استنفار أمني هنا وهناك، تطويق بالأسلاك الشائكة يخضع لها ميدان التحرير أو كما عُرف بميدان ''الثورة'' على مداخله ومخارجه، قوات الجيش تهرع إلى الميدان عند كل حراك سياسي، بعد أن تتوجه إليه الأنظار عند كل حركة في محيط المنطقة. لكن من بين كل حراك سياسي وآخر، لا تترك السياسة أصحاب المحال المتواجدة بالميدان إلا وتترك آثارها عليهم، ليتحول حالهم إلى حالة انتعاش قصيرة بين كل ركود وآخر، وبين كل غلق للميدان وفتحه، لتطبق السياسة على أنفاس ''أصحاب الرزق'' بالميدان. ''مرسي زي السيسي زي اللي قبلهم''، قالها ''إيهاب''، عامل في محل ''فطائر'' بالميدان، معبرًا عن غضبه من وقف الحال في ميدان التحرير بعد غلقه ''إحنا هنا بندفع كهرباء وميّه وضرائب، ده غير مصاريفنا لإن ده أكل عيشنا.. هندفعهم منين؟!''. أيام من ضيق الحال يعشها ''إيهاب'' وجيرانه من أصحاب المحلات ''المحل هنا اتدغدغ واتكسر أكتر من مرة، مرة في عهد مرسي و مرة في عهد السيسي، ولا شوفنا استقرار ولا أمن، وبنتهدل في المواصلات لإن المترو مقفول''. ''الحل في إيد ربنا''، كلمات قالها ''إيهاب'' في يأس بأن تهدأ الأوضاع في البلاد، ويستكمل زميله في محل الفطائر ''محمد'': ''للأسف فتح الميدان برضه مش هيحل المشكلة، المتظاهرين ممكن يملوا الميدان في أي وقت، كل الموجودين على الساحة سواء في السلطة أو المعارضة بيدوروا على مصالحهم، واللي تعبان الشعب، محدش حاسس بيه، إحنا مشكلتنا إن العاطفة هي اللي بتحركنا وتخلي الناس تنزل في الميادين من غير ما تفكر في مصلحة البلد''. ويرى ''محمد محسن'' أو كما يلقبه أهالي المنطقة ب''أبو ندا'' في غلق ميدان التحرير أن ''الحالة واقفة بقفل الميدان أو بفتحه''؛ ف''كشك'' البقالة الذي يتكسب منه رزقه لم يكن كما كان وقت الرئيس الأسبق مبارك ''للأسف الثورة وقفت حال أغلب المحلات هنا''. ويؤكد ''أبو ندى'' أن أطراف عديدة هي المتسببة في غلق الميدان ''من ساعة الثورة وإحنا بيوتنا اتخربت، وللأسف محدش عارف الحل في إيد مين، لإننا منعرفش أصلًا مين السبب في المشكلة، الميدان مرة الثوار يقفلوه، ومرة البلطجية يملوه، ومرة الشرطة والجيش زي دلوقتي''. ''حتى لو الميدان اتأمن بوجود الجيش والشرطة، الناس برضه بتخاف تنزل''، بهذه الكامات عبر ''أبو ندى'' عن مشكلة قلة الحركة فى الميدان ''يا ريت مثلًا لو يبقى فيه كمائن في الميدان، لكن ميبقاش غلق الميدان بالكامل، لأن ده متسبب في خسارة كل المحلات هنا''. ''وقف الحال''، انتقل أيضًا إلى ''مروان''، الذي يعمل على ''فرشة'' بالقرب بالميدان، لبيع بعض الأدوات الكهربائية ''كل الغلق ده عشان الناس خايفة من نزول الإخوان في أي وقت، وده أثر على البيع طبعًا، أنا كنت قبل الثورة على الرغم إني واقف بفاترينا في الشارع ببيع بمثلاً 3 آلاف جنيه في اليوم، دلوقتي لو بعت ب200 يبقى كويس''، حسب قوله. ''أنا في أصحابي بيخاوفوا يجوا عندي عشان أنا ببيع في التحرير، بيقلقوا من المظاهرات أو التفتيش اللي على مداخل الميدان، للأسف إحنا الحل في إيدينا بس إحنا مش عارفين، أهو الجيش قافل الشوارع، والناس ماشية عكس الإتجاه أو راكنة صف تاني، مفيش أي انضباط في البلد والبلد سايبة، زي حمار كان مربوط واتفك''، حسب وصف ''مروان''. ''يارب يولعوا فى الإخوان''، كلمات غاضبة كانت السبيل الوحيد ل''كمال''، أحد العاملين في صيدلية بميدان التحرير؛ فقرب الصيدلية من الميدان أثر على حركة البيع لديه، جعله يتمنى أن يتم القضاء على جماعة الإخوان المسلمين نهائيًا ''فيها إيه لو يخلصوا منهم زي هتلر ولا عبد الناصر، إحنا عايزين البلد تهدى والحال يمشي''، حسب قوله.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة...للاشتراك...اضغط هنا