لشكركاه (افغانستان) (رويترز) - قال مسؤولون من حلف شمال الاطلسي ومسؤولون افغان يوم الاحد ان غارة جوية شنتها القوات التي يقودها حلف الاطلسي قتلت تسعة مدنيين على الاقل معظمهم من الاطفال. وكانت تلك واحدة من ادمى الهجمات الاجنبية على مدنيين في افغانستان منذ اشهر. ويمثل قتل قوات أجنبية مدنيين على سبيل الخطأ وكثيرا ما يكون ذلك خلال غارات جوية أو "مداهمات ليلية" مصدر توتر رئيسيا بين كرزاي والقوى الغربية الداعمة له ويعقد من جهود كسب تأييد المواطنين الافغان في هذه الحرب التي يتراجع مؤيدوها بشكل متزايد. واعتذر قائد قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي في جنوب غرب افغانستان عن سقوط تسعة قتلى من المدنيين وقال ان قواته استهدفت دون قصد منزلا لان المقاتلين كانوا يستخدمونه كقاعدة. وقال الميجر جنرال جون تولان في بيان "للاسف المجمع الذي احتله المتمردون تم فيما بعد اكتشاف انه يأوي مدنيين ابرياء. "على الرغم من انني اعرف ان حياة الانسان أثمن من اي شيء فاننا سنضمن التوصل لتفاهم مع العائلات وفقا للثقافة الافغانية." وقال حاكم اقليم هلمند حيث وقعت الغارة ان القنبلة قتلت 14 مدنيا منهم امرأتان والباقي اطفال. ونقل اقارب القتلى جثث الاطفال الى عاصمة الاقليم للاحتجاج. ولم تحدد ايساف اعمار المدنيين الذين قال انهم قتلوا في الغارة. وندد الرئيس الافغاني حامد كرزاي بأحدث قصف لحلف الاطلسي يسقط فيه قتلى مدنيون قائلا انه حذر القوات الامريكية وقوات الحلف من أن عملياتها "العشوائية وغير الضرورية" تقتل الابرياء كل يوم. وأضاف في بيان صدر عن القصر الرئاسي أن ما حدث في اقليم هلمند بجنوبأفغانستان "خطأ جسيم... ويظهر أنه لا يوجد اي اهتمام." وصرح متحدث باسم الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد الغارة الجوية ان البيت الابيض يتفق مع ما ابداه كرزاي من قلق بشأن سقوط قتلى من المدنيين ويأخذه بشكل جدي جدا. وقال حاكم اقليم هلمند في بيان ان القتلى هم سبعة فتية وخمس فتيات وامرأتين. وقال ان المصابين بينهم ثلاثة أطفال. وأظهرت صور التقطتها رويترز أقارب الضحايا من الفتية والفتيات وهم يحملون الجثث يوم الاحد ملفوفة في أغطية ملطخة بالدماء ويضعونها في شاحنة وينقلونها الى لشكركاه عاصمة الاقليم. وقال نور أغا الذي قتل أبناؤه في الهجوم "قصف منزلي في منتصف الليل وقتل أبنائي... طالبان كانت بعيدة عن منزلي.. لماذا تم قصف منزلي.." وتأتي الغارة التي شنها حلف الاطلسي في وقت تتصاعد فيه المشاعر المناهضة للغرب في أفغانستان وبعد أيام من احتجاجات سقط خلالها قتلى قام بها الاف ضد مداهمة ليلية نفذتها قوات من الحلف قتل خلالها أربعة بينهم امرأتان. وقتل 12 شخصا خلال تلك الاحتجاجات العنيفة ووقعت اشتباكات مع الشرطة في اقليم طخار الذي ينعم بهدوء نسبي عادة في شمال البلاد وأصيب أكثر من 80 . وأمر كرزاي يوم السبت وزارة الدفاع بتولي ما يطلق عليه "المداهمات الليلية" قائلا ان القوات الافغانية يجب أن تقوم بهذه العمليات الحساسة بنفسها. ويقول منتقدو تلك المداهمات التي يجري تنفيذها ليلا وتستهدف منازل يشتبه في أنها تأوي مسلحين انها عادة ما تؤدي الى سقوط ضحايا من المدنيين. وبموجب خطة اتفق عليها زعماء حلف شمال الاطلسي في لشبونة العام الماضي تبدأ القوات الاجنبية في تسليم المسؤوليات الامنية للقوات الافغانية اعتبارا من يوليو تموز مع وجود خطة لسحب كل القوات القتالية من البلاد بحلول نهاية 2014 . وعلى الرغم من وجود نحو 150 ألف جندي أجنبي وصل العنف في أفغانستان العام الماضي الى أعلى مستوى له منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة بالقوات الامريكية بحكم طالبان في 2001 . وأعلنت حركة طالبان الشهر الجاري بدء "هجوم الربيع" متوعدة بتنفيذ هجمات بما في ذلك هجمات انتحارية على قوات أجنبية وأفغانية ومسؤولين حكوميين.