كيف ينجو ريال مدريد؟.. (تحليل)

يخسر الميرينجي ثلاث من آخر خمس مباريات، اثنتين ضد أتليتكو مدريد وثالثة أمام ريال سوسيداد في الليجا وفي كأس السوبر الإسباني، في الوقت الذي ترحل ركيزتان أساسيتان عن الفريق، الأرجنتيني أنخل دي ماريا المنتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد، والإسباني تشابي ألونسو المنتقل إلى بايرن ميونخ، كرستيانو رونالدو يوجه انتقادات مستترة وواضحة في نفس الوقت لإدارة الريال بشأن التفريط في دي ماريا وألونسو، يخرج سيرجيو راموس لانتقاد تصريحات زميله رونالدو ويؤكد على ضرورة أن يثق اللاعبون والجماهير في قرارات إدارة ناديهم، أخطاء دفاعية كارثية، أهداف يتلقاها البلانكوس بمجرد عبور الفريق المنافس منتصف الملعب، أداء غير مقنع للكولومبي خاميس رودريجز، وفجوة واضحة في منتصف الملعب جراء رحيل ألونسو، شكوك حول مستوى الحارس الأساسي كاسياس من ناحية، ومخاوف بشأن صلابة الدفاع من ناحية أخرى، وعدم اقتناع بأداء المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة خلال الفترة الأخيرة، البديل لم يرق لطموحات المدريديستا الذين انتظروا قدوم الكولومبي راداميل فالكاو أو الأوروجواياني لويس سواريز أو ألفارو نيجريدو على الأقل عاما كاملا، ولم تنجح الإدارة في التعاقد مع أحدهم، إنها عدة أحداث ودلائل قاطعة تؤكد أن ريال مدريد لن يجني سوى سخط جماهيره هذا الموسم.
لكن الحقيقة أن كل ما سبق لا يشي بأن موسما سيئا في انتظار عشاق الميرنجي، خمس مباريات ليست كافية للحكم على فريق كان ينافس حتى مايو الماضي على الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، ثم التحم بهم كأس العالم، الذي شارك به 13 لاعبا أساسيا من ريال مدريد مع 7 منتخبات مختلفة، هم كاسياس وألونسو وراموس ومارسيلو ومودريتش ورونالدو وبيبي وكوينتراو وكريم بنزيمة ورفاييل فاران وسامي خضيرة وتوني كروس وخاميس رودريجز.
ربما يفسر كل هذا الانطلاقة السيئة للفريق، لكن مجموعة من القرارات والخطوات على البلانكوس اتخاذها حتى لا يسقط العاصمي، بعد موسم رائع توج فيه بالكأس وبدوري أبطال أوروبا وقدم أداءً ممتعا.
1 – مهام دفاعية واضحة لكروس
في التشكيلة التي بدت أساسية وأن أنشيلوتي سيعتمد عليها طوال الموسم، لاعبا ارتكاز هما مودريتش وكروس وصانع ألعاب هو رودريجز أو إيسكو، في المباريات الأخيرة بدا منتصف الملعب فارغا لأن مودريتش وكروس كلاهما يجيد اللعب للأمام، يجيدا نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم وبناء الهجمات ومساندة الأجنحة، لدى كل منهما نزعة هجومية لا إرادية، ويعانيان مشكلة واضحة في الالتزام بالواجبات الدفاعية كالتزام تشابي ألونسو أو حتى أسيير إياراميندي، هذا الفراغ كلف الريال هزائمه الأخيرة، ولم يظهر في مباراة بازل لتواضع مستوى الفريق السويسري. وبما أن مودريتش يلعب دورا هاما في صناعة معظم هجمات الريال، بل صناعة عدد كبير من الأهداف، فإنه يتعين على أنشيلوتي إلزام كروس بمهام دفاعية أكثر وضوحا وصرامة.
2- لاعب مقاتل في منتصف الملعب
مودريتش وكروس نجمان، كلاهما يلعب بشخصية النجم صاحب النزعة الهجومية والتمريرات المتقنة، بينما يحتاج الريال إلى لاعب مقاتل في منتصف الملعب يجيد ''المرمطة''، لاعب لا يتقدم كثيرا، بل يبقى معظم ال90 دقيقة في منتصف ملعب فريقه يستخلص الكرة ويصارع من أجلها، ويبذل مجهودا بدنيا خارقا، مثل ''جاتوزو'' في ميلان، لاعب يعشق الالتحام واللعب بقوة واندفاع وعنف إذا استلزم الأمر.
3 – مهاجم قوي في يناير المقبل
تشيتشاريتو الوافد في الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي من قلعة أولدترافورد، ليس المهاجم الذي ينتظره محبو الريال، يعرف الجميع أن فلورينتينو بيريز أتى به كي لا يتعرض لسخط الجماهير التي أرادت مهاجما يعيد إلى الأذهان أمجاد راؤول جونزاليس كماكينة أهداف لا يصيبها عطب، حتى أن الإدارة لم تفتح الباب أمام الجماهير لحضور تقديم اللاعب في سانتياجو برنابيو خشية الهجوم عليه أو على شخص بيريز.
المكسيكي الشاب لم يلعب مع الفريق سوى دقائق معدودة ولم يشارك بالقدر الكافي للحكم عليه، لكن الأكيد أن تشيتشاريتو ليس دييجو كوستا، ليس لويس سواريز، وبالطبع ليس راداميل فالكاو. ريال مدريد يحتاج مهاجما بقوة هؤلاء حتى يشعر كريم بنزيمة بخطر الجلوس احتياطيا والطرد من جنة التشكيلة الأساسية، أو أن يصل الأمر إلى الطرد الفعلي وليس مجرد الشعور.
4 – مدافع يزاحم بيبي وراموس
قلبا الدفاع يؤديان أداءً متذبذبا، يتألقان أحيانا ويرتكبان كوارث تكلف الفريق أهدافا لا يمكن تعويضها في أحيان أخرى، البديل رافييل فاران أمامه الكثير حتى يصبح الاعتماد عليه مطمئنا، خصوصا بعد لمسته الأولى للكرة في مباراة بازل السهلة، لذا يحتاج الريال مدافعا صلبا كفيرناندو هييرو وميشيل سالجادو.
5- أين يلعب خاميس؟
صانع ألعاب، جناح أيمن، جناح أيسر، مهاجم صريح، على أنشيلتوتي إهمال الصورة المسبقة عن خاميس رودريجز وإشراكه في أكثر من مركز، والاستقرار على المركز الأفضل، كإعادة اكتشاف دي ماريا في منتصف الملعب، خلال النصف الثاني من الموسم الماضي.
انطلاقة ريال مدريد لهذا الموسم سيئة، لكن الوقت لايزال مبكرا للحكم والتشكيك في قدرة الفريق على حصد الألقاب.