يايلاداجي (تركيا) (رويترز) - قال لاجئون سوريون فارون عبروا الحدود التركية الى خيام مؤقتة ان بلدتهم بدت خالية تماما تحسبا لهجوم من الجيش السوري. وأقام الهلال الاحمر التركي مخيما قبل خمسة اسابيع على أرض مصنع غير مستخدم للدخان على مشارف يايلاداجي وهي قرية صغيرة هادئة يقطنها 6300 نسمة عدد كبير منهم لغتهم الاولى هي العربية ولديهم أسر على جانبي الحدود التركية السورية في منطقة تغطيها تلال خضراء مورقة. وخلال الايام القليلة الماضية وصل عدد السكان الى الذروة مع وجود 1700 لاجيء يعيشون الان في خيام بعد فرار سوريين من بلدة جسر الشغور القريبة التي تتعرض لعملية عسكرية عقب احتجاجات على الحكم الشمولي للرئيس السوري بشار الاسد. ويقيم الهلال الاحمر الان مخيما ثانيا مع توافد مئات اخرين تلتقطهم عشرات من الحافلات الصغيرة. اما الحدود المشتركة فلا يعلمها سوى أسلاك شائكة وطريق عسكري على طول الجانب التركي. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو يوم الخميس ان 2400 شخص دخلوا الان الاراضي التركية. وقال أحد اللاجئين بعد ان عبر الحدود ليل الخميس وعرف نفسه باسم محمد "جسر الشغور خالية فعليا. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف. "المظاهرات مازالت مستمرة في القرى. النساء والاطفال يحملون الورود ويهتفون (الشعب يريد اسقاط النظام)." وقال سوريون ان نحو 40 دبابة وناقلة جند انتشرت على بعد نحو سبعة كيلومترات من بلدة جسر الشغور الشمالية الغربية التي يقطنها 50 ألف شخص حيث تقول السلطات السورية ان "عصابات مسلحة" قتلت أكثر من 120 من قوات الامن في وقت سابق من هذا الاسبوع. وأفادت تقارير أخرى بوجود عصيان في صفوف الجيش لرفض جنود اطلاق النار على مدنيين بعد مظاهرة تطالب بالديمقراطية في البلدة يوم الجمعة. وهاجمت وحدات الجيش الموالية لبشار الجنود المتمردين. وقال متحدث باسم مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين يوم الخميس ان اكثر من الف سوري دخلوا تركيا هربا من أعمال العنف في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة ولجأوا الى مخيم هناك. ويوم الاربعاء قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده تفتح أبوابها للفارين من الاشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية وقوات الامن في سوريا وحث حكومة الاسد على التحلي بقدر أكبر من ضبط النفس. وقال متين كوراباتير المتحدث باسم مفوضية الاممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تركيا لرويترز "نحن سعداء جدا بموقف تركيا من هذه المسألة." ونقل لاجئون وصلوا الى تركيا وهم مصابون بجروح ناجمة عن طلقات رصاص الى مستشفى في مدينة انطاكية. وقال شاب (23 عاما) في المستشفى "كنا نغادر المسجد يوم الجمعة وبدأنا نتظاهر. حينها جاء الشبيحة وهاجمونا" مشيرا الى مسلحين يرتدون ملابس مدنية موالين للاسد. واصيب بطلقة رصاص في ساقه.