قالت الأممالمتحدة إن مئات الآلاف من النازحين العراقيين المتأثرين بالصراع في حاجة ماسة للمساعدات المنقذة للحياة هذا الشتاء بسبب الأمطار الغزيرة وتراجع درجات الحرارة في مختلف أنحاء المنطقة. فمن بين أكثر من مليوني نازح، وجد ما يقرب من ثلثهم المأوى في أماكن دون المستوى بما في ذلك المباني المهجورة والغير مكتملة وكذلك المباني العامة كالمدارس والمساجد والمستوطنات غير الرسمية، في حين أن ما يقرب من 200 ألف نازح يعيشون في المخيمات. ''الخيام لدينا شديدة البرودة في الليل وأنا قلقة على أطفالي.. نحن بحاجة للمساعدة''، تقول غزال شيبوشيفان البالغة من العمر 30 عامًا و هي أم لأربعة أطفال تُقيم في مخيم ايسان للنازحين في محافظة نينوى العراقية. عدم وجود مأوى مناسب للنازحين في أنحاء العراق يعد مصدر قلق بالغ هذا الشتاء لاسيما في إقليم كردستان حيث يقيم ما يقرب من نصف عدد النازحين و حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وقفاً لتقارير العاملين في الإغاثة. تقدر الأممالمتحدة عدد النازحين العراقيين المحتاجين لمساعدات فورية و ترتيبات للمأوى هذا الشتاء بحوالي 800 ألف؛ حيث يحتاج النازحون للخيام والغذاء والكيروسين والبطانيات والملابس الدافئة لاسيما في محافظة دهوك حيث يقيم ما يقرب من 500 ألف من النازحين. الاستعداد لفصل الشتاء بينما بدأت الاستعدادات لفصل الشتاء في يونيو الماضي، أجبرت الزيادة المضطردة في اعداد النازحين خلال الشهور الأخيرة وكالات الإغاثة إلى مضاعفة جهودهم، وفي بداية شهر يوليو أعلنت المملكة العربية السعودية عن منحة استثنائية للأمم المتحدة بقيمة 500 مليون دولار لتقديم المساعدات الإنسانية لشعب العراق. وبفضل هذا الدعم تمكنت وكالات الأممالمتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي و المفوضية العليا للاجئين واليونيسف من العمل جنبًا إلى جنب مع المنظمات الأهلية والمحلية والعالمية لتقديم مساعدات إغاثية مثل الغذاء و المأوى والأدوية، بما في ذلك بنود الوقاية من برد الشتاء. وقد تم تقديم هذه المساهمة بدعم من المملكة العربية السعودية. ولكن على الرغم من هذه الجهود، هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. حتى الآن تلقت المفوضية العليا للاجئين تمويلاً بقيمة 71.8 مليون دولار من أصل 124.5 مليون دولار و هي مقدار ما تحتاجه المفوضية لتمويل ميزانية خطة فصل الشتاء، في الوقت الذي يتوقع أن تتفاقم الحاجة للمساعدات الغذائية المقدمة ل 2.8 مليون شخص بما في ذلك النازحين والمجتمعات المضيفة و غيرهم من الفئات الضعيفة. ''ما لم نتلق 12.2 مليون دولار قبيل مارس، فإن هناك 500 ألف شخص قد يعانوا من خطر فقدان القسائم الغذائية'' يقول جان بيرس، الممثل الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، والذي يعمل على توفير مساعدات غذائية ل 1.6 مليون عراقي هذا الشهر. وفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، يحتاج المجتمع الإنساني ما يقرب من 1.5 مليار دولار أمريكي لتوفير الحماية والمساعدات الإنسانية ل 5.2 مليون من العراقيين في جميع انحاء البلاد خلال عام 2015 بما في ذلك مساعدات الشتاء وذلك في إطار خطة الاستجابة الاستراتيجية المعدلة والتي تم تمويل 34 في المئة منها حتى الآن