قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الجيش المصري سيظل من الشعب وإلى الشعب يؤمن بأن عطائه ممتد حرباً وسلاماً وسيسجل التاريخ للقوات المسلحة دورها للحفاظ على الوطن مصاناً والشعب موحداً، مضيفاً: ''إنني لم أسع يوماً وراء منصب سياسي فلقد بدأت حياتي المهنية بالقوات المسلحة وتعلمت فيه معنى الوطن وتحمل المسئولية وأن حياتنا فداء للوطن، واستخرت الله وانحزت إلى إرادة الشعب فأقدمت على إعلان بيانا الثالث من يوليو الذي صاغته القوى الوطنية بمباركة الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من عمر أمتنا''. وأضاف السيسي، خلال كلمته الموجهة للشعب المصري مساء الأحد، ''الشعب المصري سعى لكي تكون بلدنا مستقلة القرار رافضة لتدخل كأن من كان في شأننا الداخلي، وأنا أعي تماماً الإرث الثقيل من التجريف السياسي والظلم الاجتماعي والتردي الاقتصادي وغياب العدالة وتكافؤ الفرص الذي عانى منها المواطن المصري لكن ليس من الأمانة والواقعية أن أعد المواطن المصري البسيط بالتخلص من هذا الإرث بمجرد تقلدي لمهام منصبي الرئاسي''.
وتابع: ''سأواجه باتخاذ ما يمكن من اجراءات للبدء في راحة المواطن المصري، وفي سبيل تحقيق سنعمل معاً جميعاً لينعم كل مواطن مصري بالسعادة والرفاهية في ظل مصر الجديدة تنعم بالاستقرار والرخاء'' مؤكداً على أنه ''لا هناك تصالح مع من اتخذوا العنف منهجاً، وأقولها واضحة لا تهاون مع من يلجأ إلى العنف، وأعدكم أن المستقبل القريب سيشهد إعادة للدولة المصرية هيبتها''.
واستطرد: ''سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق قدرته وضمان الاستقرار، وتحديث المنظومة الأمنية وإعادة نشر الأمن والاستقرار في الشارع المصري وإرساء علاقة تحكمها مبادئ سيادة القانون وصون الكرامة واحترام الحرية واهتمام مكثف بأسر رجال الشرطة''.
واستكمل حديثه قائلاً: ''المرحلة المقبلة تتطلب دوراً وطنياً لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء والذين ستعمل الدولة لتوفير المناخ اللازم لازدهار أعمالهم ونحنُ مقبلون على تنمية المجالين الصناعي والزراعي في مصر التي توفر مقومتها فرص جيدة لنجاحهما معاً دون تعارض وينعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابياً على الآخر'' مضيفاً: ''لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها، وأكررها لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها يعني لن يكون هناك قيادة أخرى على الإطلاق''.
وشدد على أنه لابد من تجديد الخطاب الديني ليحافظ على الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وعلى المبدع المصري أن يعيد للفن ريادته ودوره التنويري فإنما الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وأكد السيسي، ''يخطئ مَن حصر دور الدين في العبادات دون المعاملات، فمصر غنية بعلمائها وفقهائها والأزهر الشريف، وإنني أتطلع أن يواصل دوره في تجديد وتصحيح الخطاب الديني ونشر صورة الاسلام الحقيقية المعتدلة السمحة، ولا يمكن أن نغفل أيضاً دور الكنيسة المصرية العريقة التي قامت بدور فعال في نقل صورة حقيقية للنسيج الوطني الواحد في مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والانقسام بين أبناء هذه الأمة''.
وتابع: ''دور الأزهر والكنيسة لابد أن يكون موصول بالمشاركة الإيجابية في بناء الوطن ويتطلب دوراً أساسياً في مؤسسات الدولة المصرية في عصب إدارتها أن تعمل معاً بتنسيق تام وتخطيط مستقبلي لا ترتبط بأفراد ولكن تعمل وفقاً لإدراك واضح لمعنى ومفهوم فدولة المؤسسات التي تنتقل من عهد لآخر، ويتعين على تلك المؤسسات أن تلتزم بدورها الوطني ولا تحيد عنه أو تسيء استخدامه''.
كما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشباب المصري، ومحدودي الدخل بمستقبل أفضل خلال ال 4 سنوات المقبلة، قائلاً: ''تحملتم الكثير في السنوات الثقيلة والصعبة، التي مضت'' متابعاً ''نحن بحاجة ماسة لمجلس نواب جديد، يساهم اسهاماً جوهرياً، لتحويل نصوص دستورنا الجديد لقوانين ملزمة، تترجم ما فيه من حريات إلى واقع إنساني نمارسه عملاً لا قولاً''.
وأضاف السيسي ''مجلس النواب القادم له العديد من الصلاحيات، التي لم يحصل عليها غيره، فاختاروا من يكون لكم عوناً، ولآمالكم محققاً فمزايا الأوطان كما تكون نعيمًا لأهلها، فإنها تفرض عليهم جهودا مضاعفة للدفاع عنها، ومصر الكنانة ومهد الحضارة حباها الله الكثير، بها مزيج فريد قلما يتكرر بين بلاد الدنيا''.
وشدد على أن مصر ''الإفريقية''، هي رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء، ووجه رساله لمن يحاول فصلها عن واقعها الإفريقي خلال كلمته، الأحد، قائلًا: لن تستطيع فصل الروح عن الجسد، فمصر أفريقية الوجود والحياة، وأقول لأبناء الشعب المصري العظيم الذي قامت حضارته العريقة على ضفاف نهر النيل، الخالد لن أسمح بموضوع سد النهضة أن يكون سبباً لخلق أزمة أو مشكلة، أو يكون عائقاً أمام تطوير العلاقات المصرية، سواء مع أفريقيا أو مع أثيوبيا الشقيقة، فإن كان السد يمثل لأثيوبيا حقها في التنمية فالنيل يمثل لنا حقنا في الحياة''.
وأضاف السيسي ''ستظل القضية الفلسطينية، من أولويات السياسية الخارجية المصرية، وأمن الخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وعلينا جميعًا أن نرتقي لحجم المهمة الملقاة على عاتقنا، وكلما كانت جبهتنا الداخلية موحدة، كان قرارنا مستقل، ومصر تعلي مصالح الشعوب العربية على مصالح بعض الأشخاص الضيقة''.
ومنح الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس السابق المستشار عدلي منصور قلادة النيل بقرار جمهوري لما أدّاه في المرحلة الانتقالية وجاء في القرار الجمهوري التالي: ''تمنع قلادة النيل للمستشار عدلي محمود منصور تقديراً لدوره التاريخي في تحمل أعباء مسئولية إدارة شئون البلاد أثناء تولي سيادته رئاسة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو لعام 2013''.
ويعد هذا أول قرار جمهوري يصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ادائه اليمين الدستوري كرئيس للبلاد صباح اليوم بمقر المحكمة الدستورية العليا. لمشاهدة الفيديو.....اضغط هنا