شارك الآلاف اليوم الاثنين في أول مظاهرة تنظمها حركة "بيجيدا" المناهضة لأسلمة الغرب في عام 2015 بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا في ظل معارضة قوية للحركة. ولم تستطع الشرطة حتى الآن تقديم احصاء تقديري لعدد المشاركين في المظاهرة ، وهي الأخيرة في سلسلة من المظاهرات الأسبوعية المعارضة للمهاجرين والتي أثارت قلق الأحزاب الرئيسية في ألمانيا. وقبل خروج مظاهرة بيجيدا في دريسدن ، احتشد عدة مئات من تحالف "دريسدن من أجل الجميع" الذي يدعو إلى الحوار مع أنصار بيجيدا. واطفأت شركة فولكسفاجون الألمانية للسيارات الإضاءة في مصنعها بدريسدن احتجاجا على مظاهرة بيجيدا وأصدرت بيانا جاء فيه : "إن فولكسفاجون تؤيد مجتمع مفتوح وحر وديمقراطي". وشارك نحو 17500 شخص في مظاهرة للحركة التي يعني اختصارها "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" قبيل الاحتفالات بعيد الميلاد (الكريسماس)، وهو أعلى نسبة مشاركة تشهدها مظاهرات بيجيدا حتى الآن. وتحتج الحركة على ما تزعمه من اغتراب للمجتمع بسبب تواجد اللاجئين. وتعتزم فروع للحركة تنظيم مظاهرات في برلين وكولونيا اليوم. وفي المقابل يعتزم مناهضون لحركة "بيجيدا" تنظيم مظاهرات مضادة في دريسدن وبرلين وكولونيا وشتوتجارت. وتدعو المظاهرات المضادة إلى نبذ العنصرية ومعاداة الأجانب وتطالب بمجتمع مفتوح على العالم ومتسامح في ألمانيا. وتعتزم كاتدرائية كولونيا، إحدى أهم معالم المدينة، إطفاء إضاءتها الخارجية خلال الفترة التي ستقيم فيها حركة "بيجيدا" مظاهرتها اليوم، تعبيرا عن احتجاجها على الحركة. تجدر الإشارة إلى أن الخبراء يحسبون عناصر من منظمي الحركة ومتظاهريها على التيار اليميني المتطرف. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيجيدا"، واصفة القائمين على تلك المظاهرات بأن قلوبهم "ممتلئة بالبرودة والكراهية". وقالت ميركل "دعوني أقول لكل من يشاركون في مثل هذه المظاهرات : لا تستجيبوا لدعوتهم لأن معظم ما يحملونه في قلوبهم هو التحامل والبرودة بل والكراهية".