''ليس كل ما يتمناه المرء يدركه''، مقولة سرت على عدة ألسنة لكن ''زينب الشريف''، الفتاة العشرينية، تحدت تلك المقولة منذ صغرها حتى تدرك ما تمنته طوال عمرها، وعلى الرغم من ظروف الحياة الصعبة، لا تزال تسير على الطريق. ''كان نفسي أدخل فنون جميلة وأتعلم رسم ويبقى ده المجال بتاعى''، مثلها مثل كثيرين، حلمت ''زينب'' أن تصبح الفرشاة مجال لدراستها ومهنتها، لكن باب التنسيق أغلق في وجهها رغبة عمرها، لكن التحدى والإصرار والمثابرة على الحلم كانوا أقوى من التنسيق. درست ''زينب'' التسويق بحسب ما أرسلها مكتب التنسيق، لكنها ظلت تحلم بالرسم، حتى بدأت في عام 2010 بداية رسم اللوحات الكاملة، طرقت أبواب الجامعة الأمريكية ثم ''ساقية الصاوي'' وغيرها، حتى تبدأ في النقش على طريق تعلم الرسم خطوة بخطوة. ''تكلفة المعارض الباهظة''، عقبة جديدة وقفت أمامها ''زينب'' بعد إبداعها عدد من اللوحات المختلفة، لكن الفتاة اختارت أن تنشر أعمالها عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' تحت اسم صفحة ''الحاضر الغائب''، مستفيدة من خبرة دراستها التسويق في نشر أعمالها عبر الفضاء الإلكتروني. ''هدفي الوحيد وصول المتعة الفنية لأكبر شريحة ممكنة سواء باقتناء اللوحات أو بمشاهدتها''، هكذا حددت الفتاة هدفها من المعرض الإليكتروني، مؤكدة أن هدفها لم يكن فقط خروج أعمالها إلى النور، لكن أيضًا تسليط الضوء على أن الرغبة في النجاح، وإنها لابد أن تكون مغلفة بالإصرار، وأن ''تعلم نفسك بنفسك'' لتكسب خبرات الحياة. ''للأسف سوق الفنون التشكيلية فى مصر منهار، مين اللي ممكن ينزل من بيته عشان يحضر معرض فنون تشكيلية؟''، بهذا التساؤل عبرت ''زينب'' عن صعوبة الأوضاع في سوق اللوحات، بجانب عدم شهرة اسمها في مجال الرسم، حتى تحظى بإقبال من محبي هذا الفن؛ لذا اختارت أن تنشر صور لوحاتها على ''فيس بوك''. ''لوحات زيتية للطبيعة، رسومات بالقهوة، وأخرى إسلامية''، وغيرها من اللوحات التي رسمتها ''زينب'' في معرضها، كما وفرت التكنولوجيا الحديثة لها أن تبيع لوحتها عبر الإنترنت وبتكاليف قليلة ''وكل لوحة بسعر على حسب خامتها''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا