تصوير - علاء القصاص: يقف أمام ماكينة كبيرة، ترافقه طيلة ساعات عمله، يتحمل الصهد الذي ينبعث منها، تنتشر حوله حبيبات الدقيق التي تتحول إلى عجين يوضع في أحواض كبيرة، ويتم تجزئته إلى قطع صغير على الواح خشبية. وفي الوقت الذي يتصارع الجميع للتواجد في اماكن مكيفة سواء في المنزل او في العمل، او حتى في سياراتهم، تجنبا لحرارة الصيف، وتزامنها مع شهر رمضان، هناك من تحكم عليه مهنته بالوقوف ما يقرب من نصف ساعات اليوم امام حرارة فرن، اعتاد عليها واصبحت ملازمة له شتاءا وصيفا. تتناثر على وجهه قطرات العرق التي لم تجد مفر امام مايخرجه الفرن من حرارة مرتفعة، لتسقط ارضا معلنة استسلامها لما تواجهه، إلا أنها لم توقفه عن عمله، الذي يعلم مدى شقائه ولكن يكفي أن تنظر إلى أعينه لتعلم ماتعنيه كلمة ''رضا''. صانع الخبز'' الفران''... الذي يواجه ثلاث تحديات، صهد الفرن، وحرارة الجو، وصيام رمضان، بما يجعله أبرز مثال على مقولة '' اكل العيش مر''، والذي بدء بها محبوب سعداوي، حديثه لنا . رجل في الاربعينيات من عمره، اختارته هذه المهنة ليكون أحد شاغليها، يبدأ عمله في العاشرة من صباح اليوم، لا يتوقف إلا في العشر دقائق الذين يسبقون أذان المغرب، ليتناول طعامه وشرابه، ليستعيد قواه لاستكمال مهمته الشاقة حتى الثانية ليلا. يشكو سعداوى من طول ساعات اليوم في رمضان، عن الايام العادية، فضلا عن حرارة الجو التي يقول عنها '' احنا في شهر 7 والجو ولعة والصيام دة عزيمة وفي بيقدر يصوم وفي لا''. ''انا شغال من 25 سنة في المهنة دى ومعرفش غيرها''، هكذا بدأ عم محمود ذو الوجه الراضي، الذي تظهر عليه علامات الكبر والشقى. يعتز عم محمود، الذي قطع الخمسين من عمره، بمهنته ويقول أنه يعمل مايقرب من 16 ساعة في اليوم، وخاصة طوال شهر رمضان، ولكنه لن يستسلم لحرارة الفرن، ويصر على الصيام ، تاركاً أجره على الله. 120 جنيه في الاسبوع.. هو مايتقاضيه عم محمود ويجعله يتحمل هذا الشقاء، ليصرف به على اولاده الخمسة وزوجته ، تغمره قناعة ورضا بما قسمه له الله. يضيف عم محمود أن اهم مايواجهه من مشاكل هو الإشغالات والتموين، الذين يمثلون أكبر عقباتهما في هذه المهنة، التي تحتاج إلى مايقرب من 13 شكارة دقيق يوميا ليكفي احتياج الزبائن لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
