يشهد مستشفى اليوم الواحد بقرية عرب الزينة، التابعة لمركز سمالوط بمحافظه المنيا، إقبالا كثيفا للمرضى المصابين بفيروس "سي" بعد تسجيل رغباتهم على موقع وزارة الصحة للعلاج بعقار "سوفالدي"، حيث تنشر "ولاد البلد" مراحل وخطوات العلاج بالعقار الجديد، وكيفية التسجيل للمرضى. يقول إسلام زين العابدين، المدير الإداري والمالي لوحدة تليف الكبد بمستشفى اليوم الواحد بمركز سمالوط، إن المريض يقوم بالتسجيل على الموقع الخاص باللجنة القومية وبعد 24 ساعة، يتم تحديد الموعد للمريض، حيث يحدد له في الزيارة الأولى التحاليل المناسبة لحالته، وفي الزيارة الثانية يتم جمع أوراقه وتعقد لجنة ثلاثية لفرزها، ثم يتم إرسال الورق إلى اللجنة المركزية وهي التي تقرر صرف العلاج من عدمه، بحسب الحالات شديدة الاحتياج. ويضيف زين العابدين أن المريض يحضر لصرف العلاج من الصيدلية بعد صدور قرار العلاج، حيث يتم صرف علبة كبسولات شهريا للمريض مدون عليها اسمه، مشيرا إلى أنه لابد من تسليم العبوة القديمة في الشهر التالي حتي يستطيع المريض صرف الجديدة لضمان عدم بيعها، نظرا لارتفاع سعر الكسبولة والتي تصل إلى ألف دولار. ويتابع: "في حالة فقد العبوة هناك إجراءات معقدة بعض الشئ، حيث يحضر المريض روشتة صرف العلاج، ويوقع عليها الطبيب المعالج والمدير الطبي للوحده، ويقوم المريض بعمل تحليل "بي سي آر" في المعامل المركزية بأسيوط أو القاهرة أو الإسكندرية، وبعدها يتوجه للجنة القومية التي تحدد استكمال صرفه للدواء أو توقفه". ويشير المدير الإداري والمالي لوحدة تليف الكبد بمستشفى اليوم الواحد بمركز سمالوط، إلي أنه يتم يوميا إبلاغ اللجنة بأعداد المرضي المتغيبين عن يوم الحجز الخاص بهم، حيث يتم على الفور إلغاء الحجز الخاص بهم حتى يتمكن من الحجز مرة أخرى خلال أسبوع من تاريخ أول حجز له، ولا يجوز استقباله في أي يوم غير موعده. ويوضح زين العابدين أن موقع اللجنة يحقق العدالة لجميع المرضى دون تدخل أي مسؤول أيا كان، كما أن الموقع مستمر حتي يوليو 2015. من جانبه، يقول الدكتور وسام منيسي، أخصائي جهاز هضمي وكبد بمستشفي سمالوط، إن علاج سوفالدي عبارة عن كورسين ثلاثي وثنائي، الثلاثي عبارة عن حقنة انترفيرون وتعطى كل أسبوع، وعقار الريبافرين يعطى من 5 إلى 6 مرات يوميا، بالإضافة إلى العلاج الجديد سوفالدي الذي يعطى كبسول يوميا لمدة 3 أشهر. ويضيف أنه بالنسبة للثنائي فهو عبارة عن كبسول سوفالدي يوميا، وريبافرين يعطى من 5 إلى 6 مرات يوميا، ويحدد ذلك بحسب درجة المرض ومرحلته، مشيرا إلى أن عقار سوفالدي ليس له أي آثار جانبية، وإن وجدت فهي محدودة بعكس العلاج القديم الذي تظهر أعراضه على صورة انفلونزا وأنيميا في الدم ونسبه نجاحه 50% فقط. ويضيف الدكتور أحمد أمين إن المستهدفين من عقار "سوفالدي" هم أصحاب المرحله الثالثة والرابعة من المرض، ولا توجد دراسات علمية كافية لمن هم تحت سن ال18 عاما، فهم مستمرون في العلاج القديم لأنه يعالج من 18 إلى 70 عاما، خاصة وأن المرضى تحت السن تكون فرصة الشفاء لهم أقوى لأن الجسم في نمو مستمر وصعب جدا وجود طفل وصل للمرحله الثالثة أو الرابعة، والوحدة لا يوجد بها علاج تحت السن، حيث يتلقون العلاج في المركز الوحيد بالصعيد في أسيوط أو مستشفي أبو الريش في القاهره لعدم توافر الإمكانيات اللازمة بذلك في سمالوط. ويضيف هاني محمد غريب، أخصائي وحدة الكبد، أن المستشفي يستقبل 150 حالة يوميا، حيث تم استقبال الحالات من يوم 22 سبتمبر الماضي، مضيفا أنه منذ افتتاح وحدة علاج الكبد بالمركز في ديسمبر من عام 2008 قدرت نسبة النتائج الإيجابية ب63%، ويحضر إلينا 3 أنواع من المرضي، مرضي يتعالجون علي نفقة الدولة ومرضى يعالجون على نفقة التأمين الصحي، ومن يتعالج على حسابه الشخصي. ويشير الدكتور أحمد ممدوح إلى الأسباب الرئيسية في انتشار ذلك الفيروس، وهي محلات الحلاقة وأطباء النساء والجراحة وعيادات الأسنان لعدم الاهتمام بتعقيم الأدوات فيها، مضيفا أن فاعلية السوفالدي تصل إلي90% وفي خلال السنوات المقبلة سيتم القضاء تماما على فيروس "سي". وفي السياق نفسه، تعرب تريزا جرجس، ربة منزل، عن فرحتها بتوافر العقار، قائلة: "معاناتي كانت عند أخذ عينة من الكبد، لكن حاليا الأشعه الفيروسكان أصبحت سهلة مثلها مثل الأشعة العادية، كما أن الدواء يؤخذ عن طريق الفم ويخلصنا من عناء الحقن". ويؤكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة خلال مؤتمر صحفي، أن السعر الذي تم إقراره مخصص للبيع بالصيدليات، حيث يصل إلى 14 ألف جنيه شهريا، في حين أنه متوفر في مراكز وزارة الصحة بسعر 300 دولار للعلبة شهريا، وهو ما يعادل 2200 جنيه فقط، رغم أن ثمنها في أمريكا 28 ألف دولار في الشهر، وبذلك تصبح تكلفة العلاج التي قد تمتد لتصل إلى 6 أشهر في بعض الحالات إلى حوالي 13 ألف جنيه مصري بدلا من 168 ألف دولار وهو سعر العلاج الحالي في أمريكا، بما يعادل أكثر من مليون جنيه مصري، لافتا إلى أن مصر حصلت على العلاج بما يمثل 1٪ من السعر العالمي. وبحسب الأطباء، فإنه من المتوقع علاج 60 ألف حالة في أول 3 أشهر، كما أن الدواء من إنتاج شركة جلياد الأمريكية وصلاحيته تقدر بعامين من تاريخ الإنتاج. يذكر أن مكتشف العقار هو البروفيسور ريموند اسكنازي، إيطالي الجنسية، من أصل مصري، وهو مؤسس شركة "فارماسيت" التي طورت عقار "سوفالدي" وباعته إلى شركة جيلياد ساينس ب 11 مليار دولار.