تليجراف: آلاف البورونديين ممزقون بين مطرقة الكوليرا وسندان الاضطراب

رصدت صحيفة ال"تليجراف" البريطانية فرار عشرات الآلاف من البورونديين، من أبناء المناطق التي لم تظهر ولاءها للرئيس بيير نكورونزيزا إبان الانقلاب الفاشل، مبررة ذلك بأنه يأتي "خوفا من العقاب الذي علمّتهم الحروب الأهلية أنه عادة ما يأتي سريعا وشديدا".
وذكرت الصحيفة -في تقرير إخباري عبر موقعها الألكتروني- أن عددًا كبيرًا من هؤلاء الهاربين يقصدون أولاً قرية "كاجونجا" على شاطئ بحيرة "تنجانيقا" على الحدود مع تنزانيا، تمهيدًا لعبورها حيث مخيمات لجوء أكثر استقرارًا وأفضل استعدادًا كما اختبروا أثناء معيشتهم فيها إبان الحرب الأهلية الأخيرة.
ونوهت ال"تليجراف" بتجمّع عشرات الآلاف (نحو 60 ألف) من البورونديين الهاربين في "كاجونجا" ليقضوا أياما عديدة في القرية انتظارا لقوارب النقل، حيث لا توجد وسائل للصرف الصحي ولا مياه الشرب، ويعتمد اللاجئون على مياه البحيرة العكرة بفضل نزولهم، الأمر المهئ لانتشار وباء الكوليرا على نحو أسرع من انتشار اللهيب في الهشيم.
وأكدت الصحيفة أن الأجواء في قرية "كاجونجا" مريعة، حتى أن الأمم المتحدة أكدت الجمعة، تفشّي وباء الكوليرا على نحو خطير جعل الكثيرين من هؤلاء الهاربين يفكرون في العودة إلى الداخل المضطرب بدلا من الموت بالكوليرا أو من الجوع على الحدود.
ولفتت إلى أن الأيام الأخيرة شهدت اختيار نحو 111 ألف مشرد بوروندي الفرار إلى دول مجاورة أمثال رواندا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأفادت تقارير منظمات إغاثة وصول عشرات الأطفال وحدهم دون ذويهم في غمرة الاندفاع هربا بحياتهم إلى مخيمات اللاجئين منذ اشتعال الأزمة قبل ثلاثة أسابيع.. فيما أفادت تقارير إخبارية بغرق عدد من هؤلاء الفارين أثناء عبورهم نهر "روسيزي" على الحدود مع الكونغو.
وأشارت تقارير إلى سقوط 31 قتيلا جراء الإصابة بالكوليرا بالفعل، فيما تفيد تقارير عمال الإغاثة إصابة نحو 400 حالة بذات الوباء كل يوم.. فيما يعاني العديد من الأطفال أعراض الكوليرا من قيء وإسهال شديدين.
ورصدت ال"تليجراف" ازدحام اللاجئين كل صباح على حافة بحيرة "تنجانيقا" على أمل استقلال مراكب الصيد التي تنقلهم بدورها إلى سفن تكون بانتظارهم تقوم برحلة واحدة كل يوم وعلى متنها 600 شخص.