها ممر مائي، وقريبة من الكتلة السكنية، وارتفاع الحوائط أقل من 5 متر، وارتفاع السقف أقل عن 2 متر، دورات المياه والصرف داخل السلخانة غير موجود، وكذلك مراوح التهوية، والشهادات الصحية وغيرها من المعايير التي يجب أن تنطبق علي أي سلخانة طبية، وعليه فلا تصلح سلخانة طبهار للذبح فيها". ويقول الدكتور محمد رجائي، وكيل وزارة الطب البيطري بالفيوم، إن "المجازر والسلخانات مسؤولية مشتركة بين الطب البيطري فنيا، والوحدة المحلية ماليا، وستوضع السلخانة ضمن خطة تطوير المجازر في العام 2015،2016 بدلا من تطوير سلخانة مركز إطسا فحسب، مؤكدا أن السلخانة بالفعل لا تصلح للاستخدام الآدمي، ولسنا في اضطرار هذا العام إلى معاقبة الجزارين قبل البدء في إصلاح السلخانة، ولكن مديرية الطب البيطرى تعد المواطنين في يونيو المقبل بأن سلخانة طبهار ستكون في صورة جديدة". وتؤكد الدكتورة منى، مديرة إدارة المجازر بالفيوم، أن اللواء محمد رجائي، وكيل مديرية الطب البيطري، أبلغها اليوم بوضع سلخانة طبهار ضمن خطة التطوير لترميم المجازر هذا العام، وجاري طرح مناقصات على شركات المقاولة للتنفيذ. فلا تصلح سلخانة طبهار للذبح فيها.