كتب – أحمد أبو النجا ومحمد الصاوي وصابر المحلاوي: تحدث المتهم محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية الأسبق، في ثاني مرّة منذ تنحيه عن الحكم عام 2011 أمام محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة القضية المعروفة إعلاميا ب''محاكمة القرن''، وبدأ حديثه: ''بسم الله الرحمن الرحيم.. سيادة المستشار الجليل رئيس المحكمة، أتقدم بتحية للمحكمة احترامًا و توقيرًا لقضاء مصر، و رجاله تشهد به المواثيق من قضاء مصر، منذ أن تحمل مسئوليته، وبعد أن قاربت المحكمة من حسم القضية''. وأضاف مبارك ''أشكر المحكمة على إتاحتها لفرصة له للتحدث دفاعان عن نفسه، وأكمل إنه يتحدث باقتناع عن عجله التاريخ لا ترجع إلى الوراء، وأن أحد لا يستطيع أن يزيف التاريخ، ويعطي كل زي حق حقه مهما كانت محاوله الطمس والتزييف ولا يصح عند الله، وعند التاريخ إلا الصحيح''. وقال مبارك، إنه منذ ترك موقعه تعرض هو و أسرته لحملات ظالمة من الإساءة والظلم التشهير، وتعرضت طوال حكمي لحملات مماثلة تنتقص من انجازاتي، مشيرا إلى أن مثولي أمام المحكمة بعد 62 عامًا في خدمة الوطن، والإيمان به سنوات طويلة، بعدما كنت ابنا للقوات المسلحة ثم نائبا ثم رئيسا، وخضت كل الحروب منذ 1952. وأضاف ''توليت قيادة القوات الجوية في 1973، وقال '' لم أسع أبدا وراء منصب أو سلطة وتعلمون الظروف التي تحملت فيها مسئوليه الرئاسة خلفا لرئيس اغتالته يد الإرهاب، وواجهت تحديات وتصديت لمراوغة إسرائيل في استكمال الإنسحاب من سيناء حتي تم عام 1982، ومن طابا عام 1989، واستعدنا أخر شبر من الأراضي إسرائيل المحتلة، دون تهاون لحقوق الشعب الفلسطيني'' وأشار مبارك إلى أنه رفض زيارة إسرائيل طالم بقي الاحتلال، وظل مناهضا للاستسلام بين الضفة وغزة، راعيًا للمصالح الفلسطيينية، قائلا ''لم أتردد في دعم المحاصرين في غزة، وتصديت لمحاولات تهديد أمن مصر من هذا القطاع، وحافظت على السلام و لم أخاطر بأرواح المصريين في مغامرات، وحرصت على تطوير القوات المسلحة، عتاد و تسليح و تدريب لتبقي درع للوطن يحمي أرضة و شعبة و سيادته والسلام''. وأضاف مبارك ''أنه كان أمامي منذ اليوم الأول تحدي الإرهاب، وخاضت مصر مواجهة شرسة وانتصرت مصر في التسعينات، و الثمينات ضد الإرهاب، و ستنتصر بأذن الله ، كما كان علينا أن نواجه تحدي آخر وهو بناء بنيه متكاملة واقتصاد منهك القوي، و الحروب وفتحنا بيوت الرزق لملايين المصريين، وحققنا أعلى معدلات النمو، وأعلى احتياطي للنقد الأجنبي دون تخلي الدولة عن تحقيق العدالة الاجتماعية والعدل الاجتماعي، وواجهنا التحديات وحققنا الانجازات العديدة، رغم الزيادة السكانية وضغطها على الموارد وكل ذلك مسجل وموثق، ومتاح ولكن مجال الحديث عنها ليس الآن''. وقال ''ويشهد الله أنني لم أبال بمحاولات البعض التقليل من دوري، وكنت مخلصا تجاة الوطن، ولا أبالي بأن يمحي اسمي من على مشروعات وشواهد وغيره، طالما بقيت شاهدة على الدور، وقال للمحكمة إني أقمت سياسة مصر على التكافل وسعيت لمصر منها القومي على كافه المحاور، ولم نكن حليفا مهادنا أو متهاونا في الحفاظ علي السيادة واستعدت العلاقاتا لمقطوعة مع الدول العربية''. وأضاف ''ويشهد مقر الدول العربية و حافظت على السياحة الدولية والافريقية والاوربية، ولم أقبل أي تدخل خارجي أي كان الظروف، أو أي تواجد عسكري علي ارضها، أو مساس بشريان حياتنا نهر النيل، وطورنا البنية الدستورية، وأتاحة مساحات غير مسبوقة لحرية الاعلام والصحافة واستهدفت التعديلات توسيع التجربة الديموقراطية والمواطنية، ومحذرين من خلط الدين بالسياسة، كما حدث في 2011 عندما اخترق المتاجرون بالدين وا لمتحالفون معهم من الداخل والخارج للقتل والترويع والتخريب والتعدي على الممتلكات واقتحام السجون وإحراق الأقسام، وأنه عند علمي أصدرت التعليمات بنزول القوات المسلحا بعد عجز الشرطة بعدما تعرضت له من تامر المتامرين وفي أطار الاستجابة للمطالب طرحت خطوات بالانتقال السلمي للسلطة بانتخابات الرئاسة في سبتمبر 2011، و إذاعها في أول فبراير 2011''. وأردف قائلا :'' لكن من أرادوا الانتكاسة سعوا إلى إشعال الأوضاع وأوقعوا بين الشعب والقوات المسلحة وبعد تفاقم الأحداث والتأكد من أن الهدف النهائي لهؤلاء، هو إسقاط الدولة فقرر طواعية التخلي عنا لرئاسة حقنا للدماء حفاظا على الوطن، ولكي لا تنجرف مصر لمنزلقات خطرة، واخترت بحس وطني أن أسلم الأمانه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ثقه في قدرتها على تخطي الأزمة وقد كان. وأضاف ''إنني أقول بكل صدق أن الضمير الوطني يملي عليّ إعادة قراءة الأحداث منذ عام 2011، بعدما اكتشف من موقف أطراف عديدة داخل وخارج مصر، لا زالت تتربص بمصر. ولفن إلى أنه لن يتحدث ليستعرض عطاءه لبلاده، فعطاء مصر أكبر، وسيظل لها الفضل فهي الوطن والملاذ وأرض المحيا والممات. وقال ''أدافع عن نفسي اليوم ضد الاتهام والتشهير ولا أدعي الكمال فهو لله وحده، وتحملت المسئولية بإخلاص، وبذلت غايه قدراتي و سيحكم التاريخ على مما لنا وما علينا، ومن المؤكد أن التوفيق لم يحالفني في بعض ما أتخذت من قرارات، ولم يرتقي إلى تطلعات بني الوطن، ولكن كنت أتوخي في كل قرار صالحا لشعب، وبالرغم مما تعرضت له من إساء لا أزال شديد الاعتزاز بما قدمته في خدمه بلادي، وشديد الاعتزاز ببني وطني من أيدني أو أعترض علي، وأن محمد حسني مبارك لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين، و إراقه الدماء وهو من أفني عمره، في الدفاع عن بلاده، وابناؤه. وقال ''إنني قضيت حياتي مقاتلا وهكذا كانت عقيدتي منذ تخرجي من الطيران، ولم أكن لآمر أبدا بقتل مصري واحد تحت أي ظرف، و لم يكن لي أبدا أن آمر باشاعها لفوضي وحزرت من مخاطرها ولم أصدرا أبدا أمرًا بأحداث فراغ أمني، ويعلم الجميع أن حافظت على استقرار مصر، وأمنها القومي، ولا يتفق أن اتهم باستغلال النفوذ، أوالفساد أو التربح، فشرفي العسكري وكانسان لا يسمح لي بذلك و كأبن للقوات المسلحة كنت وساظل أحرص على الشرف العسكري لا أفرط ولا أخون''. وأضاف ''كما إنني ابن من أبناء مصر، كنت وسأظل مهما حييت حريصا على وطني واثقا أن مصر لن تنسي من سهروا وعملوا من أجلها، ولا يزالون ضحية وأنني أثق في عدالة المحكمة، وأي كان حكمها سأتقبله بنفس راضية مطمئنة، موقنا بعدل الله الحكم العدل واثق أن مصر ستنهض لتستعيد أمنها واستقرارها، وستواصل بناء نهضتها من جديد بعزة و كرامة، ولعل حديثي للمحكمة اليوم هو أخر ما اتحدث به قبل ان يحين الأجل، وأوري التراب''. وأنهي مرافعته قائلا ''وأنا وقد اقترب عمري من نهايته أحمد الله أني قضيته أحمي الوطني حربا وسلاما،وأنني بخبرة السنين أقول للمصريين حافظوا على وحدة الوطن، والتفوا حول قيادته وانتبهوا مما يحاك من مخططات ومؤامرات، فمصر أمانة احموها وأمضوا بها للأمام حمي الله مصر، وراعاها وحمي شعبها الأصيل''.