الدافنية (ليبيا) (رويترز) - اضطر مقاتلو المعارضة الذين يحاولون التقدم من مدينة مصراتة نحو العاصمة طرابلس للتوقف يوم الثلاثاء بعد ما أمطرتهم طائرات حلف شمال الاطلسي بمنشورات تحذر من ضربات جوية من طائرات هليكوبتر. وقال معارضون ان المنشورات التي اطلعت عليها رويترز واستهدفت بوضوح القوات الموالية لمعمر القذافي سقطت مباشرة على مواقع المعارضين التي سيطروا عليها في القتال خلال الايام القليلة الماضية في عملية تقدم مضنية نحو بلدة زليتن التي تقع على مسافة 160 كيلومترا شرقي طرابلس. وتراجع بعضهم خوفا من ان طائرات حلف الاطلسي التي تحلق على ارتفاعات 15 الف قدم قد تعتقد خطأ انهم أعداء. وتبين هذه الرواية مشاكل التنسيق التي شابت الحرب الجوية المستمرة منذ ثلاثة اشهر لدعم قوة برية للمعارضة سيئة التنظيم تتقدم على مراحل عبر بساتين الزيتون والمزارع على الساحل الليبي. وبدأت قوات فرنسية وبريطانية استخدام طائرات هليكوبتر هجومية في اوائل يونيو حزيران في محاولة للاسراع بخروج القذافي. ويتم تنسيق العمليات القتالية من خلال مستشاري الحلف الموجودين في الميدان بمعقل المعارضة في بنغازي. وحملت المنشورات صورة لطائرة هليكوبتر هجومية ودبابة تحترق. وكتب عليها بالعربية "ان حلف الاطلسي سيستخدم كل الوسائل الممكنة لتدمير جميع المدرعات المستخدمة ضد المدنيين. أوقفوا القتال. عندما ترون طائرات الهليكوبتر فهذا يعني أن وقتكم انتهى بالفعل." وهيمن الغموض يوم الثلاثاء على صفوف المعارضة في خط الجبهة غربي مصراتة التي سيطر عليها المعارضون بعد اسابيع من القتال الشرس مع القوات الموالية للقذافي. وقال البعض انهم انسحبوا من المواقع التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن زليتن وهي البلدة التالية في طريقهم الى طرابلس. وقال محمد جندي (31 عاما) وهو قائد ميداني للمعارضة بينما كان يجلس أسفل شجرة زيتون يتحدث الى زملاء مقاتلين عن طريق جهاز اللاسلكي "امل ان يكون هناك بعض التنسيق بين المقاتلين وحلف الاطلسي." وقال "قوات القذافي بعيدة. من المنطقي ان يكون حلف الاطلسي ليس لديه فكرة اننا أخذنا هذه المواقع؟." وجاء صوت من أبعد موقع للمعارضة عبر جهاز اللاسلكي. وقال "أسقطوا المنشورات علينا تماما." وأكد مسؤول بحلف الاطلسي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الحلف اسقط منشورات تحذر من هجوم محتمل بطائرات هليكوبتر لكنه قال انها سقطت أقرب الى زليتن من مصراتة. وقال المسؤول انه لا يعرف ان كانت المنطقة تخضع لسيطرة القوات الموالية للقذافي أم المعارضين. وعند موقع قيادة في الدافنية قال معارض يدعى يعقوب "هل أتراجع أم أتقدم؟. هل (المنشور) للقذافي أم لنا؟." وشكا المعارضون في اماكن اخرى في ليبيا من سوء التنسيق مع حلف الاطلسي. وفي الجبل الغربي حيث يسيطر المعارضون على سلسلة من البلدات تمتد أكثر من 200 كيلومتر من الحدود التونسية يشكو قادة من عدم قدرتهم على الاتصال مباشرة بحلف الاطلسي وانه يتعين عليهم الاتصال بزعماء المعارضة في بنغازي لطلب شن ضربات جوية ضد قوات القذافي.