المنامة (رويترز) - قال رجل دين سني يوم السبت انه يتعين على المعارضة البحرينية أن تغير قياداتها كي يتسنى للدولة الخليجية المنقسمة أن تمضي قدما في المصالحة السياسية بعد سحق حركة مطالبة بالديمقراطية تقودها الاغلبية الشيعية. وقال الشيخ عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية البحريني ان زعماء المعارضة الشيعية في البحرين الذين يتبنون برنامجا طائفيا والمتصلين بالقيادة الدينية في ايران خطفوا الحركة الديمقراطية التي بدأت في فبراير شباط عندما احتل محتجون يستلهمون انتفاضات في تونس ومصر ميدانا رئيسيا في المنامة. وقاد المحمود فريقا من المفاوضين السنة بالتنسيق مع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد بن عبسى ال خليفة لاجراء محادثات مع المعارضة قبل أيام من دخول قوات سعودية الى البحرين لمساعدة الحكومة في فض حركة الاحتجاج واعتقال زعمائها في منتصف مارس اذار. واتهم الزعماء الشيعة بقيادة الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق كبرى جماعات المعارضة بمحاولة تهميش الاسرة الحاكمة في المحادثات حول الاصلاح السياسي وبتلقي أوامر من ايران وهو اتهام يوجهه السنة عادة الى الوفاق. وقال المحمود في مقابلة "عندما نحب أن ندخل في عملية اصلاحية يجب أن يشترك فيها كل الاطراف... رؤيتنا أن للمجتمع ثلاث قوى.. النظام.. السنة.. الشيعة وهذه الاصلاحات السياسية والدستورية يجب الاتفاق عليها بين هذه القوى الثلاث. "الموضوع الان أن الحركة السياسية الشيعية.. الاشكالية عندهم الان أنهم لن يعيدوا تكوين أنفسهم. القيادات السياسية والجمعيات السبع فشلت في ادارة الحوار وبالتالي ليس معنى ذلك أننا نلغي الطائفة الشيعية ولا نلغي الجمعيات السياسية الشيعية. "المطلوب أنهم يعيدوا فيما بينهم تكوين أنفسهم ويقدموا أنفسهم للمجتمع من جديد.. خاصة حسب ما أظنه أنهم سيغيرون القيادات السياسية لهذه الجمعيات.. خاصة جمعية الوفاق." ويحاكم 21 من زعماء المعارضة أمام محكمة عسكرية بينهم سبعة في الخارج أمام محكمة عسكرية لاتهامهم بالسعي للاطاحة بالحكومة. وزعيم جمعية الوفاق ليس من بين الزعماء الذين يمثلون للمحاكمة حيث أن السلطات لم تتعرض لكبار رجال الدين الشيعة. وتطالب جماعات سياسية سنية باعدامهم ويطالبون الحكومة بعدم اصدار قرارات عفو. والزعماء الذين يمثلون للمحاكمة ليسوا جميعا من الشيعة. بينهم ابراهيم شريف وهو سني يقود جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وهي جمعية علمانية. ويقول نشطاء حقوقيون بحرينيون انهم ومئات الشيعة المعتقلين تعرضوا للتعذيب في السجن بينما فصل الالوف أو أوقفوا عن العمل في الشركات المرتبطة بالدولة للمشاركة في الاحتجاجات أو تأييدها. ويقول البعض انهم لم يشاركوا ولكن جرى استهدافهم لكونهم شيعة. وتأمل الحكومة أن تعود السياحة الى طبيعتها عقب انهاء الاحكام العرفية التي فرضت في منتصف مارس في أول يونيو حزيران. ويقول الشيعة انهم يخشون استمرار القمع وراء الكواليس. وقال المحمود ان الشيعة هم المسؤولون عن معاناتهم. وتابع قائلا "الحقيقة أن الذين عاشوا الرعب هم أهل السنة خاصة الشهر الاول. الذين عاشوا الرعب لم يكونوا هم الشيعة وانما أهل السنة حيث كانت الحركة طائفية مرتفعة الوتيرة وكان هناك كثير من محاولات الانتقام والسب والعداء" متهما المحتجين بالاعتداء على السنة وسبهم. وندد كذلك باضراب معلمي المدارس وبالعطلات التي منحتها بعض الشركات للسماح للعاملين بالمشاركة في الاحتجاجات. وبعد أول أسبوع من الاحتجاجات كون المحمود تجمع الوحدة الوطنية البحريني ليحقق توازنا مع الحركة الديمقراطية التي يقودها الشيعة ولا يزال التجمع يلقى تشجيعا من الحكومة كعلامة على الرفض واسع النطاق لجمعية الوفاق والحركة الاحتجاجية. ونفى المحمود الاتهامات التي توجهها المعارضة للتجمع بأنه ممول من الولاياتالمتحدة أو السعودية حليفتها أو الاسرة الحاكمة في البحرين ولكنه قال انه التقى مع جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادني بعد أول اجتماع حاشد للتجمع في أواخر فبراير الماضي. وتقول المعارضة ان التجمع الذي يقوده المحمود يفتقر الى قاعدة شعبية وهو وسيلة للعائلة المالكة التي تخشى دعوات تطالب بالاطاحة بها بعد زاد مقتل سبعة محتجين الحركة الاحتجاجية صلابة بعد أول أسبوع. وقال المحمود "حتى في أول الامر لم يكن عندي قلق (من الاحتجاجات). لان الظاهر أن هناك ثلاث قضايا رئيسية أعلنوها وهي المملكة الدستورية وصلاحيات مجلس الشورى والتجنيس. أنا أرى أنه نعم.. هذه القضايا نطرجها للنقاش ما فيش (لا توجد) عليها اشكالية." وتابع قائلا "لكن بعد ذلك تبين أن القضية ليست قضية اصلاحات انما القضية طائفية لاقامة دولة طائفية يتحكم فيها ولي الفقيه" في اشارة الى الزعيم الايراني الاعلى اية علي خامنئي. وترفض جمعية الوفاق الاتهامات الشيعية بأنها تتلقى تعليمات حول الامور السياسية من خارج البحرين. ويعتبر معظم الشيعة البحرينيين اية الله علي سيستاني في العراق أعلى مرجعية لهم في الامور الدينية أو اية الله الشيخ عيسى القاسم أكبر مرجعية دينية في البحرين.