تحولت الدنيا التي نعيش فيها الأن إلى مجرد غابة وسوق تُجاري كبير تُعرض فيه جميع السلع شرط ايجاد الثمن المناسب!! حتى الروح البشرية أصبح لها ثمن مثلها مثل أي سلعة أخرى، ولكن أن يكون ثمن هذه الروح خمسة جنيهات فقط فهو ما لم يعد يُطاق. جثة مذبوحة ترجع وقائع هذه القضية عندما استيقظ سكان مدينة قليوب على أصداء العثور على جثة مذبوحة في أحد الشوارع الجانبية، على الفور تم إبلاغ المقدم أحمد حماد، رئيس مباحث مركز قليوب، بالواقعة، وباخطار اللواء سعيد شلبي، مدير أمن القليوبية، أمر بسرعة تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات هذه الجريمة التي لم يعتاد سكان مدينة قليوب على مثلها. وبالفعل انتقل العميد جمال الدغيدي رئيس فرع البحث الجنائي والقوة المرافقة له إلى مكان الواقعة، وتم عمل تحريات عن الجثة المجهولة واستدلت على أنها تخُص شاب يُدعى "مصطفى.م" 17 سنة، سائق توك توك، ويعمل بإحدى المواقف في قليوب، وأكد بعض أصدقائه بأنه كان حسن السير و السلوك، وكان يعول أسرته بعد وفاة والده و لم يكن له أية عداوات، وبالبحث تبين اختفاء حافظة نقوده والتوك توك الخاص به، وهنا توجه تفكير فريق البحث إلى أن الجريمة قد حدثت بسبب السرقة. خيط الجريمة وبسؤال الشهود على أخر مكان شوهد فيه المجني عليه قبيل اختفائه أكدوا بأنه كان معهم في الموقف يمارس عمله اليومي و كان معه التوك توك الخاص به، و أكد أحد أصدقائه أنه قد ذهب لتوصيل شخصين لا يعرفهما ولكنه شاهدهما مرة سابقة و قد قام المجني عليه بتوصيلهما أيضا. والتقط المقدم أحمد حماد، رئيس المباحث، طرف الخيط و جند كل امكانياته لمعرفة الشخصين الغريبين لعله يصل منهما إلى شئ بخصوص هذه الجريمة البشعة وبالبحث و التحقيق استطاع الفريق كشف هوية أحدهما ويدعى "هاني" 25 سنة، مقيم بإحدى القرى الداخلية لمحافظة القليوبية. وفور توصل فريق البحث للمشتبه به انتقل مفتش المباحث إليه، وبسؤاله عن المجني عليه ومواصفاته أنكر معرفته به، وأنكر أنه اتجه إلى قليوب، و لكن بعرضه على سائقي الموقف تعرفوا عليه، على أنه أحد الشخصين الذي قام المجني عليه بتوصيلهما قبل الجريمة. اعترفات قاتل وبتضييق الخناق عليه أدلى باعترافات تفصيلية عن الجريمة، حيث قال أنه وصديق له يُدعى "دسوقي.ك" 18 سنة، استدرجا المجني عليه إلى منطقة نائية وقتلاه واستوليا على التوك توك الخاص به وساعدهما في ذلك أنهم في اليوم الذي سبق الجريمة طلبوا من السائق توصيلهم إلى نفس المكان النائي وذهب معهم و تجاذب معهم أطراف الحديث حيث تحولوا إلى ما يُشبه الأصدقاء و في يوم الجريمة قاموا بطلبه ليوصلهما لنفس المكان ووافق المجني عليه بحسن نية و استدرجاه وقام هو بتشتيت انتباهه بينما تولى المتهم الثاني ذبحه من الخلف. ندم وحسرة وأضاف المتهم بأنه نادم على فعلته لأنه بعد قتله لم يجدا في محفظة القتيل سوى خمسة جنيهات، وقام بإرشاد رجال المباحث إلى مكان التوك توك المسروق و السلاح المُستخدم في الجريمة، ليأمر العميد حسام فوزى رئيس مباحث القليوبية، بتحرير محضر بالواقعة والتحفظ على القاتل الأول وسرعة إعداد الكمائن الثابتة و المتحركة للقبض على المتهم الثاني وهو ما تم حيث ألقى القبض عليه أثناء محاولته الفرار إلى أقاربه بمحافظة المنيا، وبعرض المتهمين على النيابة أمرت بحبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيق.