ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    «الصحة» تبدأ تقييم أداء القيادات الصحية بالمحافظات استعدادًا لحركة يوليو السنوية    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    الدفاعات الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي إسرائيلي وتسقط مسيرتين جنوب طهران    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    الجبهة الداخلية الإسرائيلية: على الإسرائيليين البقاء بالقرب من الملاجئ    باريس يستهل مشواره في مونديال الأندية برباعية في أتليتكو مدريد    انخفاض درجات الحرارة والعظمى في القاهرة 34    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    نوير يعادل إنجاز الشناوي التاريخي في كأس العالم للأندية    إيران تعلن اعتقال عملاء للموساد وضبط كميات كبيرة من المتفجرات    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بعد وفاة شقيقها نور الدين    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    الرئيس الإماراتي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء بريطانيا التطورات في الشرق الأوسط    إعلام إيراني: صاروخ يسقط على مطار بن جوريون في تل أبيب    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    باريس سان جيرمان يجتاز عقبة أتلتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    القنوات الناقلة لمباراة السعودية وهايتي مباشر اليوم في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025    عادل مصطفى: الأهلى قدم أفضل شوط له من 10 سنوات وفقدان التركيز سبب التراجع    هيمنة باريسية.. سان جيرمان يضرب أتلتيكو برباعية في كأس العالم للأندية    مروة عيد عبد الملك تحتفي بتسجيل 1000 هدف مع نيس    مدرب بوكا جونيورز: علينا معرفة قيمة أنفسنا أمام بنفيكا    سعر الذهب اليوم الإثنين 16 يونيو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    اعرف نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة الإسكندرية بالاسم ورقم الجلوس    فاجعة في الصف، انتشال 4 جثث ومصابين من أسفل أنقاض مصنع طوب منهار بالجيزة    مصدر: ارتفاع ضحايا حادث مصنع الصف ل4 وفيات ومصابين    مصدر: إصابة رئيس ومعاون مباحث أطفيح و5 شرطيين وسائق في مداهمة أمنية    "التموين" تسمح للمصطافين بصرف الخبز المدعم بالمحافظات الساحلية حتى 15 سبتمبر    أحمد موسى: «إسرائيل تحترق والقبة الحديدية تحولت إلى خردة»    عرض «صورة الكوكب» و«الطينة» في الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    أحمد سعد يبدأ صيف غنائي حافل من الساحل.. ويحتفل مع طلاب الجامعة الأمريكية    ظهور مختلف ل كريم فهمي في «220 يوم».. والعرض قريبًا    عبير الشرقاوي: والدي كان حقاني ومش بيجامل حد    الهجوم الإيراني يفضح ديمقراطية إسرائيل.. الملاجئ فقط لكبار السياسيين.. فيديو    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    أسباب الوزن الزائد رغم اتباع نظام الريجيم    لميس الحديدي: كرة اللهب تتناوب بين تل أبيب وطهران.. ولا نهاية قريبة للحرب    شباب القلب.. 4 أبراج تتمتع بروح الطفولة    أمين الفتوى يوضح حكم الزيادة في البيع بالتقسيط.. ربا أم ربح مشروع؟    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوجيهات رئاسية جديدة تتصدر نشاط السيسي اليوم    التعليم: تدريب مجاني لمعلمي الإنجليزية بالتنسيق مع السفارة الأمريكية -(مستند)    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وإلقاء جثته بمقابر أسوان    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا ل رئيس الوزراء (تفاصيل)    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    أولياء أمور طلاب الثانوية العامة يرافقون أبنائهم.. وتشديد أمنى لتأمين اللجان بالجيزة    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظ أسيوط: اعتبر نفسي ابنًا لهذه المحافظة لأنها تحمل في قلبى حب لا ينقطع
نشر في مصراوي يوم 10 - 09 - 2014


* تصوير – أحمد دريم
* يلقبونه بمحافظ المهام الصعبة، واللحظات الحرجة، تقلد مهام منصبه عقب أحداث ثورة 25 يناير، وتحديدًا في شهر إبريل 2011.. لم يسعفه الحظ لأن يستكمل خططه التي رسمها في مجالي التنمية والاستثمار، وترك موقعه بعد أن تم تغيير حكومة الدكتور عصام شرف، إلا أنه مالبث وأن عاد مرة أخري إلي المحافظة بعد ثورة 30 يونيو التي قادها الشعب وحماها الجيش، وكأن لسان حاله يقول "أنا محافظ الثورات".. إنه اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، الذي يحمل بين طيات قلبه حبًا جارفًا لهذه المحافظة، كان ذلك الحب سببًا في عودته مرة أخري لاستكمال مشواره لنهضة هذه المحافظة العريقة التي يعتبر نفسه ابنًا لها، ويتمني وضعها علي الخريطة التنموية والسياحية في عهده، وبالشكل الذي يليق بها في المستقبل.. "ولاد البلد" غاصت في مكنون شخصية اللواء إبراهيم حماد، لاستخراج بعض الإجابات التي تشغل بال المواطن الأسيوطي وكان لها الحوار الآتي معه...
* *بداية ماذا تمثل لسيادتكم محافظة أسيوط؟
* - أولاً أنا اعتبر نفسي ابنا لهذه المحافظة، حيث جئت إلىها في أغسطس 2009، وعملت مساعدا لوزير الداخلية لمنطقة شمال ووسط الصعيد، وانطلقت من أسيوط لأنها كانت البداية بالنسبة لي في تقلد مناصب أخرى، حيث خرجت منها لأتولي منصب مساعد وزير الداخلية للتخطيط، وبعدها مساعد وزير الداخلية لمنطقتي غرب ووسط الدلتا ثم مساعد الوزير لقطاع الإعلام، ثم محافظا لأسيوط في أبريل 2011، وعدت مرة أخري محافظا لأسيوط في أغسطس 2013، لأني أحب هذه المحافظة فهي تحمل في قلبي دلالات ومعانٍ كبيرة وحب لا ينقطع.
*من وجهة نظر سيادتكم.. 30 يونيو انتفاضة أم ثورة؟
* - بلا شك أن 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصري، فالشعب سنة 1952 ساند حركة الجيش والتي ترجمت بعد ذلك في ثورة، ولكن في 2011 و2013 الشعب قام بثورتين، وقام بعزل نظامين وتغيير الوضع السياسي، وخلال هذه السنوات طرأت متغيرات جديدة بالنسبة لمفاهيم الديمقراطية والحريات لم تكن موجودة في مصر ولا المنطقة بأكملها.
*ما تقييمكم لما شهدته مصر من أحداث بعد 30 يونيو؟
* - الأحداث التي شهدتها مصر بصفة عامة بعد 3 يوليو ونزول نحو 30 مليون مصري إلى الشارع كان يحمل دلالة واضحة للرفض الشعبي لحكم الإخوان، الأمر الذي أدي بدوره إلي استجابة القوات المسلحة لمطالب الجماهير لأن ذلك واجبهم تجاه شعبهم الأبي الأصيل.. يأتي ذلك في الوقت الذي تساءل فيه الجانب الآخر لماذا تدخل الجيش المصري مع الشعب ضدهم، ولكن الإجابة علي هذا التساؤل بسيطة لأنه لو لم يتدخل الجيش مع الشعب لكنا دخلنا في نفق الحرب الأهلية، وكل الانتقادات التي توجه إلى الجيش فارغة من مضمونها والدولة المصرية بعد الثورة أصبحت فيها حريات فكرية واعتصامات ومسيرات، ولكن بشرط أن تكون سلمية، وبدأت بالفعل الاعتصامات بميداني رابعة العدوية والنهضة، واعتقدت الدولة أنها سلمية ولكن للأسف ما حدث كان عكس ذلك تماما ووجدنا أن الاعتصامات تحوي عناصر مسلحة وقيادات هذه الاعتصامات يحرضون على الإرهاب والاعتداء وحمل السلاح في مواجهة المجتمع والدولة، وامتدت ردود أفعال هؤلاء حتى أنها وصلت إلى المحافظات وخرج على إثر ذلك من ينتمون إلي التيارات الإسلامية في مظاهرات للأسف انقلبت إلى أعمال عنف وإرهاب واستغلها بعض البلطجية والمسجلين خطر في الاعتداء على مراكز وأقسام الشرطة وكل مؤسسات الدولة بشكل كان يجب فيه على الدولة اتخاذ موقف واضح لتأكد قدرتها على مواجهة هذه الاعتداءات، لأن هذا الأمر لو تفاقم أو تطور كنا قد دخلنا في موجة إرهابية جديدة - مثلما حدث في التسعينيات - ونحن كدولة لا يمكن أن نسمح بموجة إرهابية جديدة تهدد أمن مصر لأن الدولة المصرية قادرة علي تحقيق الاستقرار كما أنها راسخة الجذور.
*من وجهة نظركم بكم تقدر نسبة نجاح الدولة في فض اعتصامي رابعة والنهضة دون تحقيق خسائر على الأرض بشكل كبير؟
* - الدولة نجحت بنسبة كبيرة في ذلك، فهناك اعتصامات كثيرة على المستوى الدولي يحدث فيها صدامات بين الأمن والمعتصمين، وفي حالة قيام المعتصمين بعمليات إتلاف أو شغب ينتج عن ذلك قتلى ومصابين، وفي مصر كنا في حالة خاصة، حيث كانت هذه الاعتصامات مسلحة، وبذلك تحولت إلى الشكل العصابي والإجرامي وبالتالي التعامل معها في النهاية سوف يسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والمصابين، لأن المعتصمين أنفسهم الذين يحملون السلاح ليس لديهم الدراية الكافية والتدريب الكافي علي استخدام السلاح في أوساط المحيطين بهم من نساء وأطفال، وسيتسبب ذلك في قيامهم بقتل المعتصمين معهم، ولكن المجندون في الشرطة والجيش يأخذون وقتا كبيرا في تدريبهم على استخدام السلاح وبصفة مستمرة، وما نتج من سقوط ضحايا في رابعة والنهضة من المؤكد أنه من قبل المعتصمين أنفسهم بسبب عدم تدريبهم على استخدام الأسلحة - كما أن الشرطة اتخذت أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المعتصمين - وهناك عقيدة أمنية في كلية الشرطة أن إطلاق النار على متظاهرين له حدود شروط وقواعد، ويكون آخر خيار وأنا طول خدمتي في الشرطة لم يأتِ لي تكليف بإطلاق النار على معتصمين، وكان أقصي ما نفعله هو إلقاء قنبلة الغاز لفض الاعتصام، ورغم سقوط قتلى في اعتصام رابعة العدوية، ولكن نجح الأمن في فض اعتصام النهضة دون خسائر تذكر إلا من قتيل واحد على الرغم من كميات الأسلحة التي ضبطت بالاعتصام في كلية الهندسة وغيرها، وأعمال القتل والجثث التي عثر عليها بالمنطقة علي يد أنصار الرئيس المعزول.
*ما حجم الخسائر التي تكبدتها المحافظة خلال الأحداث وما عدد المقبوض عليهم من أنصار المعزول؟
* - في أسيوط نتج عن الأحداث مصرع مدني أثناء مهاجمة مركز شرطة الغنايم وشرطيين بمركزي أبوتيج وساحل سليم، وإصابة 67 من بينهم 9 أفراد تابعين للشرطة و58 مدنيا واحتراق 13 سيارة منهم 5 سيارات خاصة بالمواطنين، وسيارة ملك المحافظة و7 سيارات تابعة شرطة، وقاموا باقتحام ومحاولة اقتحام 9 مقرات شرطية هي مقر الفرقة المركزية، ونقاط شرطة إبراهيم باشا، والخزان، وبني محمديات، ونجع سبع، والبربا بمركز صدفا، وبالنسبة للمؤسسات القضائية اقتحموا 4 أماكن، وقاموا بإشعال النيران فيها وهي نادي قضاة أسيوط ومحكمة ديروط ومحكمة الغنايم الجزئية ومحاولة اقتحام محكمة الاستئناف، وغلق عدد من طرق المحافظة، وقطع طريق السكة الحديد عند قرية صنبو بمركز ديروط، واقتحموا وأشعلوا النيران في 7 كنائس وهى كنيسة مار جرجس ومبنى المناسبات الملحق بها، وكنيسة نهضة القداسة، ومجمع الأودفنتست، ودار الكتاب المقدس، ومطرانية أسيوط للأقباط الأرثوذكس، وكنيسة مار يوحنا بمركز أبنوب، ومطرانية القوصية، وكنيسة الملاك، كما أشعلوا النيران في فندق إخناتون، ومجلسي مدينتي ساحل سليم والغنايم، وقاموا بسرقة الخزنة وخاتم الشعار وقدرت الخسائر بنحو 15 مليون جنية تقريبا.
- من وجهة نظري وبالرغم من الخسائر المذكورة سالفا، إلا أن الأمور في أسيوط كانت تحت السيطرة وليست بالحجم الكبير مقارنة بمحافظات أخري في الصعيد، واعتبر أن ماحدث إنجازا أمنيا، لأن الأمن استطاع أن يتعامل بخبرة أمنية وسياسية مع هذه العناصر المخربة، وأنا شخصيا عندما جئت إلى أسيوط يوم الخميس - عقب حلف اليمين - ذهبت مباشرة إلى مبنى مديرية الأمن، وتم عقد اجتماع بحضور القيادات الأمنية وعلى رأسهم اللواء أبوالقاسم أبوضيف، مدير الأمن، ورئيس فرع الأمن الوطني والأمن العام ومدير البحث الجنائي، بالإضافة إلى ممثلين عن الشرطة العسكرية والمنطقة الجنوبية العسكرية، ولا نستطيع أن نغفل هنا الدور الكبير للقوات المسلحة من دعم للشرطة بالمعدات والأجهزة والضباط لمساندتها في التصدي لأي أعمال العنف، وخرجنا من هذا الاجتماع برؤية معينة للتعامل الأمني على الأرض في إطار قواعد ضبط النفس والديمقراطية، وأكدنا على احترام حقوق الإنسان في حالة عمليات الضبط وحتى الآن في أسيوط لم يتم ضبط أي شخص إلا بإذن نيابة، ولم يتم استخدام قانون الطوارئ أو أي إجراءات استثنائية حتى الآن، ولن نستخدمها ونحن الآن كل يوم نتجه ناحية الاستقرار، وأتوقع خلال أيام في أن يعود الاستقرار إلي أسيوط بشكل كامل، وقد قمت بجولات على الأكمنة والمستشفيات والأسواق وسط المواطنين حتي يشعر المواطنون بعودة الحياة إلى طبيعتها في أسيوط دون أي قيود.
*اللواء إبراهيم حماد.. توليت مسئولية المحافظة عقب ثورة 25 يناير وعدت إليها مرة أخري عقب ثورة 30 يونيو بماذا تفسر ذلك؟
* - أنا محافظ الأزمات والثورات، وعندما جئت في المرة الأولى لأسيوط كنت أريد أن احتوي الشارع واحتوي كل القوى السياسية، ومستعد أيضا اليوم أيضا أن أتعامل مع جميع القوى السياسية، ونحن كدولة وحكومة ليس لدينا نية لإقصاء لأحد ولو جاءني إخواني أو أحد الجماعة الإسلامية ولم يمسك سلاحا أو يتورط في أعمال عنف ويده نظيفة من الدماء التي سالت، فأنا مستعد لاستقباله بكل رحابة، فهو مواطن مصري وأهلا بت وسهلا، ولا يوجد مشكلة بيننا، فكلنا مصريون بكل انتماءاتنا الفكرية، ولكن من حمل السلاح أو قام بالتحريض أو شارك أو ساعد في عمليات أسفرت عن نزيف لدماء المصريين سيطبق عليه القانون ولن نتصالح معه.
*محافظة أسيوط لها طبيعة خاصة، حيث تتمركز بها الجماعة الإسلامية ونسبة الأقباط مرتفعة، كيف تتعامل مع هذه الطبيعة الخاصة؟
* - هذا الأمر اشعر فيه بارتياح شديد لأنني أعرف طبيعة أسيوط جيدا، بسبب عملي بها من خلال الموقع الأمني، والتنوع الديني والثقافي الموجود في أسيوط لم يترجم أبدا بشكل يمثل وجود فوارق كبيرة بين المواطنين، وأسيوط معدلات حوادث الثأر بها كبير جدا مقارنة بمحافظات الصعيد، وكنت أرى ذلك بحكم موقع عملي كمساعد لوزير الداخلية لمنطقة شمال ووسط الصعيد، حيث كنت أقوم بعمل مقارنات بين المحافظات من الفيوم وحتى سوهاج، وكانت أسيوط أعلى المحافظات في حوادث الثأر، وبين هذه الحالات كانت تحدث خلافات بين مسلمين وأقباط ولكنها لم تأخذ البعد الطائفي، ولم تساهم هذه الخلافات في تفجير فتنة طائفية، إلا في حالات محدودة للغاية، وعندما توليت محافظا لأسيوط في 2011، وجدت أن العلاقات بين المسلمين والأقباط جيدة جدا، ولا أعتقد أن ما حدث خلال الفترة الماضية ساهم فى زيادة الفجوة بين المسلمين والأقباط ولكن على العكس من قام بحرق الكنائس كان يريد إشعال فتيل الفتنة بين المسلمين والأقباط، ولكن وجد فشلا ذريعا في تنفيذ مخططه.
*تردد أنه تم اختياركم محافظا لأسيوط لمعرفتكم القوية بقيادات الجماعة الإسلامية وما قمتم به من مبادرة لنبذ العنف في أواخر التسعينيات؟
* - ما قيل لي أن الأسايطة هم الذين طلبوا أن تتولى مسؤولية المحافظة، وأنا لا أستطيع أن أؤخر لهم طلبا، والأمر الثاني بالنسبة لمعرفتي القوية بالجماعة الإسلامية فأنا متوقع أن الأمور سوف تستقر، وسوف تكون هناك مصالحة كاملة والكثير منهم بدأ في مراجعة نفسه، وأعلم أن هناك قيادات من الإخوان والجماعة الإسلامية بدأت في مراجعة نفسها ولا أريد ذكر أسمائهم، حيث كانت الرؤية غير واضحة أمامهم، وأنا مُصر على خروج الجميع لإعلان نبذ العنف وإلقاء السلاح.
*هل يمكن التصالح مع رموز الإخوان من خلال مبادرة لنبذ العنف مثل التي قمت بها مع الجماعة الإسلامية في التسعينيات؟
* - أنا أترك هذا الأمر إلى رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ونحن نساهم بحكم موقعنا في المحاولة لذلك، وهم لديهم الرؤية الأشمل لطريق المصالحة.
* * *شهدت فترة المحافظ الإخواني السابق عملية تمكين لعناصر الجماعة في جميع المناصب وإقصاء للكفاءات، هل هناك عملية مراجعة لهذه التعيينات؟
* - لدي تصور وهو أنه من يتولى مواقع قيادية لابد وأن يكون علي كفاءة عالية في إدارة الأمور، ولا إقصاء للأكفاء حتي ولو كانوا من التيارات الإسلامية وهذا مبدأ الدولة لأن القانون هو الذي سيطبق على أي متجاوز، وسوف يكون هناك تغييرات في الفترة المقبلة للدفع بدماء جديدة في بعض المواقع، وأنا بصفة خاصة ينتابني شعور بالقلق حيال المسئول الذي يظل في موقعه لسنوات طويلة.
* *هل يمكن أن تعود الدولة الأمنية مرة أخري من خلال حملات اعتقال للإسلاميين كما حدث في التسعينات؟
* - لا عودة للدولة الأمنية التي تعتمد على الاعتقالات والاستبداد وإجهاض الحريات واليوم أصبح هذ المنهج هو العقيدة التي تدرس في كلية الشرطة، والدليل على ذلك موقف الضابط في ثورة 30 يونيو بعد اندماجهم مع الشعب، وهذا كان مهما للغاية لأن التلاحم ولّد نوعا من الوعي لدى الضباط بأن المتظاهر هذا شقيقه أو صديقه أو جاره، وأن فرض حالة الطوارئ جاء نتيجة للهلع والخوف الذي عبر عنه الفريق السيسي بدقة شديدة في خطاباته، والدليل على عدم عودة دولة الاعتقالات أن كل من ضبط خلال العمليات الأخيرة لم يطبق عليه قانون الطوارئ أو يعتقل بقرار إداري، وإنما كان بإذن من النيابة العامة.
* * *هل سيادتكم مع تصويت الشرطة والجيش في العملية الانتخابية أم تفضل عدم الزج بهما في السياسة؟
* - أنا أري شخصيا عدم الزج بقطاعي الشرطة أو القوات المسلحة في الأمور السياسية، وذلك لأسباب كثيرة، ولكن نحن في النهاية نحترم القانون، وهذا حكم قضائي لابد من احترامه لأن المحكمة الدستورية العليا لها رؤيتها وفقا للدستور.
*ما هو التكليف المباشر لك من رئيس الجمهورية عقب تعيينك محافظًا لأسيوط؟
* - تحقيق الأمن والاستقرار.. كان في مقدمة أولويات الرئاسة فضلا عن توفير السلع الأساسية والتموينية خاصة الاحتياجات اليومية للمواطنين، وهذا ما أقوم بمتابعته بصفة مستمرة، ونحن في أسيوط الموقف التمويني اعتبره جيد على الرغم من وجود أزمات في بعض السلع المربوطة على البطاقات التموينية، وجارٍ معالجتها مع وزير التموين، وخلال الفترة القادمة سوف يشعر المواطن بالتحسن، وأنا من وقت أن جئت إلى أسيوط أضع في تفكيري الكثير والكثير من مشاكل المواطنين، وسوف نفتتح في شهر أكتوبر مخبزين ضمن مشروع المخابز المليونية، واعتزم إقامة مخبز ثالث، وبذلك سوف نقضي على أزمات الخبز، وعقدت اجتماعات مع إدارة المرور لبحث تركيب كاميرات في شوارع مدينة أسيوط، بالإضافة إلى مناقشة أهم الأمور حول مشروعات المياه والصرف الصحي، وهناك معوقات كثيرة أمام هذه المشروعات، وعقدت اجتماعا مع المسئولين واستعرضنا كل الجوانب المتعلقة بمحطات المياه والصرف الصحي، وسنحاول أن نفض المشكلات بين الشركات المنفذة والمحافظة.
*محافظة أسيوط تحتل مرتبة متقدمة بين المحافظات الأكثر فقرًا.. هل هناك خطة للنهوض بها؟
* أسيوط محافظة كبيرة والوجه القبلي بوجه عام كان يعاني الإهمال في ظل حكم النظامين السابقين، ونظام مبارك نظر إليه في الأواخر, وأسيوط عانت من جميع الأزمات التي مرت بها مصر والأهم أن أسيوط ظلت أكثر من 10 سنوات في آواخر الثمانينات ونهاية التسعينات تحارب الإرهاب، وكان لذلك أثر كبير على المنظومة الاقتصادية بالمحافظة، وبالتالي نتج عنها ارتفاع معدلات البطالة، وتأخر التنمية، وهذا ترجم إلى ارتفاع معدلات الفقر، وظلت أسيوط لسنوات تعاني بسبب الإرهاب، ومن هنا نوجه رسالة إلى الأسايطة إننا لا نريد إعادة هذه السنوات من جديد ولن نسمح بعودة الإرهاب والعنف في أسيوط مرة أخري، ولدينا خريطة طريق اقتصادية واجتماعية واضحة قام بعملها مجلس الوزراء، ونتحرك في إطارها، ولدينا أيضا تصور للنهوض بالمناطق الصناعية.
*ما هي أهم أولوياتكم خلال الفترة المقبل؟
* - أهم أولوياتي توفير احتياجات المواطن، حتى لا يشعر بخلل في ما في احتياجاته، وعلي رأسها توفير السلع الأساسية والتموينية.
*في رأيكم كم من الوقت تحتاج مصر لاستعادة عافيتها؟
* مصر سوف تسترد عافيتها في وقت قريب جدا، وبشكل أكثر وضوحا في غضون شهور قليلة جدا، لأن إرادة شعبها في هذا الاتجاه موحدة.
*أخيرًا رسالة توجهها إلى شعب أسيوط؟
* - أقول لهم ابنكم معاكم وأنا ابن أسيوط، جئت لخدمة المحافظة، وتحقيق تطلعات الأسايطة وأتمني من الله التوفيق والسداد.

محافظ أسيوط في سطور
الاسم: إبراهيم حماد محمد حماد
تاريخ الميلاد: 27/1/1951
السن: 62 سنة
محل الميلاد: القاهرة
الحالة الاجتماعية: متزوج
المؤهلات التي حصل عيها: ليسانس الحقوق جامعة عين شمس 1973، ودبلوم العلوم الشرطية من كلية الشرطة عام 1973، وحاصل على الدورات التخصصية في أعمال البحث الجنائي والأمن العام
أهم المناصب التي تقلدها: مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون القانونية، ومساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد، ومساعد وزير الداخلية لمنطقتي شمال ووسط الصعيد، ومساعد وزير الداخلية لقطاع التخطيط والمتابعة، ومساعد وزير الداخلية لمنطقتي غرب ووسط الدلتا، ومساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات العامة، ومحافظ لأسيوط في أبريل 2011.
الآراء السياسية: لا أنتمي إلى أي تيار أو حزب سياسي بحكم عملي الأمني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.