تصوير - علاء القصاص أضناهم السعي وراء الرزق في بلد غالبًا ما تبخل على أهلها بعيش كريم، لم يكن لديهم من سبيل سوى إرسال فلذات أكبادهم بأيديهم للجارة الغربية ليبيا رغم كل التحذيرات من تداعيات صراع واقتتال أهلي ليس لهم فيه لا ناقة ولا جمل، الأبناء تتقاذفهم أمواج الغربة، من عمل شاق إلى أوضاع أمنية مضطربة، قرروا الهروب فعلقوا، التزموا منازلهم فخطفوا، تخاذل مسؤولو الخارجية فذبحوا. شكروا داعش على إرسال أبنائهم وأخوتهم للسماء، بل ومستعدون لأن يقتلوا ويلحقوا بهم، أهالي الشباب الذين نحروا على يد داعش يعرفون جيدًا أن الكتاب المقدس يقول، ''لا تقاوموا الشرير، بل من لطمك على خدك الأيمن، فأعرض له الآخر. ومن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك فاترك له رداءك أيضاً ومن سخرك أن تسير معه ميلاً واحداً فسر معه ميلين (متى 5 :37 -41)''، فهل من المعقول أن شيخًا طاعنا في السن مهما كان متدينًا، يُنحر ابنه أمامه فيقدم الآخر للذبح؟ الأهالي يؤكدون أنهم كانوا لا يعرفون ماهية اسم ''داعش'' من الأساس إلا بعد ضلوع الأخيرين في اختطاف 21 شابًا قبطيًا ومن ثم نحرهم، وعند سؤال بعضهم ''ماذا تعرف عن داعش''، إجابتهم لا تختلف كثيرًا عن بعضها، ف''صبحي غطاس'' خال أحد الضحايا، يحاول أن يتجاوز عظم مصابه ويستجمع ما يعرفه عمن قتلوا الشباب فيقول ''داعش إرهاب، ناس ليس لديها دين ولا ملة، لا هما مسلمين ولا مسيحيين ولا أي حاجة خالص، واللي بيعملوه دا ميرضيش ربنا''. ''بديوي'' شقيق الشهيد تواضروس يوسف، هكذا عرف نفسه هذا الرجل الأربعيني، الهدوء والوقار يطلان من ملامحه ونبرة صوته ولكنته الصعيدية، يصف داعش بأنهم ''ناس معندهمش دين ولا إنسانية ولا هما بني آدمين ولا أي حاجة''. بديوي يرى أن ذوي الدين لا يمكن أن تمتد سكاكينهم لذبح الأبرياء، ويؤكد أنه إذا ما تعامل مع كائن ضار -حشرة مثلا- لا يحاول إيذاءه، ''فما بالك بالإنسان، هما ناس معندهاش دين ولا يمتوا للإسلام بصلة لأن احنا عارفين اخواتنا المسلمين، طول عمرنا عايشين مع بعض ايه اللي اتغير يعني، دول ناس ليهم أفكار غريبة بعيد عن الديانات''. شقيق أحد الضحايا: داعش غير منتمين لأي دين لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا صموئيل سامي، ابن عم يوسف شكري، شاب عشريني ملامحه توحي بأنه شاب قوي، تلك القوة التي يهبها الله لأناس لا يمكن أن يؤذوا بها غيرهم، صموئيل أكد أنه لو وقع في يديه أحد المنتمين لداعش، سيطلب منه أن يلحقه بأقاربه وأصدقائه الذين نحروا منذ أيام، ''سأقول له الله يسامحك، خليت الناس تروح السما، بقوله مرحبًا بالموت في أي وقت دول مش بس 21 شاب دا أقباط بالملايين تود انها تستشهد''. رسالة غريبة من ابن عم الشهيد يوسف شكري لداعش لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا فرحات، رجل مسلم من جيران ضحايا داعش، ودع ابنه الكبير الذاهب لتأدية خدمته العسكرية، ليساعد بما يستطع فعله من أجل تعزية ومساعدة جيرانه، حين سئل عن داعش لم يتردد في القول إن عناصر داعش هم الأعتى إجرامًا في العالم، ومن أجل أسباب تافهة، متسائلًا: ''كيف تقتل شبابًا أبرياء من أجل كاميليا ووفاء؟ تتحرق الأولى على الثانية'' -بحسب قوله. ''فرحات أحد جيران ضحايا داعش: تتحرق وفاء على كاميليا لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا شاب منياوي: داعش ممكن يكون ليهم علاقة بالإخوان لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا كانت من أكثر أهل القرية مصابًا، فالسيدة الثلاثينية أميرة فقدت شقيقيها بيشوي وصموئيل، تؤكد أن الأول كان ملازمًا لها في كل مراحل حياتهما، لعبا سويًا صغارًا وذهبا للمدرسة، إلا أن سكين داعش قطعت ذلك الوصل وأرسلته بجوار أخيه للسماء. ''معندهمش لا دين ولا رحمة''، هكذا تصف أميرة عناصر داعش، لا يمكنها السيطرة على انفعالها فتضيف: ''نفسي أعرف بيعبدوا ايه دول، انهي دين بيقول اقتل واخطف واعمل الحاجات دي مشوفتش دين بيقول اعمل كده خالص، لا دين إسلامي ولا دين مسيحي ولا حتى يهودي''. تصل أميرة لقمة انفعالها وحنقها على من قتلوا اخوتها -فليس في يديها سبيل إلا الحنق- تصفهم بأنهم ''جبناء لأنهم كانوا ملثمين''، وبنبرة حادة توجه تحدي لداعش بقولها: ''هما لو شجعان كانوا عروا وشهم لكن للأسف هما جبنا''. شقيقة أحد الضحايا: داعش جبناء لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا