شهدت محكمة جنايات القاهرة اليوم الأربعاء لتفاصيل جديدة فى قضية إتهام مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق مهدي عاكف والمتهم على خلفيتها بإهانة القضاة، والإساءة إلى رجالها عبر حديث صحفي، وذلك قبل أن يصدر حكم براءته فى تلك القضية. وحضر الإعلامي محمود سعد للإدلاء بشهادته والذى أكد أمام محكمة جنايات جنوبالقاهرة برئاسة المستشار مصطفى سلامة محمد المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، قائلا: ''أنا اللى سمعته إن المتهم أكد خلال حديثه فى حواره للجريدة الكويتية: ''القضاة فاسدون ومفسدون''، مضيفا أنه لم يتذكر أى شىء آخر حول الواقعة''، وعليه فقد وجه محمد الدماطي دفاع المتهم ''عاكف'' سؤالا ل ''سعد'' حول القصد من حديث عاكف وكيف يفسره..
فرفضت المحكمة توجيه السؤال مؤكدة أن القصد والنية من اختصاصات المحكمة فاكتفى الدفاع بذلك، حيث أن شهادة الإعلامي محمود سعد لم تستغرق أكثر من 10 دقائق حضر فيها بصحبة زوجته وأحد الصحفيين، وكان يمسك بعصا يتوكأ - يتعكز عليه- وطلب الجلوس أثناء الشهادة بسبب مرضه فى العمود القفرى.
ومن جانبه شن ''الدماطى'' عضو هيئة الدفاع عن المتهم هجوماً حاداً على وسائل الإعلام المصرية، متهماً إياها بالتحيز لصالح من بيدهم السلطة. وأثناء تقدمه بالدفوع لدى هيئة المحكمة قال إن الإعلام المصري نجح فى تحويل الشعب المصرى الى فريقين متناحرين، قائلاً بحسب تعبيره: ''وسائل الإعلام جعلت للشعب رأيين مختلفين عبر نشر رسائل التفرقة والتنفير بين كافة طوائف الشعب''.
وفى سياق آخر طلب ''الدماطي'' التنازل عن الاستماع لشهادة الإعلامية منى الشاذلى بشأن اقوالها المتعلقة بالقضية لدى هيئة المحكمة.
من ناحيته تقدم محمد الدماطى بعددا من الدفوع للمحكمة تمثلت فى: الدفع ببطلان أمر الإحالة ضد المتهم لأنه خلط بين مواد العقاب 184 والمادتين 185 و186، دافعا بخلو أمر الإحالة، وكذلك من وصف التهمة الموجهة الى المتهم وهو ما يدفع ببطلان قرار الإحالة.
وقدم كذلك دفعاً بعدم توافر نية الإذاعة والنشر لدى المتهم فيما يخص بحواره الذى أجراه والذى من خلاله تم إجتزاء العبارات المدان بها بإهانة السلطة القضائية، حيث أشار الدفاع الى ان المرشد العام السابق لم يكن فى ذهنه أنذاك اذاعة هذا الحوار الذى تم دون علمه بشكل كامل حسب وصف الدفاع. وطلب الدفاع فى نهاية تقديمه الدفوع ببراءة المتهم مما نسب اليه، فى الوقت الذى أكد خلاله الدفاع أن ''عاكف'' أكد فى أكثر من مناسبة سابقة إجلاله واحترامه للقضاء المصرى مما ينفى عنه تلك التهمة جملةً وتفصيلاً.
وبعد المشاورة بين هيئة المحكمة فقد أصدرت اليوم الأربعاء حكمها ببراءة محمد مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين.
وفور النطق بالحكم قام عاكف بالتلويح لمحاميه من داخل القفص معربا عن سعادته بالبراءة.
وأشار ''الدماطي'' عقب النطق بالبراءة، أنهم كانو مطمئنين للدائرة التي أصدرت الحكم منذ أول جلسة مثلوا أمامها، مشيراً إلى أن ذات الدائرة سبق لها وأن أصدرت قراراً بإخلاء سبيل المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، إلا أن النيابة استأنفت على القرار.
وأضاف الدماطي في تصريحات صحفية، أن قضية إهانة القضاة التي كان عاكف متهماً فيها، بنيت على كلمة واحدة تم اجتزائها من سياق الحوار الذي أجراه موكله لصحيفة الجريدة الكويتية وهي عبارة ''القضاة فاسدون''، وأضاف إليها الاعلامي محمود سعد في برنامجه كلمة مفسدون، فجاءت في القضية أن ''عاكف'' قال '' القضاة فاسدون ومفسدون'' وعندما واجهت المحكمة سعد بأقواله قال أنه غير متذكر.
وأشار الدماطي إلى أن أسباب حكم البراءة ستضعها المحكمة خلال 30 يوماً كما هو محدد بالقانون، وأشار أن عاكف متهم فى قضية أخرى وهى ''أحداث مكتب الإرشاد''.
وتعود بداية القضية عندما أمر المستشار ثروت حماد قاضي التحقيق المنتدب من وزارة العدل للتحقيق في بلاغات إهانة السلطة القضائية والإساءة لرجالها، بإحالة مهدي عاكف إلى محكمة الجنايات، وأكدت التحقيقات ثبوت ارتكابه لجريمة إهانة رجال القضاء والسلطة القضائية والحط من قدرهم وإتهامهم بالفساد على خلاف الحقيقة.
وكانت المحكمة قد أمرت بإخلاء سبيل ''عاكف'' بالجلسة الماضية نظرا لمرضه وكبر سنه، حيث تم إحضاره وإيداعه قفص الاتهام، وكانت تبدو عليه علامات الشيخوخة فلا يستطيع الوقوف على قدميه وحضر متكئا على عكاز ومسنودا علي عدد من العساكر وضابط الشرطة.
وانتهى مسار القضية اليوم بالبراءة على ''عاكف'' فى قضية إهانة القضاة، ولكنها ليست نهاية المطاف، فهناك قضية متهم على ذمتها وهى أحداث ''مكتب الإرشاد''.