يفرض التساؤل بشأن توقيع الاتفاق النهائي بين الفرقاء الليبيين وتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي ستوقف نزيف الدماء بين أبناء الوطني الواحد نفسه الآن بالشارع الليبي . فقد حث المشاركون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، الأطراف الليبية التي تجتمع هناك على توقيع الاتفاق النهائي بينهم وتشكيل حكومة الوفاق الوطني . وفي السياق ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه طلب من ممثله الخاص إلى ليبيا برنارديون ليون، بدء إجراء مناقشات مع أطراف الأزمة الليبية لتشكيل حكومة الوفاق . وأضاف مون - في اجتماع رفيع المستوى بمشاركة أطراف الحوار الليبي وبحضور ليون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك - أن مبعوثه إلى ليبيا أكد له ثقته الكاملة في التزام أطراف الحوار بتشكيل حكومة الوفاق، وأنهم لن يتراجعوا عن كلمتهم . وحذر بان كي مون من أن ليبيا أصبحت ملاذا للمجرمين ومهربي البشر، في الوقت الذي حصلت فيه الجماعات الإرهابية على موطئ قدم استراتيجي نتيجة إصرار الأطراف المتنافسة على وضع مصالحهم الضيقة فوق مصالح الشعب الليبي، ووصف وثيقة الاتفاق السياسي - التي توصل إليها أطراف الحوار الليبي - أنها خارطة طريق سياسية شاملة وقابلة للتطبيق خلال الفترة المتبقية من عملية الانتقال السياسي . واستدرك قائلا إنه لا يوجد اتفاق كامل، ولكن هذه الوثيقة تساعد على إبعاد ليبيا عن الفوضى، وتقربها خطوة نحو إقامة دولة مستقرة وديمقراطية، ذات إطار قانوني واضح . ومن جانبه، قال رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برنارديون ليون، إن ممثلي عشرات الدول - بينها الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي - عقدوا اجتماعا مع الأمين العام بان كي مون في نيويورك. وأوضح أن المجتمعين أعربوا عن "الدعم القوي للاتفاق السياسي الليبي الذي تم إنجازه وتوزيعه على الأطراف"، محذرين "الذين يقومون فعلياً بعرقلة أو تقويض الاتفاق السياسي من أنهم سيضعون أنفسهم خارج إطار الشرعية السياسية والدولية ، وسوف يخضعون للمساءلة تماشياً مع قرارات مجلس الأمن". وأشار ليون إلى أن المجتمعين أكدوا "على ضرورة تشكيل حكومة الوفاق الوطني دون تأخير وقبل 21 أكتوبر الجاري"، منوها بأن المجتمعين أعربوا عن قلقهم إزاء استمرار تدهور الوضع العام في ليبيا . بدوره، حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طرفي النزاع في ليبيا على القبول بأسرع وقت بخطة الأممالمتحدة للسلام وتشكيل حكومة وحدة. وقال كيري - في كلمته بمقر الأممالمتحدة بحضور مسؤولين ليبيين - "لا يجب إضاعة المزيد من الوقت، على كل طرف تحمل مسؤولياته في هذه اللحظة المهمة، والاتفاق على أسماء المسؤولين الجدد، ليس غدا، وليس الأسبوع القادم بل الآن مع وجود المندوبين الليبيين هنا في نيويوك"، معربا عن أمله في إنهاء العملية خلال بضعة أيام . وشدد كيري على أنه "من الحتمي أن تجتهد جميع الأطراف في التصديق على اتفاق الإطار النهائي، وتسمي مسؤولين بأسرع ما يمكن للحكومة الجديدة"، محذرا من استمرار مليشيات أو قيادات في التقاتل على مصالح لا علاقة لها بمصالح ليبيا، فهذا لن يساعد إلا تنظيم داعش . وقال السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت - في تصريح له - إن الشعب الليبي بحاجة ماسة لحكومة الوفاق الوطني لكي تبدأ في عملية علاج الاقتصاد الليبي المصاب، داعيا جميع الليبيين إلى العمل معاً لدعم جهود الحوار السياسي والوصول إلى اتفاق، كما عملوا معاً سابقاً في إزالة نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 . وأضاف ميليت - في بيان له عبر الموقع الرسمي للسفارة البريطانية لدى ليبيا - أن الجهات الدولية المانحة تنتظر لتقديم الدعم إلى الحكومة الجديدة فى ليبيا، مشيراً إلى أن المساعدات الخارجية ستكون ضرورية من أجل إعادة بناء الخدمات الحكومية وإصلاح العديد من أوجه الحياة العامة التي تضررت، وأوضح أن العديد من دول العالم - بالإضافة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي - جاهزة لتلبية أية دعوة من الحكومة المستقبلية في ليبيا لأجل المساعدة .