تضم منطقة الشهابية في مدينة دمياط أكبر وأقدم مقابر في المحافظة، أقيمت على مساحة واسعة بداية من شارع أبو الوفا أبرز شوارع المدينة وحتى مسجد عمرو بن العاص الأثري، لكن المكانتين الأثرية والقدسية لم تشفع لمساكن رفات بني البشر أمام اعتداءات بني البشر. ورغم إعلان ديوان محافظة دمياط عن تطوير المقابر - التي تضم مدافن شهداء حرب 6 أكتوبر - وترميم الأسوار المهدمة، فضلاً عن توفير الأمن اللازم للمنطقة، فإن الشكاوى من سوء أحوال تلك المقابر لا تزال على حالها بشكل يومي. ''باتت مرتعًا لأشهر تجار ومتعاطي المخدرات وبيع الأنواع المختلفة منها فضلاً عن ممارسي الرذيلة دون رقيب أو مانع أخلاقي كان أو أمني''، هكذا وصف ''محمود رجب'' أحد سكان المنطقة، وضع المقابر الحالي، مضيفًا: ''أعمدة الإنارة عفا عليها الزمان ومحظور دخول المقابر ليلاً والحل في الكشافات.. أهالي المنطقة عارفين تجار المخدرات المنتشرين جوة المقابر نفر نفر، ومحدش يقدر يقرب لهم، وكام مرة يلاقوا جثث ميتة والشرطة تيجي والمسجلين خطر بيختفوا ويرجعوا تاني.. لأن مفيش لا عسكري ولا أمن ولا حارس''. إلى ذلك، يؤكد ''فتحي الأخرس'' من أهالي الشهابية العثور على أكثر من جثة لمجهولين داخل المقابر، ''بينها جثة مبتورة الساق منذ عامين وأخرى لتاجر مخدرات قبلها بعام داخل مقبرة مفتوحة ليومين كاملين''. ويضيف الشاهد أنه مع تعاقب المحافظين على دمياط لم تنقطع الشكاوى دون جدوى، مؤكدًا أن المحافظ الأسبق اللواء محمد علي فليفل، قرر اعتماد ميزانية لتطوير المقابر وإنارتها دون أن ينفذ هذا القرار. أما محمد حمود أمين شباب حزب ''6 أكتوبر'' في دمياط، فيؤكد عل حقيقة الأوضاع في الشهابية، قائلاً: ''مقابر الشهابية شاهدة على فساد وإهمال الإدارة التنفيذية بالمحافظة.. مجلس المدينة بتوصل له الشكوى وبيعمل حملات شكلية تؤدي المنوط بها في محيط المقابر فيما يبقى الداخل مكتظ بالجيفة واصطبلات الحمير فضلاً عن متعاطي المخدرات وممارسي الرذيلة''. وفيما أكد حمود على تقدمه بشكوى إلى اللواء إسماعيل طه محافظ دمياط الجديد، خلال اجتماع قوى المجتمع المدني، عرض فيها لسوء أحوال المنطقة، وضرورة فرض سيطرة أمنية عليها وتطوير وصيانة مقابرها، تساءل حمود ''متى سنسمع بوجود حراسة أمنية تحمي سكان المنطقة من أعمال البلطجة والانحرافات الأخلاقية التي يعيشون بين أحداثها كل ليلة؟''. من جانبه، تعهد الدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط - الذي تولى منصبه قبل أسابيع قليلة - بشن حملات لتطوير المقابر والقضاء على البلطجة والفوضى بها، مشيرًا في تصريحات ل''مصراوي''، إلى أنه لا مكان لتقاعس أي مسؤول في ديوان العمل، خصوصًا وأن حماية المواطنين وتوفير الخدمات لهم أمر يجب أن يعمل عليه المسؤولون في المحافظة في كافة القطاعات.