قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قوات أمريكية تقدم الاستشارات لقوات الأمن العراقية في محافظة الأنبار العراقية المضطربة تتشارك في قاعدة مع "مرافقين غرباء": هم مليشيات تدعمها إيران قتلت ذات مرة جنود أمريكيين، مشيرة إلى أن كليهما يقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأضافت الصحيفة في تقرير لها يوم الأحد أن الولاياتالمتحدةوإيران يقفنا على طرفي نقيض في العاصمة بغداد، فواشنطن تطالب الحكومة العراقية التي يهمين عليها الشيعة إلى بذل المزيد من الجهد لضم أعضاء من الأقلية السنية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، غير أن طهران ووكلائها يحبطان تلك الجهود. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية في هجوم خاطف شنه صيف العام الماضي، وتمدد ليبسط قبضته على ثلث العراق. وشكلت الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا – لم تنضم إليه إيران – لمحاربة التنظيم في كل من العراقوسوريا، حيث أعلن "خلافة إسلامية" على الأراضي التي يسيطر عليها في البلدين. ومنذ ذلك الحين يشن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة غارات جوية ضد مواقع التنظيم في العراقوسوريا. كما تقدم الدعم اللوجستي والاستشارات لقوات الأمن العراقية التي تكافح لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم المتطرف. وتقول الصحيفة إن ذلك الانقسام الأمريكي الإيراني يوضح التعقيدات التي تكتنف العلاقة بين واشنطنوطهران في مناطق مثل العراق، حيث تتصادم مصالح البلدين المتنافسين وتتلاقى. والآن بعد نجا الاتفاق على الحد من البرنامج النووي الإيراني من عقبة الكونجرس، وهي أكبر عقبة أمام تفعيله، فإن على الولاياتالمتحدة أن تتنقل في متاهة إقليمية معقدة خاصة بعد أن حازت إيران على شرعية دولية ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، وفقا للصحيفة. وكانت إيران قد توصلت في أغسطس الماضي الى الاتفاق المذكور بعد مفاوضات ماراثونية مع القوى الدولية الكبرى، ومن المقرر ان يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل. وترغب القوى الدولية في ان تقلص ايران نشاطاتها النووية الحساسة بحيث يصبح من المتعذر عليها تطوير سلاح نووي. رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مطلع الأسبوع الجاري التصديق على إجراء من شأنه عرقلة الاتفاق النووي مع إيران، الأمر الذي يضمن انتصارا كبيرا للرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية. ولن يضطر أوباما الآن إلى استخدام حق النقض "الفيتو" للاعتراض على أية إجراءات تناهض الاتفاق، بعد أن حصل الاقتراح الجمهوري على تأييد 58 صوتا فقط، بينما كان يحتاج إلى 60 صوتا لإجراء التصويت. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تأكيدات بأن الاتصالات بين البلدين التي أعقبت المفاوضات النووية قد بدأت في خلق مناطق أخرى من التعاون المحدود في العراقوأفغانستان وبمستوى اقل في اليمن، ما يضاف إلى التشابك في علاقة البلدين. وتنشط حركة طالبان السنية المتطرفة على زعزعة الاستقرار في أفغانستان خاصة بعد أن انتهام المهام القتالية لقوات التحالف بنهاية 2014. وتشن الحركة هجمات وتفجيرات ضد قوات الجيش والشرطة الأفغانية. وفي اليمن، اجتاح الحوثيون، المدعومون من إيران، العاصمة صنعاء في سبتمبر العام الماضي، ما أدى إلى انتقال الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى مدينة عدن الساحلية، وسرعان مع تقدم الحوثيون وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح نحو عدن. وفر هادي إلى السعودية التي أعلنت عن تحالف عربي يشن غارات جوية ضد الحوثيين وقوات صالح منذ مارس الماضي. ويقول منتقدون إن الاتفاق النووي سوف يشجع إيران فقط على تصعيد حملاتها بالوكالة ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، مثل تسليح حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية لمحاربة إسرائيل، ونشر قوات إيرانية للدفاع على الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الحوثيين ي اليمن أو المزيد من الجماعات المسلحة الغامضة في دول الخليج العربي، والامساك بالسياسة اللبنانية رهن مصالحها. ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اشتكى من أن الاتفاق سوف يجعل ألد أعدائها أكثر ثراء. كما حذر حلفاء الولاياتالمتحدة من ملكيات الخليج السنية من تمدد النزاع الطائفي حول المنطقة من الحرب المستمرة في سوريا واليمن. غير أن الولاياتالمتحدةوإيران يواجهان ضغوطا داخلية ضد أن يكون بين البلديان علاقات أوثق، فبعض المحليين يرون أن المزيد من العلاقة التعاونية باعتبارها أمرا لا مفر منه بعد أن أدت المفاوضات العسيرة إلى الاتفاق النووي، وذلك على الرغم إصرار قادة البلدين على أن الاتفاق الذي توسطت فيه أمريكا سوف يحد فقط من البرنامج النووي الإيراني.