في فضيحة مدوية, ألقت شرطة نيويورك القبض علي دومينيك شتراوس كان مدير صندوق النقد الدولي بتهمة الاعتداء الجنسي علي احدي العاملات بأحد فنادق المدينة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلا عن متحدث باسم هيئة الموانيء أن شتراوس كان, وهو مرشح اشتراكي محتمل خلال انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة, اعتقل قبل دقائق من مغادرته مطار جون اف.كنيدي الدولي في نيويورك في طريقه إلي باريس. وقالت الشرطة إنه قد تم إلقاء القبض علي شتراوس وهو علي متن طائرة إير فرانس قبل أن تتحرك من علي مدرج في مطار جون كنيدي الدولي بنيويورك لتقلع متوجهة إلي باريس, ونوهت الشرطة بأنه لم يتم وضع القيود في يديه, وإنما تم اقتياده من الطائرة, وتم وضعه قيد الاحتجاز. ونقلت الصحيفة عن السلطات قولها إن شتراوس- كان-62 عاما- اتهم بالاعتداء الجنسي علي خادمة في فندق في نيويورك في وقت سابق أمس الأول, حيث أبلغت عاملة الفندق التي تبلغ من العمر32 عاما الشرطة بأنها دخلت غرفته في وقت سابق في فندق سوفيتيل قرب ميدان تايمز سكوير في مانهاتن, وأنه حاول الاعتداء عليها جنسيا, ليتم نقلها بعد ذلك إلي المستشفي. وأضافت شرطة نيويورك أن الادعاء وجه اتهامات لشتراوس- كان بارتكاب عمل جنسي جنائي ومحاولة اغتصاب واحتجاز عاملة الفندق بشكل غير قانوني, وذلك في إطار قضية الاعتداء الجنسي. وقال براون بول المتحدث باسم شرطة نيويورك إن عاملة الفندق قالت للمحققين أن شتراوس-كان قد خرج من الحمام عاريا وسار مسرعا عبر رواق إلي البهو الذي كانت تقف فيه وجذبها إلي غرفة نوم وبدأ في الاعتداء جنسيا عليها, وذلك حسب روايتها. وأضاف براون أن إدارة شرطة نيويورك أدركت أنه هرب وترك وراءه هاتفه المحمول, وأشار إلي أن شتراوس-كان لا يتمتع بحصانة دبلوماسية. وكان بنجامين برافمان محامي شتراوس-كان قد قال إنه سيدفع ببراءة موكله, كما قال أحد محامييه في فرنسا أمس إنه من المهم تفادي التغطية الإعلامية المكثفة بشأن الاتهامات بالاعتداء الجنسي الموجهة ضده والانتظار إلي أن يتضح ما اذا كانت المزاعم حقيقية. وقال ليون ليف فوستر: يجب أن ننتظر الي أن تستقر الأمور ونري إن كانت حقيقية ام لا. ومن جهته امتنع صندوق النقد الدولي عن التعليق, وقال مسئولو مجلس إدارة الصندوق إنه لم يتم إبلاغهم رسميا بالحادث. يذكر أنه تم التحقيق مع شتراوس- كان المتزوج من مذيعة تليفزيون فرنسية مشهورة سابقة في عام2008 حول ما إذا كان قد أقام علاقة جنسية مع موظفة من مرؤوسيه من شعبة إفريقيا بالصندوق, وقالت هيئة التحقيق إن أفعال شتراوس كانت مؤسفة وتعكس خطأ جسيما في الحكم, ولكن العلاقة كانت عاطفية وليست جنسية. ومن جانبه اعتذر شتراوس-كان عن تلك العلاقة التي اعتبرها خطأ في التقدير بحسب وصفه, ولكنه نفي استغلاله منصبه. ويعتبر شتراوس كان الذي كان يعتزم دخول سباق الرئاسة الفرنسية عام2012 منافسا رئيسيا في الحزب الاشتراكي المعارض أمام الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي, ولكن في الأسابيع القليلة الماضية, تعرض مدير صندوق النقد الدولي لانتقادات حادة ومتكررة في وسائل الإعلام الفرنسية بشأن أسلوب حياته المفرط والفاخر في واشنطن بسبب اقتنائه لبدلة فاخرة قيمتها35 ألف يورو, إضافة إلي سيارة بورش. وقد نفي مساعدوه هذه الاتهامات وقالوا إنها جزء من حملة قادها خصومه السياسيون. من ناحية أخري, قال مصدر حكومي ألماني إن المحادثات التي كانت مقررة أمس بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وشتراوس كانت ألغيت مع عدم نية صندوق النقد الدولي ارسال بديل إلي برلين. ومن جانبها قالت مارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليمني أمس إن الاتهامات الموجهة إلي شتراوس- كانت قضت علي آماله في الترشح في انتخابات الرئاسة العام المقبل. وصرحت لقناة إي تيليه التليفزيونية بأن القضية والاتهامات.. إيذانا بنهاية حلمه للفوز بالرئاسة, ومن المرجح أن تدفع صندوق النقد الدولي إلي أن يطلب منه ترك منصبه. يذكر أن شتراوس- كان تولي رئاسة صندوق النقد في نوفمبر عام2007, وقبل ذلك كان وزيرا للمالية في فرنسا وعضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية وأستاذا للاقتصاد في معهد الدراسات السياسية في باريس.