أحد مواطني الدقهلية: «بقالي 48 سنة فلاح.. عمري ما سمعت عن "عيد الفلاح"»

"أنا عمري ما سمعت عن عيد الفلاح دا، ولا أعرف يوم 9/9 دة بيمثلنا إيه، بيقولوا عشان المحافظ قرر يعمل ندوة لحرق قش الرز في اليوم دا، فعشان كدا قالوا عيد الفلاح، هو فين الفلاح أصلا اللي في مصر عشان يبقاله عيد يحتفلوا بيه"
هكذا بدء عبد الناصر محمد عبد العزيز، البالغ من العمر 56 عامًا، حديثه مع مراسل "ولاد البلد" عند سؤاله عن "ماذا يمثل لك يوم 9/9 عيد الفلاح؟
ويستكمل عبد الناصر، الذي بدء مشواره في الزراعة في عمر 8 سنوات "أنا والدي طلعني من المدرسة وأنا في 3 إبتدائي، عشان أساعده في الأرض عشان أنا أكبر إخواتي، وعلمني الزراعة من صغري، وبقالي أهو 48 سنة فلاح وبزرع أرضي من جميع محاصيل "الذرة والقطن والبرسيم والفول والقمح".
ويضيف عبد الناصر "زمان الفلاح كان بيخاف أنه يبني على أرضه أي مباني، كأنه بيقطع جزء من جسمه ويتنازل عنه، أنا مثلا في بيت عيلة مكونة من 7 أفراد، وأنا الكبير فيهم، أتجوزت أنا وأخويا والعيلة بدأت تكبر والبيت مش بيسعنا كلنا، وعشان الدنيا غالية أوى لجأت للبنا على جزء من أرضنا عشان نقدر نعيش، أما دلوقتي الناس بتبنى عشان حاجات كتير، منها اللي مش قادر يشترى بيت وعايز يجوز ولاده ومايقدرش على سعر الشقق برة، ومنهم اللى أرضه بتخسر فى الزراعة، فقرر يبيعها مبانى يكسب فيها كتير، ومنهم اللي بيعملها ملاعب صناعية ويتاجرة فيها".
وعن المعوقات التي تقابله أثناء الزراعة، يقول عبد الناصر "أول حاجة بتقابل الفلاحين هي صرف الأسمدة من الجمعية الزراعية، دلوقتي فدان الأرض بيحتاج 5 أو 6 شكاير، الجمعية بتصرفنا 3 بسعر 76 جنيا، والباقى بنشترية إحنا من برة بسعر السوق السودة وبيوصل 200 و 250"، ويضيف "تاني مشكلة هي الري، من ساعة ما الجاز سعره زاد وأجرة جرار الري زادت 250 جنيا، ووصل سعر ري الفدان لموسم الزراعة 400 جنيه".
ويقول عبد الناصر إنه لا توجد رقابة في مصر نهائيا على صلاحية المبيدات الزراعية، فالمبيدات 90% منها فاسدة، بعضها يصدر من وزارة الزراعة، والأغلب مبيدات يتم تصنيعها "تحت بير السلم" ويقوم التجار بخلط الاتنين معا، ويزيدون عليهم "رمل"، ما يؤدي إلى تبوير الأرض والزرع، ويقلل من حصاد الأرض.
ويبرر عبد الناصر سبب هجرة الفلاح وأرضه وسفره للخارج قائلا "الفلاح بيخسر لما بيزرع أرضه، فمثلا لو أنا رحت أأجر أرض زراعية من صاحبها وهزرعها أرز، توصل تكلفة الموسم 3 شهور ب 3000 جنيه إيجار، بالإضافة أنى هدفع 500 جنيه كيماوي، و500 جنيه تقاوى، و3000 جنيه عمالة في الأرض، يبقى كدة أتكلفت 7000 جنيه، نشوف بقى الأرض جابت إيه، أقصى مكسب بتجيب 4 طن أرز، الطن التاجر بيشتريه مني ب 1700 جنيه، يعنى بعد 3 شهور كسبت 500 جنيه بس.
ويسأل عبد الناصر وزير التموين كيف يُباع الأرز في التموين ب 4 جنيات، والتاجر بيشتريه مني ب 170 قرشا؟ مطالبا الوزير أن يشتري من الفلاح ب 2.5، وبيعه للمستهلك ب 3 جنيهات، وبذلك تكون قد شجعت الفلاح على الزراعة، وفي نفس الوقت خفضت سعره للمستهلك.