مهمة اسندها ''الضباط الأحرار'' إلى اليوزباشي ''أنور السادات''، بعد نجاحه في الاختبار الأول أن يكون ''لسان الثورة'' لأول مرة عبر ''الراديو''، فقرروا إطلاق صحيفة لتكون ''اللسان اليومي'' للثورة و تحركاتها، وهمزة الوصل بين ''القيادة و الشعب''، فخرجت ''الجمهورية'' كأول صحيفة رسمية للدولة بعد قيام 23 يوليو 1952. في مثل هذا اليوم، السابع من ديسمبر 1953، صدر العدد الأول من جريدة الجمهورية ينشر تفاصيل اتهام ''فؤاد سراج الدين- الزعيم الوفدي''، و هو العدد الذي حمل توقيع ''السادات'' مديرا عاما لإدارتها لفترة تجاوزت الست سنوات (منذ ديسمبر 1953- سبتمبر 1956)، رئيس مجلس إدارة (سبتمبر 1956- ابريل 1959)، ثم خلفه على منصبه الضابط ''صلاح سالم'' رئيسا لمجلس الإدارة و رئيس للتحرير منذ ابريل 1959 و حتى مايو 1962. الفكرة تقدم بها ''البكباشي جمال عبد الناصر'' إلى ''إدارة المطبوعات- توازي المجلس الأعلى للصحافة حاليا''، وذلك في 24 أغسطس 1953 لأنشاء ''دار التحرير للطبع و النشر''، و كان وقتها يشغل منصب ''سكرتير هيئة التحرير''، و من خلال تلك الدار، تصدر صحيفة يومية صباحية تتحدث بلسان الثورة و انجازاتها و أهدافها. في العام التالي، حصل المدير العام ''البكباشي أنور السادات'' على تصريح إصدار ''ذا ريبابليك إيجيبت –الجمهورية المصرية''، وهي نسخة الصحيفة العربية باللغة الإنجليزية، لكن المشروع توقف بعد انتقال ملكية شركة الإعلانات الشرقية لمؤسسة دار التحرير في نفس العام، و اكتفت الجريدة بالإبقاء على صدور ''ذا إجيبشن جازيت- اقدم صحيفة في الشرق الأوسط''، التي كانت تصدر في مصر باللغة الإنجليزية منذ بداية عام 1880، و هي الصحيفة التي كانت تصدر بالإسكندرية قبل انتقالها للقاهرة 1937، و تكلف خمسة صحافيين بريطانيين بالقيام على أعمالها و تحريرها، لمخاطبة أفراد السلطة و الرعايا الناطقين بالإنجليزية في مصر. اشهر الأقلام المصرية خطت بأحبارها على صفحات تلك الجريدة، نذكر منهم: ''الشاعر مأمون الشناوي، والشاعر محسن الخياط''، و اهتمت الصحيفة ب''صحافة الشعب'' و القضايا و التحقيقات التي تمس رجل الشارع و المواطن البسيط، فاستخدمت ''المانشتات'' الحمراء و الألوان و الصور بغزارة، و كانت متابعة جيدة لأخبار الفن و الرياضة، و استقطبت على مدار تاريخها صفوة محللي الرياضة و بخاصة ''كرة القدم'' في مصر. تحولت ''الجمهورية'' إلى مؤسسة صحفية كبرى تكمل ضلع ''ثالوث الصحافة الأكبر'' ''الأهرام و الأخبار و الجمهورية''، و صدر من خلال تلك المؤسسة صحف متعددة منها: ''عقيدتي، المساء، الكورة و الملاعب، شاشتي، حريتي، الاجيبشان جازيت، لو بروجريه اجيبسيان''، و غيرها من الدوريات الثابتة مثل: ''مجلة العلم و كتاب الجمهورية''. ''مبنى على هيئة صحيفة'' .. ذلك المبنى الزجاجي الضخم الذي اضحى أشهر معالم ''ميدان رمسيس'' بالقاهرة، صممه المعماري المصري العالمي ''الدكتور علي رأفت''، و كانت فلسفته الرمزية هي استلهام رمز ''الصحيفة و الكتاب المفتوح المشع بالمعرفة''، إلا أنه صرح لاحقا بأن التصميم ''مظلوم بسبب زحمة المكان''، على العكس من المباني الاخرى التي صممها و منها ''دار الكتب و الوثائق القومية، المكتبة المركزية لجامعة القاهرة، مجمع سفارات مصر في الهند و اليابان و باكستان، أكاديمية السادات''. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا