هزت الفضيحة الجنسية لمدير صندوق النقد الدولى، دومينيك شتراوس كان، الرأي العام الفرنسي. وعلقت صحيفة لوموند الفرنسية على القضية بالقول أنها"زلزلت وضع اليورو وصندوق النقد والكتلة اليسارية". فالمليونير شتراوس البالغ من العمر 62 عاماً كان سياسياً بارزاً له وزن، ونجماً ساطعاً في سماء المعارضة الاشتراكية الفرنسية. وقد تم إلقاء القبض عليه في ال 14 من مايو/ أيار في مدينة نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي على عاملة نظافة في الفندق. العلاقات الحميمة - أمر طبيعي أما رئيسة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري، فقد عبرت عن صدمتها تجاه الأمر؛ لكنها دعت في الوقت نفسه إلى احترام مبدأ براءة المتهم حتى تثبت إدانته، ويحظى هذا المبدأ باحترام كبير لدى الصحافيين الفرنسيين؛ فهم يعلمون الكثير عن الفضائح الجنسية للسياسيين والمشاهير ولكنهم لا يكتبون عنها. ويقول دومينيك ديلماير من المعهد الفرنسي الألماني في مدينة لودفيغسبورغ، إن هناك خطاً واضحاً ما بين الحياة العامة والشخصية ويضيف بأن الفرنسيين يهتمون: "بعمل السياسيين ولا يبالون بحياتهم الخاصة ". فعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كانت له العديد من العلاقات العاطفية، وشتراوس معروف بحبه للنساء إلا أن الإعلام الفرنسي لم يسلط الضوء على ذلك. ولهذا فقد أحدثت الصور التي نشرها الإعلام الأمريكي لشتراوس وهو يبدو متعباً مقيد اليدين في قاعة المحكمة الأمريكية، ضجة كبيرة في فرنسا. وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن57% من الفرنسيين يعتقدون أن شتراوس ضحية لمؤامرة. وقد بلغ عدد المتعاطفين معه من الكتلة الاشتراكية 70%. وينتقد ديلماير تناول الإعلام الأمريكي للقضية وعرض صور شترواس بهذا الشكل، في حين لم تثبت إدانته بعد، أما الإعلام الأمريكي فلا يعجبه صمت الإعلام الفرنسي. أمريكا تفضح شتراوس قبل إدانته ويرجع هذا الخلاف بين الاعلامين الأمريكي والفرنسي إلى الاختلاف الثقافي بين البلدين في تناول مثل هذه القضايا. فالضوء الأزرق لسيارة الشرطة التي تجلب المجرمين إلى المحكمة وصفارة إنذارها هي طريقة مألوفة لعرض وزارة العدل القضايا للإعلام وللجمهور. وحول هذا يقول جو جروبل خبير علم النفس في الإعلام : "من المستحيل أن ينشر الإعلام الفرنسي أو حتى الألماني صوراً لمتهم لم تثبت إدانته، وهو مكبل بالأغلال بهذا الشكل المهين للكرامة". ففي فرنسا تجلب سيارات الشرطة ذات الزجاج الأسود المتهم إلى المحكمة. ونشر قضايا المشاهير وفضائحهم يرفع نسبة مبيعات الصحف. ففي الأيام الأولى لقضية شتراوس حققت صحيفة "ليبراسيون" زيادة في مبيعاتها وصلت إلى 93%. كما يلعب الاعلام دوراً كبيراً في التأثير على مسار القضية، فشتراوس مثلاً، اضطر للاستقالة من منصبه كمدير لصندوق النقد الدولي بعد ساعات من إلقاء القبض عليه. وبعد الفضيحة وقعت أكثر من ألف امرأة على بيان أرسل إلى صحيفة لوموند، انتقدن فيه العنصرية الجنسية والتقليل من شأن جرائم التحرش الجنسي، كما قامت أخريات بالتبليغ عن حالات تحرش جنسي تعرضن لها من قبل سياسيين. وتم إنشاء موقع اسمه "وردة لأورفيليا" لجمع الزهور للعاملة التي اعتدى عليها شتراوس في الفندق منى حفني