تغمر مياه الصرف الصحي 16 مجزرًا للحوم بمحافظة بني سويف لعدم وجود شبكة بها وتعتمد على سيارات الكسح التي ترسلها الوحدات المحلية لتفريغ الخزانات أسبوعيًا بعد مناشدات وتوسلات من مدير عام مديرية الطب البيطرى ومديرى الوحدات البيطرية وأطباء المجازر لدى رؤساء الوحدات المحلية. الغريب أن المجازر لا تخضع للرقابة البيطرية من قريب أو بعيد وإنما تابعة ماليًا وإداريًا للوحدات المحلية وتقتصر الرقابة البيطرية على المتابعة الفنية فقط. وأكد سعد طه، موظف من أهالي مركز ناصر، أن الطبيب البيطري بالمجزر لا يتواجد إلا ساعات قليلة للإشراف على عملية ذبح المواشي وينصرف لعدم وجود سلطات لديه في التعامل مع المشكلات. وأوضح سمير محفوظ، فني تحاليل من أهالي مركز الواسطى، أن مجازر اللحوم بؤر للتلوث ونقل الأمراض بعد أن أصبحت تعانى الإهمال وافتقدت وسائل الأمان المطلوبة من ثلاجات لحفظ اللحوم أو مميزات أخرى تحافظ على صحة الأهالي. فيما أضاف ياسين إسماعيل من مركز ببا، أن المجزر يعاني من غمر المياه ومنظر مخلفات الذبائح وهى تطفو على الماء يثير الغثيان ومفرخ طبيعي لنشر الأمراض والفيروسات وهذا يدفع الكثير من الجزارين إلى الذبح خارج السلخانة في تحد لقانون الذبح. وتابع حسن محمود، وكيل وزارة سابق بالمعاش، أن مجازر القرى بؤر للتلوث ونقل الأمراض لأن معظمها بدائية، لافتًا إلى أن حالة المجازر في بني سويف لا تسر عدوًا ولا حبيبًا فهي عبارة عن مناطق نفوذ يتحكم فيها الجزارون الذين لا يهتمون إلا بالمشاجرات وارتكاب المخالفات من ذبح بطرق غير شرعية بعيدًا عن إشراف الأطباء البيطريين. بينما أشار صلاح الراوي، موظف من مركز ناصر، إلى أن أهالي المدينة يستيقظون كل صباح على معركة بين الجزارين على أولوية الذبح والتي تبدأ من الثالثة فجرًا حتى التاسعة صباحًا ويكثر الخلاف والتلاسن بين السيدات ممن يتاجرن فى "العفوشات" (لحم الراس والكوارع والفشة والكرشة). كما انتقد إمام كامل بالمعاش نقل اللحوم على تروسيكلات وعربات كارو لأنه غير مسموح بدخول سيارات النصف النقل لداخل المجازر نظرًا لضيقها والزحام الشديد بها مؤكدًا أن الأهالي يأكلون لحومًا مشبعة بالفيروسات والبكتريا. وأكد أحمد شوقي، جزار، "أنهم يلجأون للذبح خارج السلخانة ويوجد مزورون محترفون يضعون الختم الخشبي الملون على الذبيحة وتخرج كأنها لسه طالعة من السلخانة وذلك لتفادى دفع إكراميات للعاملين بها والتي ازدادت جدًا بعد الثورة وعدم وجود حماية أمنية وتحولت إلى نوع من الابتزاز اكتشفنا أن وراءه جزارين كبار وبلطجية دخلوا الكار لأن المهنة لمت" - على حد قوله. من جانبه، أعلن الدكتور طارق الوكيل، مدير عام مديرية الطب البيطري ببني سويف، أن المحافظة بها 16 مجزرًا تذبح نحو 4200 رأس يوميًا، موضحًا أنه تم ترميم وتطوير 12 مجزرًا منها بتكلفة 4 ملايين جنيه، وأن المحافظة فى احتياج إلى إنشاء 7 مجازر جديدة على أقل تقدير وتعيين 64 طبيبًا بيطريًا وعاملاً على وجه السرعة لمواجهة النقص الشديد فى الأطباء والعمال. شاهد الصور ..